علقت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها على تصريحات لاعب كرة القدم الألماني المسلم في نادي أرسنال الإنجليزي،
مسعود أوزيل، بشأن مآسي المسلمين في
الصين، وموقف ناديه منه.
وتقارن الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، بين ردة فعل أرسنال والطريقة التي تعامل فيها ناد إنجليزي ثان، وهو
ليفربول، مع مسألة الظروف التي تعمل فيها العمالة الوافدة في قطر ودول الخليج، خاصة في ظل الحرارة الشديدة وأثرها على حياتهم.
وتقول الصحيفة إن ردة فعل "أرسنال" كشفت عن تغليب المصالح التجارية على المسؤولية الاجتماعية، مشيرة إلى أن ناديين إنجليزيين من أهم فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، يملكهما مستثمرون أمريكيون، واجها مسألة انتهاكات حقوق الإنسان في الأيام الأخيرة، وردا بطريقة متناقضة.
وتشير الافتتاحية إلى أن نادي ليفربول حامل اللقب، الذي ينافس في مباريات كأس العالم للأندية للفيفا، قدم بيانا دبلوماسيا استطاع من خلاله الدعوة لتحسين ظروف العمالة الوافدة في الخليج ودعمها.
وتلفت الصحيفة إلى أن دعاة حقوق الإنسان دعوا النادي لاستخدام موقعه الممتاز وسمعته للحديث عن وفاة الشبان العاملين في البناء تحت ظروف الحرارة الشديدة، ودعا رئيس النادي بيتر مورن قطر لمعالجة المخاطر وحالات الوفاة التي حدثت، والتحقيق فيها بشكل عميق، وتحقيق العدالة للعائلات التي ثكلت أبناءها.
وتفيد الافتتاحية بأن الدعوة للمحاسبة جاءت بطريقة حذرة، فقال النادي في توضيحه: "لا نزال منظمة رياضية، ومن المهم ألا ننجر إلى الموضوعات الدولية بموجب مكان مشاركتنا في المباريات المتعددة وما يمليه جدول مبارياتنا علينا".
وتنوه الصحيفة إلى أنه في المقابل فإنه عندما قام لاعب الوسط في "أرسنال" مسعود أوزيل، بالحديث صراحة، في تعليق عبر "إنستغرام" ضد اضطهاد الصين للمسلمين الإيغور في إقليم تشنجيانغ، كان رد "أرسنال" هو التبرؤ من كلامه وليس دعمه.
وتفيد الافتتاحية بأن النادي أصدر بيانا تبرأ فيه من كلام أوزيل وقلقه بشأن إخوانه المسلمين الذين يعانون الاضطهاد واعتقالات في معسكرات جماعية، ورد النادي، الذي اتسم موقف مسؤوليه بالدفاع في مواجهة رد الفعل الرسمي والشعبي في الصين، الذي يرافقه حرص على المصالح التجارية في الصين، بأن تعليقات أوزيل هي رأي شخصي، وجاء في بيان النادي: "بصفته ناديا رياضيا، التزم أرسنال بالمبادئ التي تدعو لعدم التدخل في السياسة".
وترى الصحيفة أن "التزام الحيادية هو موقف يمكن الدفاع عنه للمنظمات الرياضية الكبرى، لكن فقط إلى مدى محدد، فالنوادي البريطانية اليوم لديها سياسات معادية للتمييز، وعدم تسامح مع العنصرية من المشجعين، التي أفسدت ذات مرة هذه الرياضة الوطنية، وتهدد بالعودة في المناخ السياسي المثير للانقسام في الوقت الحالي، ولن يتسامح معها لاعبو كرة القدم في العصر الحالي كما تحملها اللاعبون من قبلهم، فاللاعب رحيم ستيرلينغ تحدث بصراحة للإعلام عن التمييز، وكاد فريقه، فريق إنجلترا، أن يترك الملعب وسط صيحات المشجعين العنصرية في أثناء مباراة له في بلغاريا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر".
وتبين الافتتاحية أن "هذه الحركة التي بات فيها الرياضيون يستخدمون مواقفهم والعلامات التجارية الشخصية بهم لدعم قضايا تقدمية جاءت بعد (ركوع) لاعبي فريق كرة القدم الأمريكي أثناء السلام الوطني الأمريكي تعبيرا عن الاحتجاج، مع أن قائد الفريق كولين كيبرنيك دفع الثمن عندما قاطعه فريقه الذي تردد في مواصلة التعامل معه".
وتشير الصحيفة إلى أن "نادي ليفربول تعامل مع العمال الذين يموتون في قطر، في سياق حملة العائلات الثكلى في الحادث المؤسف المعروف بهيلزبره، التي استمرت 30 عاما للحصول على العدالة لأبنائها الذين ماتوا أثناء تدافع في واحدة من مباريات النادي، وقررت هذه العائلات الحديث علنا، ومقارنة مع موقف ليفربول، فإن نادي أرسنال لم يدعم لاعبه أوزيل، وتعرضه للشيطنة والهجمات في الصين، ما كشف عن قلة اهتمام النادي بالرعب الذي يحصل للمسلمين في إقليم تشنجيانغ".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها قائلة إن "نوادي الدوري الممتاز في بريطانيا دعمت ولسنوات طويلة برامج مجتمعية جوهرية، كجزء فعال من التسوية مع الحكومات المتعاقبة التي ترددت في تنظيم التجاوزات التجارية في المباريات، ولا أحد يطالب نوادي كرة القدم بتكريس وقتها كله للسياسة، لكن عليها ألا تضيع الفرصة لدعم القضايا العادلة عندما تسنح لها الفرصة لذلك".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)