هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لاقت مبادرة مستشفى أهالينا الإلكتروني الفريدة من نوعها رواجا واسعا في مصر بعد أن قام أطباء في مستشفيات الحجر الصحي بتأسيس "مستشفى" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لمساعدة المصابين بفيروس كورونا في العزل المنزلي.
وفي أقل من أسبوع تجاوز عدد المتابعين 300 ألف شخص، ما اضطر الفريق الطبي إلى التوقف لمدة يومين للتعامل مع الكم الكبير من الرسائل من جهة، ومحاولة جذب أكبر عدد من الأطباء المتطوعين من جهة أخرى.
وشكًلت سرعة انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر ضغطا كبيرا على القطاع الطبي في مستشفيات الحميات ومستشفيات الحجر الصحي والمعامل المركزية لوزارة الصحة، والطواقم الطبية من أطباء وفنيين وممرضين.
وأعلنت مصر، الخميس، تسجيل 29 وفاة بكورونا، فيما تجاوزت حصيلة الإصابات اليومية ألف حالة للمرة الأولى.
وأفادت وزارة الصحة، بتسجيل 29 وفاة، وألف و127 إصابة بالفيروس، إضافة إلى تعافي 154 مريضا.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن إجمالي الإصابات ارتفع إلى 20 ألفا و793، منها 845 وفاة، و5 آلاف و359 حالة تعاف.
أهداف المبادرة وأسبابها
طبيب الكبد والجهاز الهضمي، شريف متولي، أحد مؤسسي المبادرة أكد أنها مبادرة فردية لا علاقة لها بوزارة الصحة أو نقابة الأطباء، قائلا: "كانت فكرة المبادرة أن نقدم لأهالينا بمنطقة حلوان جنوب القاهرة خدمة متابعة حالات كورونا البسيطة والمتوسطة في العزل المنزلي، بناء على التحاليل والفحوصات التي قاموا بها، لكن تطور الأمر وتلقينا رسائل من مختلف المحافظات، وعليه لم يكن أمامنا أي خيار سوى الاستجابة".
وفي حديث خاص لـ"عربي21" أوضح: "كانت الأعداد التي انضمت إلى الصفحة الخاصة بالمبادرة على فيسبوك أكبر بكثير مما كان في الحسبان، وتخطت حاجز ربع مليون مشترك، وعليه كان لا بد من إعادة حساباتنا وتنظيم أنفسنا، وضم أطباء آخرين، وتوجيه دعوة مفتوحة لمن يرغب من الأطباء في المساعدة لمواجهة هذا الكم من الرسائل والاستفسارات".
واستدرك بالقول: "الفكرة كانت محاولة مساعدة الأهالي والجيران المحيطين بنا بالنصائح والإرشادات الطبية للتخفيف عنهم ومساعدتهم في محنتهم، وكان عدد الأطباء في بداية الأمر ما بين 15 إلى 20 والآن الرقم وصل إلى 50 طبيب وهناك المزيد في الطريق"، مشيرا إلى أن "زيادة عدد المتابعين والأسئلة دفعننا للتوقف ليومين لمعالجة الموقف بشكل منظم، ثم استأنفنا العمل مجددا".
موقف النقابة
من جهته؛ قال أمين عام نقابة الأطباء، إيهاب الطاهر، إن "النقابة لا علاقة لها بأي مبادرات فردية سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات الموبايل"، مشيرا إلى أن "أي مبادرة فردية لا بد أن تلتزم بقوانين النقابة العامة للأطباء، وعدم الخروج عن لائحة مهنة ممارسة الطب بأي حال من الأحوال كما هو متعارف عليه".
وأضاف لـ"عربي21": "تتلخص تلك القوانين والقواعد في توجيه نصائح وإرشادات عامة، لكن تشخيص مرض أو وصف علاج لا يجوز إطلاقا عن طريق التواصل الاجتماعي، أو أي وسيلة أخرى غير مناظرة المريض بصورة شخصية".
وأكد أمين عام نقابة الأطباء أن "المبادرات بخصوص هذا الشأن أمر طيب، فلا مانع من متابعة مرضى كورونا في العزل المنزلي، وتزويدهم بالنصائح العامة فقط، مع الالتزام بقواعد ولوائح ممارسة المهنة، فلا مبرر لاختراق قواعد الطب لمجرد التسهيل أو التيسير على الناس حتى لا نعرضهم للخطر".