هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من المتوقع أن يقوم أربعة وزراء خارجية لدول أوروبية بزيارة إلى العاصمة الليبية "طرابلس" ولقاء حكومة الوفاق هناك. وهو ما يطرح تساؤلات عن أهمية ورسائل ومحاور هذه الزيارة، وما إذا كانت الحكومة الليبية قد فرضت نفسها دوليا بقوة بعد تقاربها مع دولة "تركيا".
وأعلنت خارجية الوفاق الليبية عزم وزراء خارجية أربع دول هي: إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا بزيارة طرابلس في السابع من كانون
الثاني/ يناير المقبل.
وعبر اتصال هاتفي، الجمعة، ناقش وزير الخارجية الليبي،
محمد سيالة، مع المسؤول السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب
بوريل، تطورات الأوضاع في العاصمة وكذلك المجازر التي يرتكبها اللواء المتقاعد،
خليفة حفتر ضد المدنيين هناك، وسط تأكيدات من المسؤول الأوروبي على زيارة طرابلس بصحبة
أربعة وزراء خارجية".
تحضيرات وتوقيت مقصود
وكشف مصدر في وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية
لـ"عربي21" أن "الزيارة مؤكدة وأنها سيسبقها اجتماع تحضيري، الاثنين
المقبل، في العاصمة بروكسل لمناقشة بنود ومحاور هذه الزيارة.
اقرأ أيضا: هل تشارك تركيا في العمليات القتالية بشكل مباشر في ليبيا؟
وبحسب المصدر ذاته فإن "تاريخ الزيارة مقصود كونه
يتوافق مع تاريخ إصدار قانون من قبل البرلمان التركي يسمح بالتواجد عسكريا في
ليبيا".
تخوفات وتفاهمات أوروبية
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي المهتم بالملف
التركي، علي باكير أن "ليبيا مهمة جدا بالنسبة لأمن أوروبا في عدة جوانب،
واستمرار الصراع الحالي داخليا وتدفق الدعم العسكري لحفتر من قبل مصر والإمارات
وفرنسا ومؤخرا من روسيا، من شأنه أن ينقل الأزمة وتداعياتها إلى الجانب الأوروبي، فضلا
عن تداعيات الترسيم البحري التركي-الليبي والتجاذب الحاصل مع اليونان."
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "مثل
هذه الزيارات تأتي في إطار الوقوف بشكل أدق على تطورات الوضع الميداني أولا، وثانيا
على كيفية الوصول إلى تفاهمات تحد من التداعيات المنتظرة على الأمن الأوروبي".
وتابع باكير: "الموضوع شائك جدا ومصالح الدول
الأوروبية متباينة، فبينما قد يعمل البعض على محاولة إبعاد تركيا، قد يركز البعض
الآخر على مخاطر انخراط روسيا، وأعتقد أن الصورة ستصبح أوضح بعد اجتماع برلين المرتقب".
قلق من تدخل تركيا
لكن الكاتب والمدون الليبي المقيم في لندن، فرج فركاش
أوضح أن "مذكرة التفاهم الأخيرة مع تركيا قد عملت على خلط أوراق اللعبة،
وسرعت في السعي الحثيث الأخير خاصة من الدول الأوروبية لإيجاد مخرج من الأزمة
والحرب الحالية، والذي ظهر في تصريحات العديد من المسؤولين الإقليميين
والغربيين".
وأضاف لـ"عربي21": "معظم هذه الدول أدركت
بعد صمتها المخجل عن ما يحدث في طرابلس أن التلويح بالتدخل التركي المباشر ربما
سيعزز من موقف تركيا وسيحول دون الحسم الوهمي العسكري التي كانت تعول عليه بعض هذه
الدول".
اقرأ أيضا: ليبيا.. وزراء خارجية 4 دول أوروبية يزورون طرابلس في يناير
وحول محاور الزيارة، قال: "ربما سيعرض الاتحاد الأوروبي
انخراطه بصورة أكثر إيجابية وجدية لمحاولة إقناع الأطراف بضرورة التوصل إلى وقف
إطلاق النار وتشجيع الأطراف للعودة إلى العملية السياسية والخروج بحل يحفظ ماء وجه
الأطراف الداخلية خاصة الطرف المعتدي على العاصمة".
مؤتمر برلين
وبدوره أشار الأكاديمي الليبي، مفتاح شيتوان إلى أن
"الزيارة ستركز في نقاشها على محاور مؤتمر برلين المنتظر في محاولة من دولة ألمانيا،
التي سيكون وزير خارجيتها في الزيارة، لتقريب وجهات النظر".
وقال لـ"عربي21" "نأمل أن تتفق الدول
الأوربية مع الليبيين على التأكيد على أهمية الدفع لاستحداث دولة ديمقراطية مدنية
لا ديكتاتورية عسكرية، تحكمها قوانين وفقا لدستور معتمد من الشعب، وهذا مطلب
منظمات المجتمع المدني وكل المطالبين بمدنية الدولة".
تنازلات أطراف الصراع
ورأى الإعلامي من الشرق الليبي، عاطف الأطرش أن
"هذه الخطوات تأتي كمحاولة لإنقاذ الموقف في اللحظات الأخيرة قبل تصاعد وتيرة
الحرب بالرغم من أن الجميع يقول أن الحل ليس عسكريا، لكن بالتأكيد ستأتي هذه الزيارات
حاملة معها مقترحات على شكل تنازلات متبادلة بين أطراف الصراع".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كما أن هذه
الزيارة ستؤكد على وجود هذه الدول الأوروبية كداعمة للحل السلمي في ليبيا ردا على
التصعيد الذي جاءت به تركيا لدعم حكومة الوفاق عسكريا".