هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت مجموعة مقالات بجريدة يومية مُقربة من النظام العسكري الحاكم
في مصر لكاتب غير معروف هويته حالة من الغضب والقلق في الشارع المصري؛ خاصة وأنها
حملت دعوات تمس سيادة مصر على شبه جزيرة سيناء.
وعلى مدار 5 أيام حملت صحيفة "المصري اليوم"، 5 مقالات
لكاتب يوقع باسم "نيوتن"، روّج من خلالها لفكرة اقتطاع شبه جزيرة سيناء
عن مصر، وعزلها عن البلاد، واختيار حاكم خاص بها، بل وتدويلها وتحويلها إلى منطقة
حرة عالمية غير خاضعة للقوانين المصرية.
وفي مقاله الأحد الماضي، وتحت عنوان "استحداث وظيفة"، كتب "نيوتن"، أن
"الوظيفة التي أقترحها وأتصدر لها هي (حاكم سيناء). مدة التعاقد 6 سنوات.
متجاوزا مهام المحافظ".
وطالب الاثنين، في مقال بعنوان "حاكم سيناء"، منح شبه الجزيرة المصرية حكما
شبه ذاتي على غرار إقليم "بافاريا" الألماني، رابطا بين فكرته وبين
تعمير سيناء والاستفادة من إمكانياتها وموقعها.
وكتب
الثلاثاء، تحت عنوان "الإدارة الرشيدة والانطلاق الحقيقي"، مذكرا
بدور إسرائيل في تعمير سيناء والكشف عن خيراتها عندما قامت باقتطاعها عن مصر،
وأنها فعلت في سيناء خلال سنوات ما لم تفعله مصر في قرون، ومشيرا لتجربة
"هونج كونج"، والصين.
اقرأ أيضا: منظمة ترصد 100 حالة قتل خارج القانون بمصر خلال 3 أشهر
وقال
إن "كثيرا من المشروعات السياحية، والأثرية، والتعدينية في سيناء لم يكن ليتنبه
إليها القائمون على الأمور في مصر لولا اقتطاع سيناء للحظة تاريخية من عمر الدولة
المصرية".
وأشار
الأربعاء، إلى تدويل أرض سيناء في مقال بعنوان "سيناء وإمكانيات بلا حدود"، قائلا إن
"سيناء هي قلب الشرق الأوسط برمته، ويجب أن تتحول إلى منطقة حرة اقتصاديا..
وتتم دعوة أكبر بنوك العالم إلى إنشاء مقار لها في منطقة مثل نخل بوسط سيناء.
ويكون الهدف هو إنشاء وول ستريت.. مصرية تتمتع بمميزات اقتصادية جاذبة".
والخميس،
وبعنوان "سيناء.. بوابة الأمن والخير"،
كشف الكاتب "نيوتن" عن هويته وأنه رجل أعمال مصري بالقول إن "ما
أطرحه رؤية كاتب لديه اطلاع على العديد من التجارب الناجحة في مجالات التنمية
والاقتصاد"، وهو ما يدعم قول البعض إن شخصية "نيوتن"، هي لرجل
الأعمال صلاح دياب، مالك "المصري اليوم"، وأحد أكبر المطبعين مع الكيان
الإسرائيلي.
المتابعون لتلك المقالات، عبّروا على
مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم من أن تكون تلك المقالات تمهيدا للشارع المصري
لكارثة جديدة أو أزمة ما، فيما تساءل البعض عن عدم تحرك السلطات
الأمنية لتوقيف شخصية "نيوتن".
واستفزت مقالات "نيوتن"، حتى بعض المقربين من
النظام، حيث انتقد رئيس تحرير جريدة "الأخبار" الحكومية وعضو مجلس نقابة
الصحفيين خالد ميري، في مقال له "الثلاثاء" بعنوان "صفقات
مشبوهة"، ذلك الحديث، مطالبا المجلس الأعلى بالكشف عن حقيقة شخصية
"نيوتن"، وجنسيته، ومن يقف وراء ما يكتبه.
وبالفعل، وإثر حالة الجدل التي أثارتها المقالات الأربع قرر
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فتح تحقيق مع المسؤولين في "المصري
اليوم"، في ما نشر، واعتبره المجلس الحكومي مخالفا للدستور المصري.
وتأتي تلك المقالات في الوقت الذي تشهد فيه شبه الجزيرة المصرية
أحداثا دامية بين قوات الجيش والشرطة من جهة وبين من تسميهم السلطات المصرية عناصر
تكفيرية وإجرامية.
ومنذ ظهور مصطلح "صفقة القرن"، وما أثير عن اقتطاع جزء
من سيناء في إطارها والمصريون يتخوفون على مصير الأرض التي تعد بوابة مصر الشرقية
وشهدت صراعات وحروبا على مدار التاريخ، وكان آخرها حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973.