هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "إنسايد أوفر" بنسخته الإيطالية تقريرا للكاتب "فيديريكو جولياني"، سلط فيه الضوء على أبرز ما ميز الاجتماع السنوي للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أو ما يعرف باسم "الدورتين".
وأوضح "جولياني"، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن أهم المواضيع الرئيسية التي تم تناولها في كل من الدورة السنوية الجديدة للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، الذي يضم أحزابا ومنظمات صينية، واجتماع مجلس الشعب الوطنى، الخميس، تتعلق بغياب أهداف النمو الصيني لهذه السنة، وزيادة الإنفاق الحكومي، وتبني أول قانون مدني وخلق تسعة ملايين وظيفة جديدة وتخفيض البطالة في المناطق الحضرية بنسبة ستة بالمئة، ومراجعة قانون الأمن القومي الجديد.
وأورد الموقع أن المشاركين في مجلس الشعب الوطني، أعلى مؤسسة حكومية في الصين، وكذلك الغرفة التشريعية الوحيدة للبلاد، خضعوا إلى اختبارات الإصابة بكورونا قبل أيام من انعقاد الجلسات. ومن بين التدابير الأمنية الأخرى أن كان على المندوبين والنواب ارتداء الأقنعة، بينما تركت نوافذ المكاتب التي عقدت فيها الاجتماعات مفتوحة للتهوية، ووقع استبعاد العديد من الصحفيين، كما أُجريت العديد من المقابلات عبر الفيديو.
الاقتصاد
أشار التقرير إلى أن الحكومة الصينية تخلت عن تحديد هدف للنمو الاقتصادي لسنة 2020، وهو ما لم يحدث منذ عقود. ودافع رئيس الوزراء الصيني "لي كه تشيانغ" عن القرار بالإشارة إلى "الانعدام الكبير للأمن" بشأن تأثير الوباء على الصين والاقتصاد العالمي ككل.
وقال "لي" في تقديمه لتقرير في بداية الجلسة البرلمانية: "يجب علينا هذه السنة أن نعطي الأولوية لتثبيت استقرار الوظائف وحماية مستويات المعيشة، وكسب المعركة ضد الفقر، وتحقيق هدف بناء مجتمع مزدهر باعتدال من جميع جوانبه".
وحسب ما أشارت إليه وكالة "نوفا" الإيطالية، فقد كانت الصين تنوي مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2010 بحلول هذه السنة، وهو ما بات من المستحيل تحقيقه، ويتعين على الحكومة المركزية الصينية أن تتعامل مثل جميع دول العالم مع آثار جائحة كوفيد- 19، التي أثرت على كل من استقرارها الاقتصادي والاجتماعي وأيضا أهداف سياستها الدولية.
ما الجديد الهام؟
أوضح الموقع أنه بالإضافة إلى نية الزيادة في محاربة الفقر للوصول إلى علامة "مجتمع مزدهر باعتدال" بحلول سنة 2020، سيكون أحد الجوانب الرئيسية الأخرى لانعقاد مجلس الشعب لهذه السنة هو المصادقة على أول قانون مدني للبلاد. ويعد هذا القانون شديد التعقيد، إذ يتضمن 1260 فصلا.
اقرأ أيضا: فورين أفيرز: جائحة كورونا تُسرع التاريخ لكنها لن تغير شكله
وتتألف مسودة مشروع القانون من أحكام عامة وستة أجزاء تتعلق بالملكية والعقود والحقوق الشخصية والزواج والأسرة والميراث والمسؤولية المدنية.
كما يشهد لأول مرة ولادة "قانون خصوصية" للمواطنين الصينيين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
ومن ناحية أخرى، كان من المنتظر مناقشة مشروع ميزانية الدفاع الصينية لسنة 2020، إذ قررت بكين زيادة إنفاقها العسكري بنسبة 6.6 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية، بسبب "التهديدات المتزايدة للدفاع الوطني"، لكنها تعد أدنى زيادة في السنوات العشرين الماضية.
شي جين بينغ، استحضار الأساطير و "الثمانية الخالدين"
لفهم هذه المحتويات التقنية، بحسب الكاتب، فإن هنالك ثلاثة جوانب ينبغي تحليلها. الأول أن بكين، على الرغم من جائحة كورونا، أثبتت أنها طيعة ومستعدة للتكيف مع هذا الوضع الجديد المتأزم، إذ لم يتمكن التنين من الحد من الضرر فحسب، بل يبدو واثقا من المستقبل القريب. ورغم علامة الاستفهام الكبيرة حول العاطلين عن العمل بسبب الوباء، فإن الحكومة تبدو مستعدة لتخفيف الضغط عن طريق خلق ملايين الوظائف.
ويتعلق الجانب الثاني بالسياسة الخارجية، من بحر الصين الجنوبي إلى هونغ كونغ، مرورا بتايوان، إذ لا تنوي بكين أن تتلقى تهديدات حقيقية أو مزعومة من الولايات المتحدة. ويكمن الجواب في زيادة الإنفاق العسكري وفي قانون الأمن القومي المتأصل في المستعمرة البريطانية السابقة.
أما النقطة الأخيرة فهي في الواقع نوع من الفضول. ففي واحدة من أكثر الصور رمزية التي ظهرت في الصحافة الصينية، وتتعلق بالمؤتمر السياسي الاستشاري، يجلس سبعة أشخاص على نفس الطاولة دون أقنعة بجانب بعضهم البعض وخلفهم ما تبقى من المجلس. والشخصية الثامنة ربما كانت تلقي كلمة عند التقاط الصورة. وهؤلاء هم الأعضاء السبعة للجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي يضاف إليهم نائب الرئيس الحالي وانغ تشي شان.
إن الإشارة إلى "الثمانية الخالدين" في الأساطير الصينية أمر متواتر جدا. والثمانية الخالدون هم مجموعة من المخلوقات "التي لا تموت"، وتتمتع كل منها، وفقا للأسطورة، بالقدرة على أن تهب الحياة أو تهزم الشر.
وليس من المستغرب، أنه في مطلع الثمانينيات والتسعينيات، وقعت الإشارة إلى بعض أهم قادة الحزب الشيوعي الصيني بـ"الشيوخ الثمانية"، الذي ساعدوا آذاك بدفع الصين نحو السوق الحرة، وهو ما يجعلنا نشعر أن الشيوخ الثمانية الحاليين، بقيادة شي جين بينغ، سيقع على عاتقهم نقل الإمبراطورية الوسطى السابقة إلى عصر ما بعد فيروس كورونا، بحسب الكاتب.