هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ناهزت حصيلة الإصابات المسجلة بفيروس كورونا المستجد حول العالم، الأحد، ثلاثة ملايين حالة، وسط مؤشرات على تراجع وتيرة انتشار الجائحة، ومساع لتخفيف الإغلاقات في أماكن مختلفة.
وحتى مساء الأحد، فقد أكثر من 205 آلاف مصاب بالفيروس أرواحهم، فيما تجاوز عدد من تماثلوا للشفاء 871 ألفا.
وحتى مساء الأحد، سجلت الولايات المتحدة، الأكثر تضررا بالجائحة الفيروسية العالمية، إصابة أكثر 970 ألف شخص، توفي منهم 55 ألفا.
وتأتي دول إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا تالية في الترتيب العالمي للدول الأكثر تضررا من "كوفيد-19".
وتاليا الدول العشر الأكثر تضررا بالجائحة العالمية، بحسب رصد "عربي21"، عبر صفحتها الخاصة بتتبع إحصاءات الفيروس لحظة بلحظة وفي جميع دول العالم.
أوروبا تتنفس الصعداء
سمح للأطفال في إسبانيا بالخروج من منازلهم الأحد لأول مرة منذ ستة أسابيع مع تخفيف الدول إجراءات الإغلاق وإعادة تحريك اقتصاداتها المنهكة جراء وباء كوفيد-19.
وتستعد حكومات دول عدة، من فرنسا إلى إيطاليا والولايات المتحدة، لتخفيف جزئي للقيود المشددة التي أجبرت نصف البشر على التزام منازلهم لأسابيع.
ويبدو أن الحصيلة اليومية للوفيات في الدول الغربية بدأت تستقر بل وتتراجع في الدول الأكثر تأثرا بالوباء إذ بدأت الأعداد الصادرة من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا تستقر في الأيام الأخيرة.
من جهتها، تخطط الحكومات لتخفيف تدريجي لتدابير الإغلاق من أجل منع العودة المفاجئة لمظاهر الحياة الطبيعية وبالتالي تفشي الفيروس مجددا وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية بأن أجسام المتعافين قد لا تكون طورت مناعة تمنع إصابتهم مجددا.
واستفادت العائلات الإسبانية من القواعد الجديدة التي تسمح للأطفال بالخروج لأول مرة منذ 14 آذار/مارس، حيث شوهد الأطفال يلهون على دراجاتهم الهوائية في شوارع مدريد بينما ارتدى بعضهم أقنعة وقفازات صغيرة.
وبموجب القواعد الجديدة، يسمح للأطفال بالخروج مرة واحدة في اليوم بين الساعة التاسعة صباحا والتاسعة مساء، لكن لا يمكنهم الابتعاد أكثر من كيلومتر واحد عن منازلهم.
وبدأ تطبيق القواعد الجديدة بينما تراجع عدد الوفيات في البلد الذي كان بين الأكثر تأثرا بالفيروس، إلى 288 الأحد، وهي الحصيلة الأقل منذ 30 آذار/مارس.
اقرأ أيضا: تركيا تجلي مواطنا بطائرة خاصة من السويد بعد رفض معالجته (شاهد)
وسجلت إسبانيا أكثر من 23 ألف وفاة بالفيروس لتحل في المرتبة الثالثة عالميا بعد إيطاليا (26 ألفا و600) والولايات المتحدة (53 ألفا). ويذكر أن الترتيب مبني على الأعداد المطلقة للوفيات بدون احتساب نسبتهم بالمقارنة مع عدد السكان.
وبدأت دول أخرى في أوروبا تضررت بشدة من الفيروس النظر في إمكانية عودة حذرة لمظاهر الحياة الطبيعية.
وفي إيطاليا، حيث تم تسجيل 260 وفاة جديدة الأحد في أدنى حصيلة منذ 14 آذار/مارس، فقد ذكرت السلطات أن المدارس ستعاود فتح أبوابها في أيلول/سبتمبر المقبل، بينما بإمكان العديد من الأعمال التجارية استئناف نشاطاتها الأسبوع المقبل. وينتظر أن تكشف السلطات الفرنسية الثلاثاء خططا في هذا الشأن.
أما بلجيكا، فأعلنت أن المدارس والأعمال التجارية ستستأنف اعتبارا من منتصف أيار/مايو بينما بدأت ألمانيا إعادة افتتاح بعض المتاجر مطلع هذا الأسبوع.
وفي بريطانيا، حيث توفي أكثر من عشرين ألف شخص بالوباء، يخطط رئيس الوزراء بوريس جونسون للعودة إلى 10 داونينغ ستريت الاثنين بعدما خضع للعلاج من الفيروس في المستشفى وبقي ثلاثة أيام في قسم العناية المركزة.
لكن حكومته تقاوم الدعوات لتخفيف القيود المفروضة في أنحاء البلاد رغم تسجيلها الأحد أقل حصيلة يومية للوفيات منذ 31 آذار/مارس بـ413 وفاة جديدة.
ترامب وإثارة الجدل
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا رغبته في استئناف النشاطات التجارية في أكبر اقتصاد في العالم حتى مع تحذير المستشارين الصحيين من خطورة تخفيف إجراءات الإغلاق بشكل مبكر أو متسرع أكثر مما ينبغي.
وواجه الرئيس الأميركي موجة جديدة من الانتقادات بعد أن أشار إلى أنه يمكن علاج الفيروس عبر تسليط الضوء فوق البنفسجي داخل أجسام المرضى، أو من طريق حقنهم بمطهر منزلي.
كما انتقد وسائل الإعلام واتهم الصحافيين بطرح أسئلة معادية، ملمحا إلى أن إحاطاته اليومية بشأن الوباء لا تستحق وقته.
وكتب عبر موقع تويتر: "يسجلون نسب مشاهدة قياسية بينما لا يحصل الشعب الأميركي على شيء سوى الأخبار المزيفة. لا يستحق الأمر الوقت والعناء!".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) April 25, 2020
يشار إلى أن سلطات ولاية جورجيا الأميركية سمحت لآلاف الأعمال التجارية باستئناف نشاطاتها بدءا من مصففي الشعر وليس انتهاء بصالات لعب البولينغ، رافضة بذلك نصائح كبار خبراء الأوبئة.
احتفال جديد في ووهان
أعلنت الصين، الأحد، مغادرة كافة المصابين بفيروس كورونا المستجد المستشفيات، في مدينة ووهان التي ظهر فيها لأول مرة أواخر العام الماضي.
وقال المتحدث باسم اللجنة الوطنية للصحة في الصين، مي فنغ، لصحفيين، إن الأطباء في المدينة أكدوا خلو مستشفيات ووهان من مرضى كورونا.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت اللجنة الوطنية للصحة، تسجيل 11 حالة إصابة جديدة بالفيروس، بينها خمس حالات لقادمين من الخارج، مع عدم تسجيل أي حالة وفاة بالبلاد خلال آخر 24 ساعة.
وظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر 2019، بمدينة ووهان عاصمة مقاطعة خوبي الصينية، وسرعان ما انتشر إلى سائر أنحاء العالم.
وفي 8 نيسان/ أبريل الجاري، انتهى في ووهان عزل استمر 76 يوما، وسط احتفالات صاخبة بالمدينة.
فتح المساجد بإيران
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأحد إن بلاده تعتزم إعادة فتح المساجد في المناطق التي تخلو باستمرار من تفشي فيروس كورونا مع تخفيف القيود المفروضة على الإيرانيين تدريجيا.
وذكر روحاني بحسب موقع الرئاسة على الإنترنت أن إيران، وهي إحدى دول الشرق الأوسط الأكثر تضررا من الوباء، سيتم تقسيمها إلى مناطق بيضاء وصفراء وحمراء بناء على عدد الإصابات والوفيات.
وأضاف روحاني أن الأنشطة في كل منطقة سيتم تقييدها تبعا لذلك، لذا فإن المنطقة الخالية باستمرار من الإصابات أو الوفيات سيتم تصنيفها باللون الأبيض ويمكن إعادة فتح المساجد فيها والسماح بإقامة صلاة الجمعة.
وأوضح الرئيس الإيراني أن تصنيف المناطق يمكن أن يتغير ولم يذكر موعد تطبيق هذا التصنيف.
وعاد الإيرانيون إلى المحلات التجارية والبازارات والمتنزهات خلال الأسبوع الماضي بعد أن خففت البلاد قيود كورونا مع تراجع الزيادة اليومية في عدد الوفيات إلى أقل من مئة منذ 14 نيسان/أبريل.
وفي وقت سابق الأحد، قال كيانوش جهانبور المتحدث باسم وزارة الصحة إن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا ارتفع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى 5710 حالات بعد تسجيل 60 وفاة جديدة.
وأضاف أن هذا هو أدنى معدل وفيات يومي منذ منتصف آذار/مارس، لافتا إلى إحصاء 1153 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ما يرفع الحصيلة الاجمالية إلى 90481.
وسعيا لتحقيق التوازن بين حماية الصحة العامة وحماية الاقتصاد الذي تكبله العقوبات بالفعل، امتنعت الحكومة عن فرض إجراءات العزل الشامل كما هو الحال في الكثير من البلدان الأخرى.
لكنها قامت بإغلاق المدارس والجامعات وحظرت التجمعات الثقافية والدينية والرياضية.
مودي يحذر الهنود
ناشد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم الأحد المواطنين الامتثال الصارم لتدابير العزل العام والحفاظ على معايير التباعد الاجتماعي، مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا بشكل مطرد على الرغم من مرور أكثر من شهر على فرض حظر التجول.
وفي كلمة عبر الإذاعة، قال مودي إن البلاد تخوض "حربا" وحث مئات الملايين من المواطنين على مواصلة المعركة وعدم الوقوع ضحية الاعتقاد بأن انتشار الفيروس قد تمت السيطرة عليه بالكامل.
وقال مودي: "سأناشدكم عدم الوقوع في فخ الثقة المفرطة، والتوهم بأنه ما دام فيروس كورونا لم يصل إلى مدينتنا أو قريتنا أو شوارعنا أو مكتبنا فبالتالي لن يصل إلينا".
وأدت الكثافة السكانية العالية في الهند، وضعف البنية التحتية للصرف الصحي وارتفاع معدلات الهجرة الداخلية إلى تسريع وتيرة انتشار الفيروس. وسجلت الهند 26496 إصابة بكوفيد-19، وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي ويسببه فيروس كورونا، و824 حالة وفاة. وشكلت السلطات فرقا للتركيز على الامتثال لتدابير الإغلاق.
وفرض مودي إجراءات العزل العام على سكان الهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة في 25 آذار/مارس، لكن الخبراء يخشون من أن أكبر إغلاق في العالم غير قادر على الحد من انتشار كوفيد-19، وشهدت الهند زيادة في الحالات مع التوسع في إجراء الاختبارات.
وذكر مودي "علينا أن ندرك أن التباعد الجسدي وتغطية الوجه بغطاء أو كمامة وغسل أيدينا مرارا وتكرارا سيكون أكبر دواء لمحاربة هذا المرض في الأيام القادمة".
وسمحت الهند السبت بإعادة فتح المتاجر الصغيرة في المناطق السكنية مع تخفيض عدد الموظفين إلى النصف وارتداء الكمامات والقفازات خلال ساعات العمل.
تركيا.. أدنى معدل إصابات بكورونا منذ 20 يوما
أكد وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أنّ بلاده سجلت، الأحد، أدنى معدل للإصابات بفيروس كورونا منذ 20 يوما.
وذكر قوجة في تغريدة على تويتر: "تم تسجيل 2357 إصابة جديدة فقط ليصل إجمالي الإصابات 110 آلاف و130".
— Dr. Fahrettin Koca (@drfahrettinkoca) April 26, 2020
وأشار الوزير التركي إلى "تسجيل ثلاثة آلاف و558 حالة شفاء من كورونا ترفع إجمالي المتعافين إلى 29 ألفا و140".
ولفت إلى "تسجيل 99 وفاة لترتفع الحصيلة إلى 2805"، مشيرا إلى "استمرار تراجع أعداد المرضى في العنايات المركزة".
ولليوم الثالث على التوالي تسجل تركيا حالات شفاء أكثر من حالات الإصابة.
اقرأ أيضا: "الغارديان": كورونا يجلب ثروة فاحشة لمليارديرات أمريكا
ماذا عن "جوازات المناعة" ؟
وفي حين يبدو أن الحالات الجديدة المُبلَّغ عنها استقرت عند نحو 80 ألفا في اليوم، لا يزال العالم في حالة ترقب بينما تتسابق الشركات والحكومات لتطوير العلاجات ولاحقا لقاحا ضد الفيروس.
وتدرس بعض الحكومات تدابير مثل "جوازات المناعة" كطريقة لإعادة السكان إلى العمل بعد أسابيع من الإغلاق الذي ضرب الاقتصاد العالمي.
وقال لوثار كوب، أحد سكان برلين "إذا كنت أصبت بالفعل بكورونا، فأنا لست معديا"، معربا عن أمله في أن تكون نتيجة اختبار الأجسام المضادة إيجابية لأنها قد تسمح له بزيارة والدته المسنة.
لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن المتعافين من الفيروس لا يمكن لهم أن يكونوا متأكدين من أنهم لن يصابوا به مجددا.
وذكرت المنظمة في بيان "لا يوجد حاليا أي دليل على أن من تعافوا من كوفيد-19 ولديهم أجسام مضادة محميون من إصابة ثانية".
وتخطط دول عدة بينها فرنسا وألمانيا لاستخدام تطبيقات تعقّب مرتبطة بالفيروس تبلّغ المستخدمين في حال كانوا قرب شخص تأكدت إصابته بكورونا المستجد.
وبدأ استخدام التكنولوجيا في أستراليا، حيث أثارت القلق بشأن الخصوصية في أوساط البعض، كما استخدمتها سنغافورة على نطاق واسع.
في غضون ذلك، أقرت في بكين مجموعة جديدة من التدابير لمكافحة الوباء تحظر السلوك "غير المتحضر" مثل عدم تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
رمضان في البيت
وبالتوازي، أعلنت السلطات السعودية الأحد أنها سترفع حظر التجول لمدة 24 ساعة جزئيا وستسمح للمراكز التجارية والمحلات بفتح أبوابها لساعات محددة.
لكن سلطات المملكة أعلنت استمرار اغلاق مدينة مكة المكرمة على مدار الساعة.
وانضم المسلمون في السعودية بذلك إلى مئات الملايين من أقرانهم حول العالم الذين أحيوا اليوم الثاني من شهر رمضان في بيوتهم متجنبين بذلك التجمعات العائلية التقليدية على مائدة الإفطار، تطبيقا لإجراءات التباعد الاجتماعي المفروضة.
وللاطلاع على الإحصاءات الأخيرة لانتشار وباء كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا