سياسة دولية

مهلة رئيس العراق تنتهي.. لماذا عاد الصدر للتظاهرات؟

أمهل الرئيس العراقي الكتل البرلمانية إلى نهاية يوم الجمعة لتسمية مرشح لرئاسة الحكومة - جيتي
أمهل الرئيس العراقي الكتل البرلمانية إلى نهاية يوم الجمعة لتسمية مرشح لرئاسة الحكومة - جيتي

في خطوة مفاجئة، عاد أنصار التيار الصدري للتوافد إلى ساحات الاحتجاج وسط بغداد ومحافظات جنوب العراق، بدعوة من زعيم التيار مقتدى الصدر، الجمعة، بعد أسبوع واحد على قرار ترك الحراك الشعبي والانسحاب من المظاهرات وعدم التدخل فيها سلبا أو إيجابا.

عودة الصدر إلى الاحتجاجات أثارت تساؤلات حول تزامنها مع قرب انتهاء المهلة التي منحها الرئيس العراقي برهم صالح للكتل السياسية، وتهديده بتكليف من يراه مناسبا في حال لم يصله اسم مرشح حتى مساء اليوم الجمعة.

وسيلة للضغط

النائب رعد المكصوصي عن كتلة "سائرون" المدعومة من الصدر، قال في حديث لـ"عربي21" إن "موقف الصدر معلن من البداية، أنه لا يتدخل في أي مفاوضات لاختيار رئيس حكومة جديد، وفوّض رئيس الجمهورية لتكليف شخصية غير جدلية كما أرادت المرجعية الدينية، وكذلك ترضى عليه ساحات الاحتجاج".

وأضاف: "لا يمكن خلط الأوراق بدعوته للتظاهر، على أنه لم يصل معهم إلى شخصية مرغوبة منه شخصيا، ولكن العكس هو يريد وأعلن ذلك سابقا، أنه مع شخصية غير جدلية، لقيادة المرحلة الانتقالية، وتأييد الانتخابات المبكرة، والتي سيقول الشعب من خلالها قولته لاختيار برلمان جديد".

 

اقرأ أيضا: "معهد واشنطن": وجهات نظر مشتركة بين مقتدى الصدر والتحالف

وبخصوص توقيت دعوة الصدر للتظاهر، قال المكصوصي إن "كلام الصدر كان واضحا للمتظاهرين عندما انسحب من ساحات الاحتجاج، فإنه قال لهم ميزوا صفوفكم، والغاية من ذلك هو كشف الكثير من المندسين داخل هذه المظاهرات، تريد لها أن تخرج عن السلمية، وبالتالي يقضى على الحراك".

وأضاف أن "توقيت الصدر أيضا، يأتي تزامنا مع انتهاء مهلة برهم صالح، لأن الكثير تماطل في تسمية مرشح للحكومة، وبالتالي عندما أعلن زعيم التيار، اليوم الجمعة، العودة للمظاهرات والاعتصام أمام الخضراء، هو للضغط على هذه الكتل السياسية لاختيار شخصية قوية قادرة على محاسبة الفاسدين وإقامة انتخابات مبكرة".

إعادة الحسابات

لكن المحلل السياسي واثق الهاشمي رأى في دعوة الصدر غير ذلك، وقال إن "الصدر لديه استراتيجيات غير واضحة، أنا أعتقد بحسابه خسر الكثير عندما ترك من ساحات التظاهر".

وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن "الانتقادات التي وجهت إلى زعيم التيار الصدري، خسّرت من رصيد التيار كثيرا، الآن أعاد الحسابات، بالعودة إلى المظاهرات مرة أخرى، إضافة إلى أنه سيشكل ورقة ضغط على الرئيس برهم صالح في موضوع اختيار الوزراء".

وكشف المحلل السياسي العراقي أن "الصدر أبلغ شفويا الرئيس، بأن لديه فيتو على بعض الشخصيات المرشحة إلى رئاسة الوزراء من برهم صالح".

وتساءل الهاشمي، قائلا: "هل سيقبل الشارع عودة الصدر مجددا إلى ساحات الاحتجاجات، بعدما تركهم في أحلك الظروف وغادر؟".

 

اقرأ أيضا: مع قرب انتهاء مهلة رئيس العراق.. لا توافق على مرشح للحكومة

اللافت في دعوة الصدر أنصاره إلى العودة لساحات التظاهر، نشر عدد من صفحات مواقع التواصل رفع متظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، صور رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، وقد كتب عليها كلمة "مرفوض".

وكانت مصادر سياسية قد كشفت في وقت سابق لـ"عربي21" أن "الرئيس العراقي برهم صالح بصدد تكليف رئيس جهاز المخابرات الحالي مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة، في حال فشلت الكتل بتسمية مرشحها".

وسبق أن أمهل برهم صالح، الكتل السياسية في البرلمان، حتى مساء الجمعة، لتقديم مرشح لرئاسة الحكومة، إذ طالب الكتل السياسية بتقديم مرشح "غير جدلي" لرئاسة الوزراء.

التعليقات (0)