ملفات وتقارير

بعد استهدافه لمقرات دبلوماسية.. هل يحاكم "حفتر" دوليا؟

قصف حفتر طال مقر إقامة السفيرين التركي والإيطالي في طرابلس- الأناضول
قصف حفتر طال مقر إقامة السفيرين التركي والإيطالي في طرابلس- الأناضول

تسبب القصف الذي قامت به قوات "حفتر" لمقرات دبلوماسية في العاصمة "طرابلس" ردود فعل غاضبة دوليا ومحليا وأمميا، ما أثار تكهنات عن تحرك هذه الدول لمقاضاة الجنرال الليبي دوليا وتساؤلات عن مدى إقحام "حفتر" لنفسه وقواته في صدام دولي.


واستهدفت قوات "حفتر" محيط إقامة السفيرين الإيطالي والتركي في منطقة زاوية الدهماني بطرابلس بعدة صواريخ "غراد" مما أسفر عن مقتل عنصرين من القوات الأمنية المكلفة بحماية المقرات الدبلوماسية، وهو ما أكده وزير الخارجية الليبي، محمد سيالة والذي اعتبر الحادثة جريمة تخال القانون الدولي الذي يطالب بحماية المقرات الدبلوماسية".


غضب أوروبي وأممي

 
وعبرت الخارجية الإيطالية عن غضبها تجاه الهجوم الصاروخي من قبل حفتر والذي وقع في المنطقة التي يوجد فيها مقر إقامة سفيرها، منددة بهذا التصرف المخالف للقانون الدولي والإنساني، في حين، ندد الاتحاد الأوروبي بشدة باستهداف المدنيين ومقار البعثات الدبلوماسية في ليبيا، ووصف ذلك بغير المقبول".

 

اقرأ أيضا: الجيش الليبي يكشف حصيلة "جرائم" حفتر خلال شهر رمضان

من جهتها، دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة هذه الهجمات، مؤكدة وفق بيان، وصل "عربي21" نسخة رسمية منه، أنها ستواصل توثيق الانتهاكات بغية مشاركتها، عند الاقتضاء، مع فريق الخبراء والمحكمة الجنائية الدولية.


نفي وخوف

 
ووسط هذه الردود السريعة والغاضبة، سارع المتحدث باسم "حفتر"، أحمد المسماري، نفيه المسؤولية عن الهجوم، مقدما تعهد قواتهم بحماية مقار البعثات الدبلوماسية كالسفارات الأجنبية ومقرات الهيئات والبعثات الدولية وكذلك مقرات الشركات الأجنبية ومؤسسات الدولة في العاصمة طرابلس.


وفي محاول للتنصل من الحادث، اتهم "المسماري"، ما أسماهم "عصابات إرهابية" بأنها وراء الهجوم الصاروخي بهدف تأليب الرأي العام الدولي على "الجيش" (قوات حفتر)، وفق زعمه.
ومع كل هذه الردود الدولية والأممية والحكومية، يأتي السؤال: هل استعجل "حفتر" مقاضاته دوليا بهذا التصرف وأدخل نفسه في صدام دولي؟.


تورط ومساءلة

 
وأكد رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بالبرلمان الليبي، محمد راشد أن "هذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها حفتر وقواته جرائم تترتب عليها مساءلة قانونية عن جريمة حرب أو جريمة ضد الانسانية، لكن الفرق هنا أن الاعتداء هذه المرة كان على مقر إقامة دبلوماسيين وسفارات تخص دول ممكن أن تجد لها آذانا صاغية أمام المجتمع الدولي ومؤسساته، ومن هنا جاء الفرق والمفارقة".


وفي تصريحات لـ"عربي21" أوضح أن "حفتر ومستشاريه يعلمون أنهم يفقدون كل يوم ورقة مهمة مما بقى لهم من أوراق، وبالتالي جاء الإسراع بنفي استهدافهم للسفارات ومقر الدبلومسيين وهو أمر متوقع، لكن نفيهم لا يقدم ولا يؤخر لأن الثقل الدبلوماسي لهكذا دول أمر لا يجاريه مثل "حفتر" المثقل بالمسؤولية"، حسب تقديره.


رعب ومحاولة تنصل

 
وقال الضابط الليبي السابق وعضو مجلس الدولة، إبراهيم صهد إن "ما يقوم به حفتر من استهداف لأحياء طرابلس السكنية ولمطار معيتيقة وسقوط العشرات من الضحايا المدنيين الأبرياء، تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية سواء استهدفت أحياء ومواقع يسكنها ليبيون أو أصابت محيط سفارات أجنبية".


وأشار لـ"عربي21" أن "مقاضاة حفتر وميليشياته على هذا الجرائم أصبحت أمرا واقعا وثمة أكثر من أربع قضايا مرفوعة ضد هذا الشخص ولن يجديه محاولات التملص التي يقوم بها هو أو الناعق باسمه، لكنها تكشف بجلاء مدى استرخاص حفتر للدم الليبي وأملاك الليبيين في حين يرتعب أمام الأجنبي"، كما قال.


تواطؤ دولي

 
لكن وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أشار إلى أن "حفتر يخوض حربا قذرة بدعم من دول معروفة على رأسها فرنسا وروسيا وبتواطيء من أميركا وهذه الدول هي الأهم فيما نسميه المجتمع الدولي وهؤلاء لايريدون الإفصاح عن هذا الدعم لأنه يخالف القانون الدولي وينتهك كل الأعراف الإنسانية".

 

اقرأ أيضا: السراج يتوعد قوات حفتر: العقاب قادم والرد سيكون موجعا

وتابع لـ"عربي21": "وبخصوص النفي فهذا هو دأب حفتر بإنكار الأعمال الإجرامية التي ارتكبها في الماضي ويكفي هنا أن أذكر مجزرة الكلية العسكرية التي ذهب ضحيتها 38 شابا من جميع أنحاء ليبيا، وحتى في الشرق الليبي قام باستخدم كل أنواع الأسلحة والدمار تحت غطاء "الإرهاب" واليوم يعيد الكرة في "طرابلس" بعد أن أوشكت "مرتزقته" على الانهيار، وكل هذا تم تحت غطاء الكذب والتواطؤ الدولي"، حسب تعبيره.


فرض واقع جديد

 
وبدوره رأى الناشط الحقوقي بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي)، محمود الوهج أن هذا الحادث وما سبقه من أعمال تؤكد أن المسمى "جيشا" ما هو إلا مجموعات من "مليشيات" قبلية وعصابات مسلحة ومرتزقة وسلفية جهادية "مداخلة"، وأن هذه الأعمال غير مدروسة العواقب، ولا أعتقد أنها جاءت بأوامر مباشرة من حفتر، لكن تظل هي بمثابة قوة تتحرك باسم حفتر وقيادته ويتحمل هو كل هذه التصرفات.


وبخصوص المسارعة بالنفي من قبل حفتر، قال الوهج: "هذا النفي محاولة لإبعاد المسؤولية الجنائية والأخلاقية عنه، ولو كان هذا الأمر لديه عليه سلطة لأوقفه ولم تمطر تاني يوم من نفيه "طرابلس" بمئات الصواريخ، لذا هذه الخطوة ربما تكون محاولة لفرض واقع جديد تستطيع قواته من خلاله التباحث للهدنة وفك الحصار عنها بعد قطع خطوط إمدادها"، وفق تصريحه لـ"عربي21".

التعليقات (1)
ليبيا
الأحد، 10-05-2020 04:12 م
الثورة الليبية وحدها تحاكم المجرم .اما الانتظار والاتكال على الغير فهو حلم الضعفاء .كونوا .او لاتكونوا .