هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال
موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شن
حملة الاعتقالات ضد خصمة الملكي الرئيسي، عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، لأنه
"يريد أن يصبح ملكا قبل قمة مجموعة العشرين في تشرين ثاني/نوفمبر". بحسب
مصادر مطلعة للموقع.
وأشار
الموقع البريطاني، في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن ابن سلمان لن ينتظر وفاة والده الملك، لأن وجوده يعطي
شرعية للابن، ويسعى لأن تكون القمة المقبلة، منصة لصعوده إلى العرش.
وأضاف:
"بدلا من ذلك سيجر محمد بن سلمان والده الذي يعاني الخرف، لكنه بصحة جسدية
جيده، على التنازل عن الملك"، وفقا للمصادر. مشيرة إلى أن هذا "سينهي
المهمة التي بدأت عند طرد محمد بن نايف من ولاية
العهد".
وشدد
المصدر للموقع، أن ابن سلمان يريد "التأكد من كون والده موجودا وهو يعتلي
العرش".
وأشارت
إلى أنه وقبل إلقاء القبض على الأمير أحمد بن عبد العزيز، يوم الجمعة، منح فرصة
بعد سنوات من معارضة ابن سلمان، ليكون مع مشاريعه، لكنه رفض.
ونقل
الموقع البريطاني عن مصدر ثان قوله، إن "الأمير أحمد واجه ضغطا لتقديم الدعم
الكامل لابن سلمان، واستخدم الملك وآخرون عبارات ترغيب لتشجيعه على دعم
ابنه".
وتابع:
"الأمير أحمد أوضح أنه لن يدعم مشروع ابن سلمان، وأخبر الملك أنه هو نفسه لم
يكن حريصا على أن يصبح ملكا، لكنه سينظر إلى الآخرين المتقدمين".
وتكشفت
بحسب الموقع تفاصيل جديدة عن ليلة الاعتقالات للأمراء، ونقل عن مصادر، أن
"الأمير أحمد لم يكن يخطط لانقلاب على ابن سلمان، قبل إلقاء القبض عليه، وفقا
لما زعمت مصادر لرويترز".
وأشار
إلى أن الأمير أحمد كان يعترض علانية على انضمام ابن أخيه لهيئة البيعة. وهو مجلس
العائلة المنوط به قرار من يصبح الملك.
وأوضح
أن الأمير أحمد كان عائدا الجمعة من رحلة لصيد الصقور بالخارج، واستقبل المقربين
منه مساء الخميس.
اقرأ أيضا: أسوشييتد برس: هذا ما أراده ابن سلمان من اعتقال الأمراء
ولفت
إلى أنه تلقى رسالة مفادها أن الملك يريد رؤيته صباح الجمعة، وكان الأمر يتعلق
بأمير آخر معتقل، وهو فيصل بن عبد الرحمن آل سعود، الذي أثار الأمير أحمد قضيته مع
الملك سلمان قبل أسابيع.
وكشف
أن الأمير أحمد اعتقل على يد قوة أمنية، في اللحظة التي دخل فيها إلى قصر الملك.
ونقل
الموقع البريطاني عن مصدر قوله: "لم ير الملك، وكانت خيانة تامة" وتابع:
"اعتقل عضو ثان من هيئة البيعة أيضا".
وبشأن
أهداف ابن سلمان من إطلاق الحملة الآن، قال مصدر إن ولي العهد لديه مخاوف من عدم
صعود ترامب لفترة رئاسية ثانية، في ظل توجيه انتقادات له من قبل جميع المرشحين
للرئاسة من الحزب الديمقراطي، واتهامه بقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ولفت
الموقع البريطاني، إلى تغريدة المغرد الإماراتي الشهير، حمد المزروعي، مع بدء حملة
الاعتقالات، وقال إنه كان أول من كشف حملة فندق الريتز كارلتون عام 2017، وكذلك
حصار قطر من قبل الرياض وأبو ظبي.
وأضاف:
"الحملة الأخيرة بدأت بكلمتين (في إشارة إلى تغريدة كش ملك التي كتبها مع بدء
الاعتقالات)".
ونقل
عن مصدر قوله، إن محمد بن زايد، له دور فعّال، في كل حركة يقوم بها ابن سلمان،
وكلما زادت أخطاء ولي العهد السعودي، وعدم استقراره نسبيا، زاد تأثير ابن زايد على
الشؤون السعودية".
ورأى
الموقع البريطاني، أن إصلاحات ابن سلمان لا تسير على ما يرام، وآخر عقباته،
الانخفاض السريع في سعر النفط، إلى أقل من المستوى الذي يلزم موازنة الدولة، فضلا
عن تراجع شعبيته قبل موسم الحج المقبل.
وبسبب
القيود المفروضة على إنتاج النفط التي تفاوضت عليها أوبك ، نما الاقتصاد السعودي
بنسبة 0.3 في المائة فقط في عام 2019 ، بعد أن كان 2.4 في المائة في العام السابق
وأقل من توقعات الحكومة البالغة 0.4 في المائة.
تعمقت
المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها ابن سلمان يوم الأحد ، عندما تراجعت البورصة السعودية بنسبة 8.3 في المائة ،
وهو أدنى إغلاق لها منذ نوفمبر 2017 ، عندما أطلق الجولة الأولى من حملة
الاعتقالات.
وتراجعت
أسهم أرامكو السعودية عن سعر الاكتتاب العام البالغ 32 ريال (8.50 دولار) لأول مرة
، حيث خسرت 9.1 في المائة إلى 30 ريال.
وبالتزامن
مع وقف موسم العمرة، وإغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا، سمح ابن سلمان لحفل موسيقي
كبير بالمضي بعنوان "ليلة فارسية". ضمن فعاليات شتاء الطنطورة بمنطقة العلا.
وأشار
الموقع إلى أن حملة الاعتقالات الحالية، تختلف عن تلك التي انطلقت عام 2017، لأن
السابقة انطلقت بوصفه محاربا للفساد، لكن الآن تأتي الاعتقالات بعد سلسلة فضائح،
أبرزها قتل جمال خاشقجي، وكلما حاول ابن سلمان الهروب من فضيحة لاحقته أخرى أكبر.
وفيما يلي نص التقرير كما ترجمته "عربي21":
حصري: ولي العهد السعودي يخطط ليكون ملكاً قبل قمة العشرين في تشرين
شن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حملة اعتقالات طالت منافسه الرئيسي، عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، لأنه يود أن يصبح ملكاً قبل اجتماع قمة العشرين في الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وذل بحسب ما صرحت به لموقع ميدل إيستآي مصادر مطلعة على تلك الخطط.
لن ينتظر محمد بن سلمان والده الملك سلمان حتى يموت، وذلك لأن وجود الوالد يمنح شرعية للابن، وهو يريد استخدام القمة في نوفمبر كمنصة لاعتلاء العرش.
تقول المصادر أيضاً إنه بديلاً عن ذلك، سوف يكره محمد بن سلمان والده على التنحي، وذلك أن والده يعاني من الخرف، وإن كانت صحته بشكل عام جيدة.
وهذا من شأنه أن ينهي المهمة التي بدأت عندما أطاح محمد بن سلمان بابن عمه الذي يكبره سناً محمد بن نايف من موقف ولي العهد، كما تقول المصادر.
وقال أحد المصادر: "يريد أن يتأكد من أنه سيصبح ملكاً في حياة والده."
قبل اعتقاله يوم الجمعة، كان شقيق الملك الأصغر الأمير أحمد قد مُنح فرصة أخيرة، بعد سنوات من المعارضة، لكي ينضم إلى مشروع محمد بن سلمان ويعلن الولاء له، ولكنه رفض كما تقول المصادر.
وقال أحد المصادر: "مورست ضغوط على أحمد لكي يعلن عن دعمه الكامل لمحمد بن سلمان. اجتمع مع الملك، فشجعه سلمان وآخرون بكلمات مهذبة على دعم ولي العهد."
"إلا أن أحمد عبر بوضوح عن أنه ما كان ليدعم هذا المشروع. لم يعدهم بشيء، رغم أنه أخبر الملك أنه هو نفسه ليس حريصاً على أن يصبح ملكاً ولكنه سينظر فيمن يمكن أن يتقدم لذلك الأمر."
استدعاء من قبل الملك
برزت في هذه الأثناء تفاصيل أخرى حول الظروف التي تم فيها اعتقال الأمير أحمد بن عبد العزيز.
بحسب هذه المصادر، لم يكن الأمير أحمد يخطط لانقلاب قبل اعتقاله صباح الجمعة كما جاء في أحد التقارير التي نشرتها وكالة رويترز، وذلك أساساً لأن الأمير لا يملك النفوذ الذي يؤهله للقيام بمثل هذا التحرك.
وقال المصدر: "فيما لو مات الملك، كان الأمير أحمد بوصفه عضواً في هيئة البيعة سيعترض على ارتقاء ابن أخيه للعرش فيما لو عرض الأمر عليه بشكل رسمي."
"كان سيقول لا بكل صراحة ووضوح. لكن لم يكن هناك محاولة انقلاب."
مازالت هيئة البيعة هي الكيان الذي تناط به، اسمياً، مهمة الموافقة على ارتقاء محمد بن سلمان إلى العرش.
وقالت المصادر إن الأمير أحمد كان قد عاد لتوه من رحلة صيد بالصقور في الخارج ونظم حفل استقبال مساء الخميس لخواصه والمقربين منه.
مُررت للأمير أحمد رسالة مفادها أن الملك يرغب في رؤيته صباح الجمعة لأمر يتعلق باعتقال أمير آخر هو فيصل بن عبد الرحمن، والذي أثيرت قضيته من قبل الأمير أحمد مع الملك سلمان قبل عدة أسابيع.
توجه الأمير أحمد صباح الجمعة إلى القصر الملكي مع مرافقيه الأمنيين وبمجرد دخوله إلى المكان ألقي القبض عليه.
يقول المصدر: "لم ير الملك بتاتاً. كانت تلك خيانة." وبحسب نفس المصدر تم أيضاً إلقاء القبض على عضو آخر من أعضاء هيئة البيعة.
قلق ترامب
وعندما سئل المصدر عن توقيت هذه الحملة، لماذا الآن، قال إن هناك أسباباً خارجية وأخرى داخلية.
تقول المصادر إن محمد بن سلمان قلق من احتمال ألا ينجح دونالد ترامب في ضمان فترة رئاسية ثانية.
وذلك أن كل المرشحين الديمقراطيين الذين مازالوا في السباق الرئاسي ليسوا على وئام مع ولي العهد وكلهم نددوا علانية به لأنه هو الذي أمر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول في عام 2018.
أما ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو فطالما رفضا تحميل ولي العهد المسؤولية عن جريمة قتل خاشقجي وقطعا الطريق على أي تحقيق جنائي من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي أو من قبل الأمم المتحدة.
في آخر مقابلة صحفية نشرت له في حزيران/ يونيو من العام الماضي، قال ترامب إن جريمة قتل خاشقجي "لم يرد ذكرها حقيقة" في النقاش الذي دار بينه وبين محمد بن سلمان.
وقال ترامب إن إيران قتلت عدداً أكبر من الناس، وأشار إلى الإنفاق السعودي على الأسلحة الأمريكية وعلى غيرها من البضائع.
وقال ترامب في حديث مع محطة إن بي سي الإخبارية: "إنهم ينفقون ما بين 400 إلى 450 مليار دولار، كلها أموال، كلها وظائف، لشراء المعدات."
"وبالمناسبة، إذا لم يشتروا منا فهل تعلمون ماذا سيفعلون؟ سوف يشترون من الروس أو من الصينيين."
وثانياً، زعمت المصادر أن ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الذي يوجه محمد بن سلمان وهو الذي قدمه إلى عشيرة ترامب قبل أن يصبح رئيساً، ضالع أيضاً في المخطط.
ولا أدل على ذلك من أن حمد المزروعي غرد من خلال حسابه على تويتر قائلاً "كش ملك"، علماً بأن المزروعي، المدون المعروف بعلاقاته الوثيقة بمحمد بن زايد، كان أول من نشر عبر تغريداته خبر اعتقالات الريتز كارلتون في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2017 وكذلك بدء الحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية وآخرون على قطر في عام 2017.
يقول المصدر: "يلعب محمد بن زايد دوراً أساسياً في كل تحرك يصدر عن وليه محمد بن سلمان. وكلما تعاظمت أخطاء محمد بن سلمان وتعاظم انعدام الاستقرار الذي يتسبب به، كلما تعاظم النفوذ الذي يمارسه محمد بن زايد في شؤون المملكة العربية السعودية."
مخاوف النفط
أما داخلياً، فمن المعروف أن إصلاحات محمد بن سلمان لا تسير على ما يرام.
آخر ضربتين تلقتهما خطته الإصلاحية يتمثلان في الهبوط السريع في أسعار النفط والذي وصل إلى أدنى من المستوى الذي تحتاجه ميزانية الدولة للإنفاق وكذلك في تردي سمعته بشكل متزايد حول العالم الإسلامي قبل شهور من بدء موسم الحج السنوي.
تباطأ الاقتصاد السعودي بسبب القيود التي فرضت على إنتاج النفط نتيجة المفاوضات مع أوبيك، فتوسع في عام 2019 فقط بنسبة 0.3 بالمائة مقارنة بـ 2.4 بالمائة في السنة التي سبقتها وجاء دون المستوى الذي كانت تتوقع الحكومة أن يصل إلى 0.4 بالمائة.
تفاقمت مشاكل محمد بن سلمان الاقتصادية يوم الأحد عندما هبط سوق الأسهم السعودي 8.3 بالمائة، فكان ذلك أدنى إغلاق له منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2017 عندما شن أول حملة اعتقالات.
وتراجعت أسهم أرامكو السعودية إلى أدنى من سعر الاكتتاب الأصلي البالغ 32 ريالاً (8.5 دولاراً) للمرة الأولى، فاقدة 9.1 بالمائة من قيمتها لتصل إلى 30 ريالاً.
في هذه الأثناء اندلع جدل على نطاق واسع بسبب قرار محمد بن سلمان إغلاق حدود المملكة في وجه معظم الزائرين وجميع المعتمرين بسبب وباء فيروس كورونا.
وأشار النقاد إلى أن ولي العهد سمح بالمضي قدماً في تنظيم حفل موسيقي بعنوان "ليلة فارسية" كجزء من مهرجان الطنطوريةالشتوي في الخامس من آذار/ مارس.
تقول المصادر إن كل هذه العوامل أقنعت محمد بن سلمان بتوجيه ضربة الآن ضد آخر العقبات التي تقف في طريقه للارتقاء إلى العرش.
يقول ناقد سعودي آخر يحتل موقعاً رفيع المستوى: "حملة الاعتقالات هذه تختلف عن تلك التي جرت في عام 2017. في ذلك الوقت كان محمد بن سلمان في أوج شعبيته كشاب إصلاحي جريء، تمكن من تسويق حملة الاعتقالات على أنها جزء من حملة ضد الفساد، وكانت فعلاً تحظى بالشعبية حينها حتى في أوساط الصحفيين من أمثال خاشقجي. أما الحملة الحالية فتأتي بعد سلسلة من الفضائح. وكأن محمد بن سلمان يسعى للتهرب من فضيحة بالوقوع في واحدة أكبر منها."
في محاولة منه لتبربر الاعتقالات، بدا علي الشهابي، المعلق السعودي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له والمعروف بدعمه للنظام، كما لو أنه يؤكد من خلال تغريداته أن الأمر يتعلق بتعاقب الأجيال.
كتب يقول: "بشأن السعودية: ما ينبغي أن يقدره الناس هو أن العائلة الملكية اضطرت للعبور من خلال تعاقب أجيال حساس (كانت تلك سحابة مخيمة على البلاد لما يزيد عن عقد من الزمن أخذاً بالاعتبار عدد الأمراء الذين كان يحق لهم التعاقب) ....
".... وأنه لم تكن هناك صيغة لحل هذا الإشكال بطريقة بإمكانها أن تسر الجميع. ما حدث منذ أن تولى الملك سلمان هو أنه عبر بوضوح لا لبس فيه عن اختياره، ولا مفر من أن يخلق ذلك كثيراً من أفراد العائلة الملكية الذين باتوا بلا حقوق ومن الطبيعي أن بعضهم لن يكون راضياً....".
ديفيد هيرست
ميدل ايست آي