أعلن مرشد الجمهورية
الإيرانية علي خامنئي تعيين العميد إسماعيل
قآني على رأس "
فيلق القدس" بالحرس الثوري خلفا لقاسم سليماني الذي قتل الخميس في غارة جوية أمريكية استهدفت موكبه في محيط مطار بغداد الدولي.
ووصف خامنئي العميد قآني بأنه من أبرز قادة الحرس الثوري في "مرحلة الدفاع المقدس" وهو التعبير الذي يستخدمه الإيرانيون لوصف حرب السنوات الثمان مع العراق في عقد الثمانينات، ويعتبر قآني الرجل الثاني إلى جوار سليماني.
قآني المولود في بونجورد بشمال محافظة خراسان عام 1957 شارك مقاتلا في الحرب العراقية الإيرانية كقائد لواء، وتدرج في المناصب العسكرية حتى تولى منصب نائب قائد "فيلق القدس" عام 1997 بعد تولى سليماني قيادة "الفيلق".
لا يعرف الكثير عن قآني الذي في الخفاء ظلا لسليماني، رغم أن قآني يميل أكثر نحو التشدد مقارنة مع سليماني.
لا ينظر قآني للحرب في سوريا بوصفها حربا إقليمية وإنما يصفها بأنها حرب "وجودية" بالنسبة لإيران، وشارك فيها بصفه مستشارا عسكريا وكان من مهندسي "تصدير" مفهوم "التشكيلات الشعبية " التي يعتبر من المنظرين لها في إيران.
وكان أول من كشف امتلاك "جماعة أنصار الله" في اليمن لصواريخ يبلغ مداها أكثر من 400 كلم. كما تدرج قآني في عدة مناصب داخل "الحرس الثوري" من بينها تولي قيادة العمليات في أفغانستان وباكستان.
كذلك كشف قآني عن تفاصيل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران ودور "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" في إتمامها.
وقد وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات الخاصة بها عام 2012. ووصفته وسائل إعلام إيرانية بأنه "الرجل الصلب" الذي لا يختلف كثيرا عن الجنرال سليماني، وله من "الخبرة الكافية" بشأن التعامل مع جبهات القتال المختلفة.
وظل يكرر في تصريحاته تأكيده لالتزامه بخط المرشد الإيراني الخامنئي.
كما نقل عنه تصريح آخر عام 2017 وصف فيه تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران بقوله هذه "التهديدات ضد إيران ستدمر أمريكا، لقد دفنا العديد من أمثال ترامب ونعرف كيف نقاتل ضد أمريكا".
ويتحدث البعض عن علاقاته القوية مع الجماعات المسلحة القريبة من إيران في سوريا ولبنان وغزة، فضلا عن تهديداته لـ"إسرائيل".
ويرى بعض المحللين أن اختياره حسم الجدل بشأن من سيكون خليفة سليماني الذي يبدو أنه حدد من سيخلفه بحيث يكون شخصية من داخل "فيلق القدس" منعا لأية خلافات، وهو النهج الذي ينسب إلى اللواء حسين سلامي القائد الحالي لـ"حرس الثورة" وقيادات الجيل الثاني في "الحرس".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية تصريحات للعميد قآني قال فيها إن الولايات المتحدة أنفقت ستة تريليونات دولار على الحروب في الشرق الأوسط لكنها لم تنجح وإن "مؤامرات ومخططات الأعداء منذ بداية الثورة لغاية الآن قد أحبطت".
ويتساءل البعض عن السرعة التي تم فيها اختيار خليفة سليماني، وتعيين قآني الذي يوصف بأنه منظر تصدير "التشكيلات الشعبية" مكانه، هل تعني أن إيران قد اختارت نهج الرد على الضربة الأمريكية بعمليات واسعة بالنيابة عبر الميليشيات والجماعات المسلحة المقربة منه، أو ما بات يعرف بـ"حروب الوكالات".
يبدو أنه لن يحدث أي تغيير حذري في خطط "فيلق القدس" على الأقل حاليا، وقد حسم خامنئي الجدل بتأكيده عدم وجود تغيير "في الخطط" التي كانت في عهد سليماني، داعيا كوادر "فيلق القدس" إلى التعاون مع القائد الجديد.