قضايا وآراء

رسالة مرشد الإخوان من السجن.. أدلتها ودلالتها

عصام تليمة
1300x600
1300x600

بعد مقالي السابق: (رسالة مرشد الإخوان التي وجب تنفيذها الآن)، والتي تحدثت فيها عن رسالته التي أرسلها من محبسه فك الله أسره وأسر الجميع، والتي أرسلها بعد أن توافرت لديه معلومات عن أوضاع الجماعة من حيث عدد من مع جبهة محمود عزت، وعدد من مع جبهة محمد كمال بعد وفاته، حسب تسمية الإعلام للجبهتين.

 

الرسالة ثابتة وحقيقية

بعدها أرسل المرشد رسالة بالتالي: على الدكتور محمود حسين ألا يقوم بأي إجراء في الجماعة إلا بعد العودة لثلاثة أشخاص هم: الدكتور صلاح عبد الحق، والدكتور مدحت عاصم، والدكتور حلمي الجزار. وأن تقوم هذه اللجنة أو الثلاثة أولا: بإجراء مصالحة للم شمل الجماعة، ومهام أخرى ليس هنا مجال حديثها.


فوجئت بالأستاذ إبراهيم منير، في حوار له مع موقع: (عربي21)، بعد مقالي يُسأل عن الرسالة التي ذكرتها في مقالي، وكانت إجابته دبلوماسية على الموقع، فقال: لا علم لي، والمرشد إذا أمر بأمر ننفذه فورا. ولكنه عاد في نفس اليوم ليلا على قناة مكملين فوصف صاحب المقال بأنه يتوهم أو يتخيل.

ولم يكن الهدف من مقالي الرسالة بحد ذاتها، بل كان الهدف أن أذكر منير وإخوانه المتعنتين في ملف إخوانهم الذين أداروه بكل عصبية وانتقام، بلا لوائح ولا مراعاة لصحبة سنوات طويلة في عمل دعوي في جماعة واحدة، وأن الأمور تُكال بعدة مكاييل وليس مكيالين، فعند خطاب السيسي الذي هتك الأعراض، وسفك الدماء، وسرق الأموال، وخان الوطن، بأننا تجاوزنا معه خلافاتنا السياسية، بينما مع المختلفين معهم في إدارتهم للجماعة، يعاملون معاملة الخونة لله ورسوله والوطن!!

إذ لو كان هدفي نشر الرسالة ومضمونها ودلالاتها، لنشرتها وقت خروجها، وقد علمتها بعد أن صدرت من المرشد بأيام، فلو أردت السبق في الكتابة، أو النشر، لفعلت وقتها، ولو قمت بنشر ما لدي من معلومات وحقائق، لكتبت سلسلة من المقالات لا تنتهي تحقق سبقا وكثرة قراءة بالآلاف وربما اقترب من الملايين، والأستاذ إبراهيم منير وإخوانه والباحثون في الحركات الإسلامية يعلمون ما لدي جيدا، ويعلمون قيمة وأهمية ما لدي، عن كل تفاصيل الجماعة منذ نشأتها سنة 1928م، وحتى قبل كتابة المقال بدقيقة واحدة، بالوثائق والأدلة. 

 

أعود لرسالة المرشد التي نفاها منير للأسف، وادعى أنها تخيل، إن الرسالة ثابتة وحقيقة، لا مرية فيها، وشهودها أحياء يرزقون وخارج مصر، وكلهم في طرف الأستاذ منير وليسوا في طرف خصومه، وأنا مستعد للإدلاء بذلك ولكن ليس له ولا لأطرافه، بل لطرف تحدده جهة منصفة، شخص أو فرد، أو رمز، يتحقق بنفسه من صحتها، دون أن يذكر أسماء الشهود، حتى لا يصيبهم أذى لأني جربت أمورا من قبل وعند ذكر الشهود أفاجأ بإيذائهم في أرزاقهم، أو في وضعهم في الجماعة، وهذا أمر أيضا مثبت لدي بأحداث مفصلة، لا أريد الخوض فيها.

 

مبررات النفي ودلالاته


هذا من حيث أدلة وإثبات رسالة المرشد، أما من حيث دلالتها، فأنا أعذر إبراهيم منير وإخوانه في نفي الرسالة، فدلالة الرسالة يهدد وضعهم في الجماعة، بل ينسفه نسفا، فالرسالة لم تأت بحرف واحد بذكر منير ولا منصبه، مما يعني عدم إقرار أكبر رأس في الجماعة بذلك، وهو ما كنا نشكك فيه دائما، إذ كيف للدكتور محمود عزت إن صح عنه ما ينقلونه، أن نائبا يعين نائبا، إن النائب يعين سكرتيرا لا نائبا.

وقد جربت من قبل أن جهة في الجماعة تصرح وتقول كلاما على لسان محمود عزت وهو ما لا يمكن أن يقوله الرجل، منها مثلا: رسالة مكذوبة على لسان عزت لا تتسم بحسن الأدب مع الشيخ القرضاوي، ووصلت له، بدل أن يعبروا بشجاعة عن رأيهم من مصالحة القرضاوي فبركوا رسالة على لسان عزت وأشهد أنها لا يمكن أن تصدر عنه، ثم بلغني بعد ذلك أنهم حاولوا إصلاح الموقف بفبركة رسالة أخرى تلطف الأجواء مع القرضاوي. 

الدلالة الثانية في رسالة المرشد: أنها لا تقر بقرارات المجموعة التي تدير خارج مصر، وخصت منها الرسالة الدكتور محمود حسين، مما جعلت هناك لجنة أشبه بالوصاية على قراراته التي يقوم بها لاحقا، وعدم إقرار ما قام به من قبل أدى إلى تشقق الجماعة وانشطارها. 

الدلالة الثالثة الخطيرة في رسالة المرشد: أنه لم يأت فيها ذكر مطلقا لا من قريب ولا من بعيد للدكتور محمود عزت نفسه، وهو من أُعلن عنه أنه قائم بأعمال المرشد، وأن مجلس شورى الجماعة هو من اختاره، أو كما أعلن الدكتور طلعت فهمي في لقاء على قناة الحوار بأنه عندما صعد المرشد لمنصة رابعة خاف الإخوان أن يغتال المرشد أو يعتقل، فاختاروا محمود عزت قائما بأعماله. مما جعل الإعلامي أسامة جاويش يباغته بالسؤال: وهل الجماعة خافت على المرشد وكان لديها ضمانة بعدم اغتيال عزت أو اعتقاله؟!!

هذه الدلالات الثلاث في رسالة المرشد على صغر حجمها، فهي كاشفة عن سر تعامل هذه الجهة في النفي للرسالة. وعموما: الأيام القادمة ستكشف عما يثبت بعض ما في رسالة المرشد، فهناك ملف سياسي ينشأ في الجماعة عن طريق هذه المجموعة سيتولى أمره الدكتور حلمي الجزار ومعه آخرون، ولا أدري هل هو من باب الترضية بشأن الرسالة السابقة، أم أن هناك رسالة جديدة للمرشد جاءت لهم، وبدأت تفوح رائحة الرسالة القديمة؟!

التعليقات (3)
نجية السائح
الجمعة، 17-04-2020 03:33 م
وأشهد أني أحب الإخوان ولست منهم...
ihabr
الجمعة، 17-04-2020 12:30 ص
وقعوا في بعض والناس مرمية في السجن
نظمي عبد المقصود
الخميس، 16-04-2020 05:46 م
لا مانع من الإختلاف مع الإخوان أو مع غيرهم شرط عدم التجني عليهم وافتعال ما لم يحصل. مثلا، لم نسمع اطلاقا تصريحا للإخوان المسلمين يعلنون فيه تجاوز الخلاف السياسي مع نظام السيسي.. بل بالعكس فإن ابراهيم منير نائب المرشد العام يصرح في جميع حواراته أن الجماعة لا تملك خيار تجاوز الخلاف مع السيسي..