هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت مذكرة التفاهم الموقعة حديثا بين حكومة الوفاق الليبية ودولة "مالطا" لمكافحة الهجرة غير النظامية وتوطيد علاقات الصداقة، بعض التساؤلات عن دلالة هذا التقارب الآن، وتأثيره على عملية "إيريني" الأوروبية والتي أعلنت "مالطا" الانسحاب منها وعدم تمويلها عسكريا.
ووقع رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج مع نظيره المالطي، روبرت أبيلا الذي يزور العاصمة "طرابلس" اليوم الخميس مذكرة تفاهم لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وضرورة الإسراع بتفعيل اتفاقيات التعاون الأخرى في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وسط تأكيدات الرئيس المالطي على دعمه لحكومة الوفاق ورفضه الهجوم العسكري على العاصمة".
تحفظات على "إيريني"
وكانت "مالطا" قد أبلغت شركاءها في الاتحاد الأوروبي، بأنها ستتوقف عن المشاركة في عملية "إيريني" أو دعمها ماليا أو عسكريا، متهمة الاتحاد الأوروبي بعدم دعمها في ملف الهجرة غير الشرعية".
"إفشال الحصار الأوروبي"
من جهته، أكد رئيس الغرفة الأمنية بالشرق الليبي سابقا، عقيد طيار، سعيد الفارسي، أن "توقيع مذكرة تفاهم مع "مالطا" هام ويفيد حكومة الوفاق في مكافحة الهجرة كون هذه الدولة هي الأقرب لساحل "طرابلس"، كما أن هذا التعاون الجديد سيقطع الطريق على "حفتر" في محاولته استعمال "مالطا" في تهريب الأسلحة".
اقرأ أيضا: اتهامات لسلطات مالطا باعتراض اللاجئين في المتوسط
وفي حديث لـ"عربي21" أوضح أنه "بهذه الخطوة تستطيع الحكومة الليبية تأمين مدن الساحل وكذلك تسهيل التحرك البحري بين البلدين، والأهم إفشال الحصار الأوروبي الذي كانت تفرضه عملية "إيريني" حال توسعت وسيطرت على المتوسط"، وفق تقديره.
لكن وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي رأى أن المذكرة الجديدة هي جزء من عملية "إيريني" وليست ضدها وأنها بمثابة إنذار أوروبي على لسان "مالطا" لتجار الهجرة غير الشرعية، وجاءت بالوقت الذي تدفق فيه "مرتزقة سوريون" إلى ليبيا.
تقوية "اتفاقية المتوسط"
الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس أشارت إلى أن "التقارب "الليبي المالطي" يصب في خانة سعي حكومة الوفاق لزيادة حلفائها في البحر المتوسط لإضعاف المحور الداعم لعملية "إيريني" والتي تهدف إلى إضعاف التعاون التركي مع الحكومة الليبية".
وأضافت في حديث لـ"عربي21"، أن "استعادة حكومة الوفاق السيطرة على المنطقة الغربية ودحر العدوان له تأثير إيجابي في تكوين تحالفات مع أطراف جديدة في المنطقة، فالكل يبحث عن التحالف والتعاون مع الطرف الأقوى ضمانا وحماية لمصالحه في قادم الأيام".
"مصلحة تركيا"
وقالت الصحفية الليبية، ندى الشلحي إن "هذه الخطوة تصب في مصلحة تركيا التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية مع دولة "مالطا"، خاصة أن الأخيرة ضغطت على "الوفاق" عن طريق "تركيا" بتسلميها عقودا اسثتمارية كبيرة في "مالطا"، ولكي تساهم في وقف تمدد سطوة "أوروبا" على حوض المتوسط وزيادة نفوذ تركيا لقهر جارتها من الجزر مثل اليونان وقبرص المؤيدتان لحفتر".
اقرأ أيضا: تعثّر إيريني يكشف "عجز" أوروبا عن التعاطي مع الأزمة الليبية
واستدركت في حديث لـ"عربي21": "في ظل الحروب الطاحنة وأزمة "كورونا" الحالية يستحيل حل أزمة الهجرة غير الشرعية وتبقى المعاهدات ومذكرات التفاهم الخاصة بذلك مجرد "حبر على ورق" لا تؤثر على حال المهاجرين وأزمتهم في ليبيا حتى بعد سيطرة حكومة الوفاق على أغلب الساحل الغربي للبلاد".