هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصف الرئيس التونسي قيس سعيد، الخميس، خطة السلام الأمريكية المزعومة للشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن"، بأنها "مظلمة القرن".
جاء ذلك في مقابلة أجراها سعيد مع التلفزيون الرسمي التونسي، بمناسبة مرور 100 يوم على توليه الرئاسة.
وقال سعيد إن "ثقافة الهزيمة التي تسود داخل المجتمع العربي أكثر من الهزيمة في ذاتها، فالفكر المهزوم لا يمكن أن يكون مقدمة للنصر، والفكر المهزوم لا يمكن أن يكون إلا فكرا مخاتلا وفكرا عميلا".
وأضاف: "لا يمكن أن أتراجع عما قلته سابقا، فالتطبيع مفهوم دخيل، دخل اللغة العربية بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ولذلك فإن القضية اليوم لا تعدّ تطبيعا، فالوضع الطبيعي مع هذا الكيان المغتصب أن نعمل لإنهاء هذا الاغتصاب وتشريد الشعب الفلسطيني".
وتابع: "فلسطين ليست ضيعة ولا بستانا حتى تكون موضوعا لصفقة، فحق فلسطين لا يمكن أن يسقط بالتقادم، من له علاقة بالكيان المغتصب هو خائن، فالتطبيع خيانة".
وأشار إلى أن "من له علاقة مع الكيان المغتصب هو خائن، وخيانته خيانة عظمى. القضية الفلسطينية ستبقى في وجداننا ما دام هناك نفس يتردد وقلب ينبض".
واستطرد: "القضية الفلسطينية مركزية، والحق الفلسطيني ثابت، رضينا بالشرعية الدولية على نقائصها، لكن ستبقى القضية الفلسطينية في وجداننا ووجدان الشعوب العربية، وسيأتي يوم وتتحرر فلسطين وتكون عاصمتها القدس الشريف".
اقرأ أيضا: مؤسسة فرنسية تدين صفقة القرن.. "إهدار لحق الفلسطينيين"
وأكد سعيد أن بلاده لا تعيش عزلة، وإنما أصبحت قبلة دبلوماسية منذ توليه منصب الرئاسة، مشيرًا إلى أنه ستوجه في أولى زياراته الخارجية، للجزائر، الأحد، وأن المسألة الليبية ستكون إحدى مواضيع الزيارة.
وقال سعيد، " هناك عمل دبلوماسي مكثف لا يظهر لكن المهم أن
تظهر نتائجه، ونحن لسنا في عزلة".
وأكد أن عدم ذهابه إلى مؤتمر برلين، مرده أن الدعوة جاءت متأخرة فنحن لا نركب القطار وهو يسير وقد أعرب العديد عن أسفهم لهذه الدعوة التي جاءت متأخرة.
وأكد سعيد أن تونس ستكون موجودة في كل الأعمال التحضيرية في
المستقبل، وليس في المؤتمرات التي تتوج الأعمال التحضيرية والأوراق التي تم اعدادها
قبل المؤتمر في مستوى القمة، "فتونس يجب أن تكوم من أول الدول المعنية".
من جهة أخرى أكد سعيد أن تعطل زيارته إلى الجزائر كان "نتيجة
الانتخابات الرئاسية التي عرفتها الجزائر مؤخرا، فضلا عن مفاوضات تشكيل الحكومة في
تونس".
وتابع: "سأذهب إلى الجزائر يوم الأحد كما وعدت، فالجزائر
جزء منا"، مشيرًا إلى إمكانية الاتفاق مع الجزائر حول مبادرة واحدة لحل
الأزمة الليبية يكون أساسها الليبيين، "فنحن ضد التدخل العسكري".
وتابع: "المقاربة الجزائرية هي نفس المقاربة التونسية لذلك يمكن أن نصل إلى مبادرة واحدة".
داخليًا أكد الرئيس سعيد وجود مؤامرات وترتيبات تحاك لتونس
لتعطيل المسار الذي تعرفه البلاد، حيث قال: "هناك من يريد تعطيل المسار، وهناك
من له مصالح وارتباطات مع دول وقوى أخرى".
وأضاف: "نحن نريد أن نكون أسيادا في بلادنا"، مؤكدًا أن
"القضايا التي تفتعل، تفتعل بهدف إرباك التونسيين، والتهويل الموجود للجرائم
أيضا هدفه إرباك المواطنين كذلك".
وطمأن الرئيس قيس سعيد التونسيين قائلا: "حريص على أمن تونس، وقوات
الأمن والجيش ستتصدى لكل محاولات الإرباك، وهي قادرة على السيطرة على كل شبر من
تراب تونس".
وكان الرئيس التونسي قد أقر خلال كلمة له بمناسبة إحياء عيد الثورة
بأن هناك مؤامرات ومهاترات تحاك كل يوم وهناك من يفتعل الازمات.
وحينها وجه كلامه للحضور قائلا: "أنتم تعرفونهم بالاسم وتعرفون من يقف وراءهم في الظلام ... ولكنهم لن يحققوا أبدا ما يريدون".
وفي سياق الشأن السياسي الداخلي أيضًا قال سعيد، الخميس، إن
"هناك من يبحث عن صدام بيني وبين رئيس مجلس النواب (راشد الغنوشي) ولكن
علاقتنا في إطار الدستور وأنا أحترم النص الدستوري".
ودعا سعيّد أن تتولى الدولة المرافق العمومية من صحة وتعليم وضمان
اجتماعي فضلا عن الشغل، مؤكدًا أنه بصدد مشاريع قوانين بالنسبة للقانون
الانتخابي وقوانين اقتصادية واجتماعية.
وتابع سعيد: "أحاول أن أجد التمويلات اللازمة من الداخل
والخارج لحل مشكل الشباب"، معلنا أنه "يعمل على إنشاء مدينة صحية في
القيروان تتوفر على كل الاختصاصات".
وحول ما يروج في الساحة الإعلامية التونسية عن تنسيقيات تسعى إلى
تشكيل حزب له قال سعيّد "ليست لدي النية على الإطلاق في تأسيس أي حزب".