هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر مو قع "ذا هيل" مقالا للقائمة بأعمال منظمة "الكاثوليك لديهم خيار" سارة هاتشنسون راتكليف، تقول فيه إن المحافظين يقدمون الأيديولوجية على الخبرة في هذه الأزمة الصحية العالمية.
وتبدأ راتكليف مقالها، الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "لقد أزعجني الهجوم الذي شنه الأب فرانك بافون على الكلية الأمريكية لطب التوليد وأمراض النساء (أكوغ) في موقع (ذا هيل)".
وتقول الكاتبة إن "بافون يسعى لتشويه السمعة الطبية للكلية من خلال إشارته إلى أن الهيكل الإداري، إلى جانب 60 ألف عضو في مجلس أطباء النساء والتوليد، لا يمكنهم الدعم في الوصول إلى عملية الإجهاض في آن واحد، الذي يعد أمرا جوهريا في الصحة الإنجابية للمرأة، كذلك أن يكون (مراقبا متحيزا لسياسة الإجهاض)".
وتعلق راتكليف قائلة إن كلامه يكشف عن مثال آخر لسياسة المحافظين المتمثلة في تقديم الأيديولوجية على حساب الخبرة العملية في خضم أزمة صحية عالمية.
وتشير الكاتبة إلى أن بافون والمؤسسة التي يقودها "قساوسة من أجل الحياة"، لديهم تاريخ في استخدام قضية الإجهاض لدعم المشرعين المحافظين والمرشحين، مستهينين بذلك بالتعاليم الكاثوليكية الأساسية لحرية الضمير والمبدأ الأمريكي الداعي لفصل الدين عن الدولة.
وتلفت راتكليف إلى أنه على النقيض من ذلك، فإن كلية طب التوليد والأمراض النسائية لديها خبرة تمتد لعقود في التعليم الطبي المستمر والأبحاث وضمان أفضل الممارسات السريرية.
وتقول الكاتبة إن "منظمة (قساوسة من أجل الحياة) تتاجر في مواضيع لا تقوم على العلم، وتركز على موضوعين محوريين، وهما الإجهاض وقانون الضرائب، وقد تحدى بافون دعوات رؤسائه للتقيد، وبدلا من الأخذ بالتعليمات فإنه قام بإنتاج مواد وأعمال دعائية لإثارة أتباعه".
وتؤكد راتكليف أن بافون لا يحظى بدعم الكثير من شركائه في التسلسل الهرمي الكاثوليكي، الذين عبروا بانتظام عن شكاواهم من تكتيكاته، حتى في الصحافة.
وتفيد الكاتبة بأن "التسلسل الهرمي الكاثوليكي يعارض عمليات الإجهاض، لكن في جوهر التعاليم الأساسية للكاثوليكية فإن الأفراد ملزمون بالإصغاء واتباع ضمائرهم عند مواجهة القرارات الأخلاقية، وبالتالي عدم إخضاع قرارهم للكاهن أو الكنيسة أو الدولة أو أي شخص آخر".
وتنوه راتكليف إلى أن غالبية الكاثوليكيين الأمريكيين يؤيدون الحصول على خدمات رعاية صحية إنجابية لمن بحاجة إليها، فكل ستة أشخاص مما مجموعه 10 يعتقدون أن الإجهاض من الممكن أن يكون خيارا أخلاقيا، مشيرة إلى أن غالبية الناخبين الكاثوليك تؤيد الحصول على تغطية التأمين للإجهاض، سواء كانت خططا حكومية أو خاصة، وفقا لاستطلاع أجري عام 2016 نيابة عن "الكاثوليك لديهم خيار".
وتقول الكاتبة: "نحن الكاثوليك، نؤمن بالكرامة المتأصلة لكل شخص، بما في ذلك أفقر الفقراء، ونحن نؤمن أن تقاليد العدالة الاجتماعية الكاثوليكية تدعو كل شخص منا إلى الدفاع عن السياسات التي تحمي الأقلية، بمن فيهم: أولئك الأكثر ضعفا وتهميشا في مجتمعنا، وهؤلاء هم الأفراد الأكثر تضررا من السياسات التي من شأنها أن تسمح للحكومة بالتدخل في قرارات رعاية الصحة الإنجابية الخاصة، كالإجهاض".
وتستدرك راتكليف قائلة: "يوجد المهنيون الطبيون في أنحاء البلاد جميعها على الخطوط الأمامية لوباء كوفيد-19 المنتشر، ما يضع صحتهم ورفاههم في خطر كل يوم، وعار على بافون مهاجمته المجموعات من مقدمي الرعاية الصحية والمتفانين في مثل هذا الوقت، باسم فرض سياساته المحافظة الأرثوذكسية المتطرفة على الأمريكيين، وادعائه المضلل بالتحدث نيابة عن الكاثوليك كلهم".
وتقول الكاتبة: "العار على ولايات، مثل أوهايو وتكساس، استغلال هذه الأزمة الطبية لتعزيز سياساتها على حساب ممارسة المرأة لدورها الأخلاقي في البحث عن مجموعة كاملة من خدمات رعاية الصحة الإنجابية".
وتجد راتكليف أنه "بغض النظر عن كيفية الرد الذي يقوم به كل منا في مواجهة خيار الاستمرار في الحمل أو إنهائه، فإنه من المهم أن ندافع عن حرية الضمير في مجتمعاتنا الديموقراطية والحرة -بما في ذلك حرية الاستقلالية الجسدية للآخرين الذين قد نختلف معهم في الرأي- وكذلك الدفاع عن قيمة الحقائق والخبرات".
وتفيد الكاتبة بأن "إجبار النساء على الولادة الإجبارية من خلال وضع عقبات غير ضرورية وغير عادلة للوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية يتعارض مع المبادئ الأساسية لمجتمعنا، وهو بالتأكيد ينتهك العدالة الاجتماعية الكاثوليكية وغير الكاثوليكية على حد سواء".
وتبين راتكليف أنه "على عكس (قساوسة من أجل الحياة) فإن كلية (أكوغ) تعالج أكثر من قضية أحادية، فلأكثر من نصف قرن عززت الوعي بين أعضائها والجماهير في العديد من القضايا التي تواجه الرعاية الصحية للمرأة، من الخدمات الوقائية إلى رعاية الأمومة إلى الإجهاض".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "الأب بافون يدافع عن وجهة نظر سياسية ضيقة، وهي وجهة نظر ترفضها الأغلبية في الولايات المتحدة، الكاثوليك وغير الكاثوليك على حد سواء".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)