هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "خطة السلام الأمريكية المسماة صفقة القرن أشبه ما تكون بحلم يوشك على الاختناق، لأنها تتحدث عن تفكيك سلاح حماس، ونزع قطاع غزة من سلاحه، وربط الضفة الغربية وقطاع غزة عبر نفق أرضي".
وأضاف
عاموس غلبوع، الخبير الأمني الإسرائيلي، في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "هناك جملة ملاحظات لا بد من
الإشارة إليها في هذه الصفقة، أولها أننا أمام خطة أمنية سياسية لعلها الأفضل من
وجهة نظر إسرائيل التي تعرض عليها في الملف الفلسطيني، وإسرائيل يجب أن تقبل بها، وبكل
تفاصيلها، بما في ذك البنود التي لا تبدو مريحة لها".
وأشار إلى أن "صفقة القرن تضع حدا للتطلعات الفلسطينية لإقامة دولتهم على حدود67 وعاصمتها
القدس الشرقية، وإخلاء المستوطنات، ومنح إسرائيل حق ترسيم حدودها، واعتراف أمريكي
بالاحتياجات الأمنية لإسرائيل ، والقدس الموحدة، وشرعية المستوطنات، وتخرج من
النقاش السياسي مصطلح "الاحتلال"، وبذلك فإن صفقة القرن تحظى بإجماع
معظم الطبقة السياسية الإسرائيلية، باستثناء الحمقى من أقصى اليمين وأقصى اليسار".
وأوضح
أن "الملاحظة الثانية أن صفقة القرن تعيد الحركة الوطنية الفلسطينية إلى نقطة
الصفر، فلا عودة لحدود 67، ولا عودة للاجئين، ولا استئناف للهدايا التي تلقوها من
ايهود باراك وايهود اولمرت خلال المفاوضات معهم في حقبتي ياسر عرفات ومحمود عباس،
ومنها السيطرة الكاملة على ما يقارب 95% من الضفة الغربية، وإخلاء المستوطنات،
والقدس مقسمة، والعودة لموضوع اللاجئين، والسيطرة على الحرم القدسي".
وأكد
غلبوع، عميد احتياط في الجيش الإسرائيلي، والمستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشؤون
العربية، وألف كتبا عن المخابرات الإسرائيلية، أن "الصفقة تتكلم عن إقامة دولة
فلسطينية فقط بعد أربع سنوات، لكن عاصمتها في القدس الشرقية، بمعنى في بعض أحيائها
مثل أبو ديس وقلنديا، لكن الفلسطينيين قبل أن يحصلوا على هذه الامتيازات عليهم
الالتزام بسلسلة تعهدات، وعلى رأسها الاعتراف بالدولة اليهودية".
أما
الملاحظة الثالثة، فقال الكاتب إنها "تتعلق بقطاع غزة وحماس، فالصفقة تتحدث
عن نزع سلاح الحركة، وربط غزة بالضفة عبر نفق أرضي، لكن ذلك حلم فارغ لن يتحقق، لأنه
يثير سؤالا عمن سيفكك سلاح حماس، هذا وحده يقدم بشائر سيئة للصفقة".
وأضاف
أن الملاحظة الرابعة تتعلق "بأبو مازن والقيادة الفلسطينية، لأنهم ليس فقط
سيرفضون الصفقة، بل سيحاربونها، ما سيسفر عن مشكلتين أساسيتين: الأولى عدم وجود
دعم عربي لهذا الموقف الفلسطيني، والثانية إمكانية اندلاع مواجهات شعبية فلسطينية
محدودة في الضفة الغربية، لكن من يستطيع إثارة أي توتر أمني ميداني هي حماس فقط في
غزة، فهل سيقربنا من لحظة الحسم لمستقبل حماس في القطاع".
وختم
المقال بالإشارة إلى الملاحظة الخامسة، وتتعلق بمدى "ضرورة الشروع في ضم غور
الأردن، الآن وفورا، فقد لا يكون ذلك مفضلا؛ نظرا للكثير من الأخطار المترتبة، ولكن
لو تم القيام بضم معاليه أدوميم أو أي من التجمعات الاستيطانية الكبرى، فستكون الأخطار
أقل كلفة، وأكثر إجماعا".
وأوضح أن "الملاحظة السادسة والأخيرة تتعلق بأن هذه الصفقة تعلن فيما إسرائيل أصبحت قوة إقليمية، والدول العربية غارقة في مشاكلها الداخلية، والولايات المتحدة باتت ذات تأثير غير مسبوق، لكن ذلك لا يلغي أن أمام إسرائيل خطرين ماثلين: الأول عدم قدرة ساستها الإسرائيليين على التعامل مع التحديات الماثلة أمام الدولة، والثاني عدم انتخاب ترامب لولاية رئاسية ثانية، وربما يجدر الدعاء والصلاة كي ينتخب مجددا في نوفمبر".