هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تمكن خمسة طلاب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، من اختراع روبوت لتوزيع معقم اليدين أوتوماتيكيا، لتجنب لمس عبوة المعقم، كأحد الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
وقال مروان الزعبي، صاحب الفكرة، وهو مدرب فريق الروبوتكس في مركز الإبداع التابع للمفوضية السامية للاجئين، في حديث لـ"عربي21"، إن من أسباب انتقال العدوى بفيروس كورونا ملامسة الأسطح، لذا راودتني فكرة تصميم روبوت يقوم بتعقيم الأيدي دون الحاجة للمس علبة المعقم.
يشار إلى أن مروان لجأ إلى الأردن عام 2013، من مدينة درعا، واحترف صناعة الروبوتات عام 2019.
وتولى مركز إبداع، توفير المواد الأولية والتكلفة اللازمة، لتطوير الروبوت المكون من قطع من الليجو.
وحسب الزعبي فإن "الروبوت مبني بالكامل من قطع الليجو المزودة بحساس مبرمج بالضغط تلقائيا على علبة المعقم في حال مد اللاجئ يده على مسافة 14 سم، بالاضافة لكونه ناطقا بعيارات ترحيبية".
وقام الزعبي وفريق الروبوتكس في مركز إبداع، بوضع الروبوت في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في المخيم، لتعقيم يد اللاجئين الذين يراجعون المفوضية.
وقال الزعبي، إنهم يسعون لإنتاج نسخ محدثة من الروبوت بعد نجاح التجربة، مضيفا: "لكن في النسخة المحدثة سنحاول كفريق روبوتات بالمخيم أن يكون الروبوت متحركا بحيث يتجه تلقائيا لأقرب لاجئ له ويقوم بتعقيم يديه".
ويطمح الزعبي لزيادة عدد المتدربين من الأطفال على فن صناعة الروبوت في مخيم الزعتري، إذ قام فريق الروبوتات في مركز إبداع بتدريب ما يقارب 500 طفل منذ تأسيسه عام في شهر تموز 2019.
وسبق لفريق الروبوتكس في مخيم الزعتري أن حصد المركز الخامس في البطولة الوطنية للروبوتات التي جرت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بالأردن، بتنظيم من مركز اليوبيل للتميز.
وتابع الزعبي: "تأهل فريق الروبوتات في مخيم الزعتري لبطولة إقليمية، كانت ستقام في مصر في آذار/ مارس 2020، ولكن بسبب أزمة كورونا توقفت كل الأنشطة على مستوى العالم، وتأجلت البطولة لأجل غير مسمى".
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، اعتبرت أنه من الملفت استخدام هذه الابتكارات على أرض الواقع لمواجهة فيروس كورونا.
وقال محمد الحواري الناطق الإعلامي باسم المفوضية لـ"عربي21": "إن ما قام به اللاجئون من اختراع لهذا الروبوت هو ترجمة حقيقية لتحويل اللاجئين لطاقات منتجة ".
ولفت إلى أنه بالأردن، لم تسجل أي إصابات بين اللاجئين بالفيروس، مشيرا إلى أن المفوضية قامت بخطة وقائية لمواجهة انتشار كورونا في مخيمات اللاجئين السوريين.
وأوضح أن الدخول والخروج من المخيمات يتم بتدقيق طبي مشدد، إلى جانب تعقيم جميع المركبات التي تدخل المخيمات، كما أوقفت المفوضية جميع الزيارات حتى لا يختلط اللاجئون بالخارج.
وتابع: "لدينا مراكز طبية ومراكز حجر وعزل مجهزة، ولدينا طواقم لديها خبرة عايشت انتشار أوبئة مثل أنفلونزا الطيور والخنازير وإيبولا في مناطق مختلفة من العالم".
وأطلقت المفوضية في أذار/ مارس الماضي مناشدة بـ 27 مليون دولار للمساعدة في منع انتشار فيروس كورونا في الأردن. كجزء من مناشدة عالمية تطلب بـ 255 مليون دولار لدعم تدابير التأهب والاستجابة بشكل عاجل للاجئين والمهجرين قسراً.
وحسب الحواري فإن "الأموال اللازمة للأردن ستخصص للخدمات الأساسية مثل: المستشفيات والعيادات، بما في ذلك التي في داخل مخيمات اللاجئين، وشراء المعدات الطبية، وتقديم المساعدة النقدية العاجلة، وتكثيف مساندة الحماية للحفاظ على الحياة مثل الإحالات العاجلة لحالات العنف المنزلي وغيرها من أشكال العنف القائم على نوع الجنس".
ويضم مخيم الزعتري حوالي 80 ألف لاجئ سوري، بينما يعيش في الأردن 656 ألفا و213 لاجئ مسجلا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينهم 124 ألفا و19 داخل المخيمات.