هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد تشكيل المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، لحكومة إسرائيلية موسعة، عقب أزمة سياسية استمرت لأكثر من عام ونصف، تقرأ "عربي21" مع عدد من المختصين، واقع الأزمة والسيناريوهات المتوقعة لمستقبل هذه الحكومة "المعقدة".
ووافق الكنيست الإسرائيلي الأحد
الماضي، على حكومة الوحدة الجديدة، بقيادة نتنياهو ومنافسه السابق الجنرال بيني غانتس
رئيس حزب "أزرق أبيض".
ومؤخرا وقع غانتس مع زعيم حزب
"الليكود" نتنياهو، اتفاقا لتشكيل حكومة وحدة، وشمل الاتفاق، التوجه نحو
ضم الضفة ومنطقة الأغوار، وصادق الكنيست بالقراءة الثانية والثالثة على قانون التناوب
بين نتنياهو وغانتس بأغلبية 72 مؤيدا مقابل 36 معارضا، حيث يتولى رئاسة الحكومة مدة
عام ونصف نتنياهو، ومن ثم غانتس المدة ذاتها.
وفي قراءته لمستقبل الأزمة السياسية
الإسرائيلية الداخلية بعد نجاح نتنياهو في تشكيل حكومة وحدة، أوضح النائب العربي بالكنيست
عن القائمة المشتركة سعيد الخرومي، أن هذه الحكومة جاءت اضطرارا بعد 3 حملات انتخابية،
عقب عجز جميع الأطراف في حسم أي جولة، قبل أن يتوصل نتنياهو وغانتس إلى اتفاق المناصفة،
الذي يشمل ضم نحو 30 بالمئة من أراضي الضفة الغربية.
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: غانتس-أشكنازي يعملان بالاتجاه المعاكس لنتنياهو
ونوه الخرومي في حديث لـ"عربي21"،
إلى أن "استمرار هذا الاتفاق مرتبط بنتنياهو؛ وهو المعروف عنه أنه يغير ويبدل
ولاءه والتزامه السياسي، وحتى أصدقاءه السياسيين من حين لآخر، ولذلك لا أحد يعلم هل
ستستمر الحكومة إلى ما بعد العام والنصف (مدة ولاية نتنياهو)؟ وهل سيتسلم غانتس رئاسة
الحكومة أم لا؟".
وأما النقطة الأخرى بحسب الخرومي،
وهي "محاكمة نتنياهو التي ستبدأ الأسبوع القادم في 3 ملفات فساد، وهل سيحدث أي
تطور خلال السنة والنصف المقبلة؟"، مضيفا: "القضية الثالثة التي قد تؤثر
على استمرار هذا الائتلاف، وهي المتعلقة بالرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، وإمكانية
الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، وهو الذي يدعم سياسية الضم، وقام بنقل
السفارة إلى القدس".
الأزمة مستمرة
وتوقع النائب العربي، أن تستمر
حكومة نتنياهو "على الأقل سنة من الآن، وبعدها قد يبدأ بتغيير قواعد اللعبة من
جديد ليجر إسرائيل إلى انتخابات جديدة".
من جانبه، أكد الباحث المختص
في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "الأزمة السياسية الإسرائيلية الداخلية
لم تنته، وهي ما زالت قائمة لسبب بسيط، لأن الحكومة الجديدة متنوعة وهي تشمل؛ يمين
متطرف، يمين ديني حريدي، يمين أيدلوجي مركز، وهذا التنوع يظهر المخاوف الكبيرة الداخلية".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"،
أن "هذا التنوع أيضا قاد إلى حالة كبيرة من الشك، واتفاق ائتلافي يشير إلى الحالة
الإسرائيلية المزرية والممزقة والمشتتة، وهو ما يشي بأن هذه الحكومة ستبدأ بالعمل ضد
نفسها، من أجل إنقاذ نتنياهو والتزامه بالتناوب مع غانتس، ومحاولة إفلات الأول من
المحاكمة بتهم الفساد".
ولفت أبو عواد، إلى أن
"هذه الحكومة الكبيرة، تخوض حربا مع القضاء الإسرائيلي وأخرى بشأن حقوق الطبقة
الفقيرة في إسرائيل".
مخاوف إسرائيلية
وحول السيناريوهات المتوقعة
لمستقبل هذه الحكومة، قدر المختص أن "حكومة نتنياهو الحالية ذاهبة إلى الفشل،
والصراع سيكون قريبا، وسيعمل نتنياهو على إفشالها، وإفشال غانتس من أجل أن يبقى رئيسا
للوزراء دون المناوبة"، مرجحا أن تستمر هذه الحكومة "على الأبعد عامين، ليس
أكثر".
من جهته، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "الأزمة الحالية
الإسرائيلية تم تجاوزها، بفعل وقدرة نتنياهو على المناورة، الذي نجح في تفتيت تحالف
"أزرق أبيض" وجلب غانتس، الذي يدرك أن شريكه في الحكومة مراوغ، ومن الممكن
أن ينقلب في أي لحظة على اتفاق التناوب معه".
اقرأ أيضا: وزيرة إسرائيلية: نتنياهو ينتحل شخصية "لويس الـ14"
وقدر في حديثه لـ"عربي21"، أن "الحكومة خلال ولاية نتنياهو ستسير
بشكل طبيعي، مع ظهور بعض الإشكاليات التي يمكن أن يعمل نتنياهو على ترحليها لفترة غانتس"،
موضحا أن "هناك مخاوف إسرائيلية ألا يلتزم نتنياهو بالاتفاق مع غانتس بعد نهاية
فترة رئاسته للحكومة، وينقلب على الحكومة، وهذا يعتمد على مدى دعم الشارع الإسرائيلي
له".
ومن بين السيناريوهات بحسب أبو
عامر، أنه "في حالة تم إدانة نتنياهو بتهم الفساد المنسوبة إليه، سيضطر إلى الاستقالة
من الحكومة فورا، وعندها ماذا سيفعل حزب الليكود؟، ربما يستمر في الاتفاق أو سيذهب
إلى الانتخابات من جديد، مع إمكانية البحث عن خيارات أخرى بالاتفاق مع أفيغدور ليبرمان".