ملفات وتقارير

ماذا أراد الكاظمي من "الحشد الشعبي".. وهل نجحت زيارته لها؟

الكاظمي تعرض لانتقاد النشطاء بسبب لقائه مع الحشد الشعبي- وكالة الأنباء العراقية
الكاظمي تعرض لانتقاد النشطاء بسبب لقائه مع الحشد الشعبي- وكالة الأنباء العراقية

أثارت زيارة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى هيئة الحشد الشعبي، جدلا واسعا بين العراقيين، ولا سيما أنها جرت بحضور شخصيات متهمة بقمع الاحتجاجات، وذلك بعدما وعد رئيس الحكومة بمحاسبة قتلة المتظاهرين وحصر السلاح بيد الدولة.

وتباينت تفسيرات المحللين حول أسباب ودلالات الزيارة التي أجراها الكاظمي، السبت الماضي، إلى مقر هيئة الحشد الشعبي، التي جاءت عقب زيارات مماثلة قام بها إلى وزارة الدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب، بعد أسبوع واحد من تسلمه رئاسة الحكومة.

"غيّرت الانطباع"


المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض، قال في حديث لـ"عربي21"، إن "الكاظمي يبدو أنه أراد إقامة توازن بزيارته إلى المقرات الأمنية، فبعد زيارة وزارة الدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب زار الحشد الشعبي، وكان تصوره إيصال رسالة بأن هؤلاء جميعا مرتبطون به".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: الانقسامات ستتعمق داخل المليشيات الشيعية بالعراق

وأضاف أن "سياق الزيارة هو الذي تسبب بالجدل، بارتدائه بدلة الحشد، والشخصيات التي استقبلته، والكلمة التي ألقاها، كلها غيرت الانطباع الذي كان مأخوذا عن شخص الكاظمي، بأنه لا يقف بموقف الداعم والساند لهم".

وتابع الأبيض، قائلا: "الأمر الآخر أن القائد العام للقوات المسلحة عليه أن يُزار ولا يزور، ومنصبه هذا سياسي، فهو يستمع إلى القادة الأميين وإلى احتياجاتهم"، مؤكدا أن "الزيارة لم تكن في صالح الكاظمي".

وحول زيارة الكاظمي وتأثيرها على محاسبة قتلة المتظاهرين، قال الأبيض إن "الفصائل التي وجهت لها اتهامات بقتل المتظاهرين هم خمسة فقط، وهم في الحشد الشعبي ولديهم تمثيل في البرلمان".

ورأى أن "طريقة تعاطي الكاظمي مع هذه الفصائل من خلال استجماع قواه خلال شهر أو شهرين، وبالتالي التعامل معها، لن تمر عليها، لأنها أيضا لديها ذهنية سياسية، وبذلك سيتشرنق الكاظمي على نفسه، ويخسر الشارع، وإذا وقع في الاثنين كما حصل مع سابقيه، فإنه سيخسر المبادرة".

وبحسب الأبيض، فإن "ملف المليشيات لا يستطيع الكاظمي حله إلا من خلال تعاون دولي معه، يحفظ به أمن واستقرار العراق، وهذه النقطة الأساسية لمنع التدخلات الخارجية، وبالذات الإيرانية، التي تستخدم الحرب بالوكالة عن طريق المليشيات".  

خسارة المبادرة

وبخصوص الحديث عن عقد اجتماع ثان مع الحشد الشعبي في حزيران/ يونيو المقبل، بالتزامن مع موعد التفاوض بين العراق والولايات المتحدة، قال الأبيض: "المفاوضات بين واشنطن وبغداد هي قرار أمريكي بحت، لأن هناك قوات من الحشد الشعبي مدعومة من إيران تريد أن تخرج قواتها من العراق".

ولفت إلى أن "الفصائل الولائية وإيران، يعرفون أن خروج الأمريكيين يعني إنهاء النظام السياسي الحالي في العراق، ولذلك فقد تراجع خطابهم مؤخرا، وبدأوا يطالبون بالمفاوضات".

ونوه الأبيض إلى أن "الكاظمي لديه مهمة أساسية في المرحلة الحالية، لأن حكومته انتقالية، ومنها القضاء على المليشيات والسلاح المنفلت، بالتالي فإن الفصائل تعرف أن القرار في طهران، والأخيرة تريد ابتزاز واشنطن".

 

اقرأ أيضا: الكاظمي يفتح ملف المختفين قسرا ويأمر بكشف مصيرهم

ورأى أن "على الكاظمي أن لا يمسك بالعصا من المنتصف، وإنما من الطرف، لأن الكثيرين قبله حاولوا مسك العصا من الوسط، وآخرهم رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي، عندما حاول أن يمر من خلال الدعم الأمريكي ثم يستظل بالمظلة الإيرانية، لكن بعدها انتهى".

ولفت المحلل السياسي إلى أن "رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي ما زال في البداية، وهناك عصا طرفاها أمريكي وإيراني، ويجب أن يكون مع الطرف الذي يعتقد فيه مصلحة العراق".

رسائل الكاظمي

من جهته، رأى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، في حديث لـ"عربي21"، أن "الزيارة تندرج ضمن ردم الهوة التي حصلت مع بداية تشكيل الحكومة، لذلك جاءت هذه الزيارة متزامنة مع رسائل عديدة أراد الكاظمي إيصالها، منها: تصفير المشاكل، واتباع مبدأ الحوار".

وأضاف أن "الكاظمي أراد أن يبين أن هيئة الحشد العشبي هي مؤسسة قانونية شأنها شأن المؤسسات الأمنية الأخرى، وإيصال رسالة طمأنينة إلى دول الجوار والمجتمع الدولي أن الحشد مأمون الجانب وهو قوة دفاعية وليست هجومية، وتحت سيطرة الدولة، بمعنى أن الدولة ماضية بحصر السلاح بالتعاون مع فصائل الحشد الشعبي".

وأوضح أبو رغيف أن "رئيس الحكومة، أراد أيضا تمتين الوشائج مع الفصائل، وبذلك فهو يُذهب الأقاويل التي تحدثت عن وجود صراع بين الكاظمي وفصائل الحشد الشعبي".

ورأى الخبير الأمني أن "حضور قادة حشد العتبات (المرجعي) والحشد الولائي، يدل على قدرة الكاظمي على توحيد الصفوف داخل الحشد، لإيصال رسالة بأنه قادر على بناء عراق جديد خال من التخندق السياسي والتشرذم الطائفي، فضلا عن الأزمة الاقتصادية".

واعتبر نشطاء أنه عقب الجدل الواسع الذي أثارته زيارة الكاظمي إلى مقر الحشد الشعبي، واستقباله من شخصيات متهمة بقتل المتظاهرين، وعلى رأسهم أبو فدك وأبو زينب اللامي، فإنه أصدر توجيها للقوات الأمنية بكشف مصير المختطفين والمغيبين، والتعاطي مع الاحتجاجات على أساس احترام القوانين وقيم حقوق الانسان، وحماية كرامة المواطن، وفق تقديرهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 
التعليقات (2)
عامر
الثلاثاء، 19-05-2020 02:31 ص
الكاظمي لن يخرج من العباءه الشيعيه الطائفيه و الدليل اجتماعه بعصابات متورطه بجرائم اباده جماعيه يكفي ان يحاكم الكاظمي على هذه لانه اعطى وزنا و مصاقيه لعصابات تاتمر باوامر ايرانيه
عراقي
الإثنين، 18-05-2020 11:23 ص
...........اي تشكيل عسكري مواز للجيش والشرطة والاجهزة الرسمية الاخرى في اي دولة انما هو سلطة داخل السلطة ودولة داخل الدولة ..كل عمليات واساليب الماكياج التي يحاولون طلاء وجه الميليشيات لجعل العراقيون المخلصون لوطنهم وذوو الانتماء العراقي الخالص يعتقدون ان الميليشيات انما هي تشكيل عسكري مسلح يعمل لخدمة الوطن ..هي محاولة بائسة ولن يكتب لها النجاح ..لانها وببساطة فاما انك عراقي بالانتماء قلبا وقالبا ..واما انك تابع وذيل لايران ومهمتك هي حماية ايران والمصالح الايرانية وتسخير قدرات العراق لخدمة دولة الولي الفقه الفارسية وجعل العراق هو الخط الدفاعي الاول والاهم لحماية نظام الملالي في ايران عبر تقديم الضحايا والاموال من العراق تحديدا وليس ايران ...الكاظمي فشل مقدما فيما يدعيه ...وهو كسابقيه من رؤوساء ( الحكومات العراقية ) بيدق من بيادق ايران لاغير ...ولا حل الابتدخل خارجي قوي يقلع تلك الشراذم التي تحكمت برقاب العراقيين والعراق وجعلت منه بوابة لحماية ايران.