هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسليها آن غيران وستيف هندريكس وروث إيغلاش، يقولون فيه إن الرئيس دونالد ترامب قال إنه سينشر تفاصيل خطته للشرق الأوسط يوم الثلاثاء.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه يتوقع أن تقترح الخطة التي طال انتظارها تغييرا كبيرا في خارطة الضفة الغربية، في الوقت الذي توفر فيه للفلسطينيين سبيلا للوصول الى الدولة إن هم نجحوا في مجموعة من الاختبارات.
ويلفت الكتّاب إلى أن ترامب وصف مقترحاته للسلام في الشرق الأوسط في اجتماع خاص، يوم الاثنين، جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، بيني غانتس، مشيرين إلى أنه لم يحضر أي فلسطيني إلى البيت الأبيض للاطلاع المبدئي على ما وصف بأنه مقترح مفصل لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يعود تاريخه لعام 1948.
وتورد الصحيفة نقلا عن ترامب، قوله خلال ترحيبه بنتنياهو، خلال إيجاز حول الخطة في المكتب البيضاوي: "في عالم التجارة، عندما كنت في عالم الأعمال، حين كانت هناك صفقة صعبة كان يشير الناس إليها على أنها (هذه أصعب من جمع إسرائيل والفلسطينيين معا)، وهذا ما سمعته طيلة حياتي، ولذلك سنرى ماذا يحصل، لدينا شيء يحمل معنى للجميع".
وينقل التقرير عن شخصين مطلعين على الخطة، تحدثا بشرط عدم ذكر اسميهما؛ لأن المقترح لم ينشر بعد، قولهما إن الخطة تقترح إعادة رسم للحدود بين إسرائيل والضفة الغربية، بحيث يتم استيعاب الكتل الاستيطانية الكبيرة في الحدود الإسرائيلية مع استمرار شيء من السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الأراضي التي تم احتلالها عام 1967.
ويورد الكتّاب نقلا عن ترامب، قوله: "سنحصل في النهاية على دعم الفلسطينيين"، لكن بدا أيضا أنه يؤكد التوقعات بأن مقترحات البيت الأبيض سخية تجاه الحليف المقرب إسرائيل، وقال ترامب: "هذه خطة يجب أن تعجب بيبي (بنيامين نتنياهو).. ومعارضه كثيرا".
وتنوه الصحيفة إلى أن غانتس التقى بترامب منفصلا في البيت الأبيض، كجزء من استراتيجية الإدارة لنشر الخطوط العريضة للتسوية قبل الانتخابات في آذار/ مارس، مشيرة إلى أن هناك سباقا محموما بين نتنياهو وغانتس بعد إجراء الانتخابات مرتين دون حسم، اللذين قالا كلاهما إنهما يرحبان بخطة ترامب.
وينقل التقرير عن مطلعين على الخطة، قولهم إن الخطة تمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، سيزيد خلال ثلاث سنوات إن قامت السلطة الفلسطينية ببعض الإجراءات السياسية، ورفضت العنف، واتخذت خطوات أخرى في التفاوض مع إسرائيل.
ويرجح الكتّاب أن تعالج الخطة، التي تقع في 50 صفحة، والتي طورها مستشار ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر، المسائل الكبيرة التي كانت سببا في تعثر جهود السلام في الماضي كلها، بما في ذلك مزاعم الجانبين بخصوص ملكية الأراضي وإدارة المقدسات في القدس.
وتورد الصحيفة عن أحد الأشخاص، قوله: "هناك الكثير من الهدايا للفلسطينيين فيها -الكثير- لكن بالتأكيد ليس كل ما سعوا طويلا للحصول عليه"، وأضاف الشخص: "إن حصولهم على دولة في متناول يدهم" مرتبط بتحقيق معايير أمنية وسياسية محددة.
وتابع الشخص نفسه قائلا إن هذه السيادة المشروطة أقل بكثير من الهدف الدولي الطويل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تماما، لكنها "تقبل الواقع على الأرض كما هو"، مع تمدد المستوطنات الإسرائيلية، واقتصاد فلسطيني يائس، وأفق سياسي يتقلص بالنسبة للشباب.
ويفيد التقرير بأن خطة كوشنر تقدر بأن وضع الفلسطينيين التفاوضي سيئ ويصبح أسوأ، وتطلب من القيادات الفلسطينية أن تتفاوض على جزء من الرغيف، بدلا من خسارة الرغيف بالكامل، بحسب ما قاله أشخاص سمعوا كوشنر وغيره ممن شاركوا في صياغة المقترح، مشيرا إلى أن متحدثا باسم البيت الأبيض رفض التعليق على تفاصيل الخطة.
ويقول الكتّاب إنه لا يمكن لأمريكا أن تفرض مقترحها بنفسها، إلا أن بيانات أمريكا حول ما يجب أن تتضمنه التسوية وضعت معايير لكل الجهود الجديدة لتحقيق السلام.
وتذكر الصحيفة أنه سيتم نشر الخطة يوم الثلاثاء ظهرا، وسط محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ بتهم إساءة استخدام السلطة وإعاقة الكونغرس، مشيرة إلى أن يوم الثلاثاء هو اليوم الذي كان من المفترض أن يبدأ فيه الكنيست النظر في طلب نتنياهو الحصول على حصانة في قضية الفساد ضده.
ويشير التقرير إلى أن جهود كوشنر على مدى ثلاث سنوات تشكل أولوية بالنسبة لترامب، بصفته تاجر عقارات سابقا في نيويورك، ليترك بصمته على أحد أصعب الصراعات على الأرض والسيادة والإرث الحضاري في العالم، لافتا إلى أن التوقعات كانت قليلة في البداية، وأصبحت أقل عندما انسحب الفلسطينيون من هذه الجهود قبل نهاية السنة الأولى لترامب في الحكم، ولم يعودوا.
وينقل الكتّاب عن ترامب، قوله إن العديد من الدول العربية صادقت على سياسته، وأضاف ترامب: "إنهم يحبونها، ويعتقدون أنها رائعة، ويعتقدون أنها بداية كبيرة.. وأنا أعتقد أنها بداية كبيرة، أعتقد أنها شيء رائع إن استطعنا تحقيقها، ويقولون إنها ربما تكون أصعب صفقة يمكن عقدها في أي مكان ومن أي شكل".
وتلفت الصحيفة إلى عدم موافقة أي دولة على هذه الخطة علنا، فيما يخطط القادة الفلسطينيون التصدي لخطة ترامب، وتنسيق حملة من الشجب مع جيرانهم العرب وغيرهم من الدول بعد أن يتم الإعلان عن الخطة، مشيرة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سيقوم بعقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم الثلاثاء.
وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الفلسطينيين حذروا من أنه إن اقترحت أمريكا شروطا تحابي إسرائيل بشكل صارخ، فإنها ستنهي التعاون الأمني مع الإسرائيليين والفلسطينيين، الذي جاء بعد اتفاقية أوسلو التي تم توقيعها عام 1993 في واشنطن.
ويورد الكتّاب نقلا عن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، قوله في تغريدة له: "إن بدأ نتنياهو بضم الأراضي الفلسطينية رسميا، فإن ذلك يعني انسحاب إسرائيل من اتفاقية أوسلو والاتفاقيات اللاحقة التي تم توقيعها.. إنها محاولة لتدمير فكرة السلام بين دولتين".
وبحسب الصحيفة، فإن بعض الفصائل الفلسطينية دعت إلى "يوم غضب" يخرج فيه المتظاهرون للشارع في الأراضي الفلسطينية يوم الثلاثاء، مشيرة إلى قول متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن القوات الإسرائيلية رفعت من جاهزيتها، وتزيد من الرقابة على الحواجز وغيرها من النقاط التي يتوقع أن تقوم فيها احتجاجات.
وينقل التقرير عن رئيس مجموعة "جي ستريت" الموالية لإسرائيل، جيريمي بن عامي، وصفه طرح البيت الأبيض للخطة بأنه "حيلة سياسية صارخة"، يقصد منها لفت الانتباه عن مشكلات ترامب ونتنياهو السياسية والقانونية.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول بن عامي في مقابلة معه من إسرائيل: "إن كنت صانع قرار جادا، فليس هذا هو اليوم لحل أصعب صراع في العالم.. وحقيقة أنهم اختاروا هذا اليوم يجيب عن كل ما تريد أن تعرفه".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)