هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ميل أون لاين" تقريرا لمراسلها للشؤون الاجتماعية ستيف دوغتي، يقول فيه إن عدد المسلمين في إنجلترا تجاوز الثلاثة ملايين لأول مرة، بحسب التقديرات الحكومية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن التقديرات تذكر أن المسلمين هم المجموعة الدينية الأسرع نموا في البلد، في الوقت الذي تستمر فيه أعداد المسيحيين في الانخفاض.
ويذكر دوغتي أن هذه الأرقام صدرت عن مكتب الإحصاء القومي، كجزء من مشروع يقوم لأول مرة بتقدير حجم المجموعات الإثنية والدينية بشكل منتظم، مشيرا إلى أنه حتى الآن كان بالإمكان قياس أعداد الأقليات مرة كل عقد، عن طريق استخدام نتائج التعداد الوطني، الذي يتم مرة كل عشر سنوات.
وتفيد الصحيفة بأنه بحسب تقديرات مكتب الإحصاء، فإن عدد المسيحيين في تراجع، لكن التراجع في الولاء للمسيحية بدأ يتباطأ، مشيرة إلى أن من بين المجموعات الدينية، فإن نصيب الهندوس في عدد السكان ارتفع قليلا، في الوقت الذي تراجعت فيه نسبة السيخ بمقدار مشابه.
ويلفت الكاتب إلى أن نسبة اليهود والبوذيين في عدد السكان بقيت ثابتة، مشيرا إلى أن عدد الأشخاص الذين يقولون إنه لا دين لهم أو إنهم غير مستعدين لمناقشة معتقداتهم ارتفع إلى حوالي ثلث عدد السكان في إنجلترا، وهي زيادة ناتجة عن تراجع في المعتقدات المسيحية.
وتنوه الصحيفة إلى أن مكتب الإحصاء قدر أيضا أن نسبة الأشخاص الذين يقولون إنهم يتبعون ديانة غير الديانات الرئيسية في إنجلترا زاد بأكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2011 و2016، مشيرة إلى أن الزيادة قد تكون بسبب بحث الناس عن معتقدات جديدة بعد أن أصابتهم خيبة الأمل من المسيحية.
ويقول التقرير إن الأرقام الجديدة تظهر بأنه في عام 2016، بعد خمس سنوات من التعداد السكاني الذي جرى عام 2011، فإنه كان هناك 3138000 مسلم في إنجلترا وويلز، وتلك زيادة بمقدار 400 ألف، عن 2.7 مليون خلال خمس سنوات، وهذه زيادة مقدارها حوالي 16%، فيما يقدر مكتب الإحصاء بأن عدد المسلمين في إنجلترا فقط كان 3092000 نسمة عام 2016.
ويشير دوغتي إلى أن تقدير البحث يظهر أن المسلمين، بصفتهم مجموعة دينية، شكلوا نسبة 5.6% عام 2016 ونسبة 4.7% عام 2011، لافتا إلى قول تقرير البحث: "هناك تراجع في المجموعة المسيحية، مع أنها تبقى أكبر مجموعة في إنجلترا.. ومقابل التراجع في نسبة المسيحيين هناك ارتفاع في المجموعات الأخرى، وأكبر زيادة هي في مجموعة المسلمين، ودون دين أو الديانة غير مذكورة وغيرها من المجموعات الدينية".
وتنقل الصحيفة عن تقرير البحث، قوله إن الإحصائيين لا يستطيعون تحديد الأسباب لنمو عدد المسلمين وتراجع عدد المسيحيين، وأضاف التقرير: "بتقسيم الإحصائيات بناء على أي خصائص أخرى، مثلا العمر أو الجنس، فإنه لا يمكننا التوصل إلى أي استنتاجات حول أسباب تلك الفروق".
ويلفت التقرير إلى أن سرعة نمو عدد السكان المسلمين التي يقدرها البحث الجديد تبدو متطابقة مع تلك التي أظهرها التعداد السكاني، ففي عام 2001 أظهر التعداد السكاني بأن المسلمين يشكلون نسبة 3% من عدد السكان في إنجلترا وويلز، مشيرا إلى أن التراجع في المسيحية يتم رصده على نطاق واسع، ليس أقلها عن طريق الكنائس ذاتها التي تحصي عدد المصلين.
ويذكر الكاتب أنه في التعداد السكاني لعام 2011 سجل 33.2 مليون في إنجلترا وويلز أنفسهم بأنهم مسيحيون، لكن بحسب التقديرات الجديدة تراجع هذا الرقم إلى 32731000 مع حلول عام 2016، مشيرا إلى أن الدراسة عام 2016 قالت بأن نسبة السكان المسيحيين تراجعت في إنجلترا وحدها من 59.6% إلى 56.6%.
وتستدرك الصحيفة بأنه بما أن الأدلة من التعداد السكاني تقول بأنه تراجع عدد السكان المسيحيين في إنجلترا وويلز بنسبة 12% بين عامي 2001 و2011، فإن التراجع في الديانة المسيحية قد يكون أصبح أبطأ، لافتة إلى أن التقدير الجديد يشير إلى أن هناك عددا من الناس هم أتباع لديانات أقلية أكثر مما ذكره التعداد السكاني لعام 2011.
وينقل التقرير عن الباحثين، قولهم إن الأساليب الجديدة، التي تقوم على المسح السنوي للسكان، الذي يجري على 300 ألف شخص كل عام، وجد أن 1.5% من السكان يعدون أنفسهم أتباعا لمجموعات دينية صغيرة، مقارنة مع 0.4% تم تسجيلهم في التعداد السكاني.
وينوه دوغتي إلى أن حوالي ثلث السكان، 32.8%، إما أنهم لا ديانة لهم أو أنهم لا يناقشون دينهم، في عام 2016، بحسب ما قاله تقرير الدراسة، مقابل 31.9% قالوا إنهم لا ديانة لهم أو أنهم لا يناقشون دينهم في التعداد السكاني عام 2011.
وتورد الصحيفة نقلا عن التقرير، قوله إن التقديرات الجديدة، التي ترتكز على نتائج ثلاث سنوات من المسح السكاني السنوي بين عام 2014 و2016، لم تكن مفصلة بما فيه الكفاية لإعطاء صورة دقيقة عن حجم المجموعات الإثنية والدينية في المناطق المحلية.
ويورد التقرير نقلا عن تقرير البحث، قوله إنه "على المستوى الوطني فمن المعقول أن نفترض أنه يمكن الحصول على تصور معقول من مقارنة نتائج التعداد السكاني لعام 2011 في إنجلترا وويلز وتلك الناتجة عن أسلوبنا الجديد"، وأضاف: "إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقدير نسب المجموعات الدينية للسكان باستخدام هذا الأسلوب".
وتابع التقرير، قائلا إن هناك "عددا من الثغرات المحتملة في قاعدة الأدلة، بما في ذلك توفر تقديرات جديدة لحجم عدد السكان من الديانات المختلفة، وتعود التقديرات الرسمية الأحدث إلى التعداد السكاني عام 2011.. ومقارنة بين نتائج التعداد لعام 2001 وعام 2011 يظهر أن عدد من ربطوا أنفسهم بالمجموعات الدينية المختلفة تغير بشكل كبير خلال هذه الفترة، ولذلك فهناك حاجة للأخذ في عين الاعتبار كيف يمكن للتركيبة السكانية أن تتغير بين فترات إجراء التعداد السكاني".
ويفيد الكاتب بأنه في الوقت الذي قال فيه مكتب الإحصاء إنه لا يمكن استخدام التقديرات الجديدة لتقييم السكان في منطقة معينة، فإن تقرير التعداد السكاني لعام 2011 ذكر أن "المسلمين يميلون لأن يتركزوا في مناطق محددة في إنجلترا.. في أكثر من نصف المناطق البلدية لا تصل نسبة المسلمين إلى 1%، وفي أكثر من ثلاثة أرباع المناطق كانت نسبة المسلمين أقل من 6%".
وتختم "ميل أون لاين" تقريرها بالإشارة إلى أن تقرير الباحثين أشار إلى أن "المناطق التي فيها أعلى نسب للمسلمين هي في لندن، وأكثرها منطقة تاور هامليتس ونيوهام، بنسب تقدر بـ34.5% و 32% على الترتيب.. وهناك مناطق عدة خارج لندن، حيث تزيد نسبة المسلمين على 20%، بما في ذلك بلاكبيرن، وداروين في شمال غرب إنجلترا (حيث تصل نسبة المسلمين فيها إلى 27%)، وبرادفورد ويوركشاير وهامبر ولوتون في شرق إنجلترا وسلاو في جنوب شرق إنجلترا وبيرمنغهام في وسط غرب إنجلترا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)