هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "أتلايار" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأهداف التي تسعى الولايات المتحدة إلى
تحقيقها عن طريق نشر قوات عسكرية في تونس.
وقالت
الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن وحدة القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا أعربت عن نيتها إرسال قوات
عسكرية أمريكية إلى تونس، بهدف تدخل محتمل في ليبيا مواز للتواجد الروسي في هذه المنطقة
الواقعة في شمال إفريقيا. بطبيعة الحال، لا يروق للولايات المتحدة هذا الأمر على جميع
المستويات.
وأشارت
الصحيفة إلى أن الوجود الروسي في الأراضي الليبية بات أمرا معروفا للجميع، حيث يدعم
الكرملين قوات اللواء المتقاعد حفتر، الذي يحاول القضاء على نواة المقاومة الأخيرة
لخصمه، حكومة الوفاق الوطني، في عاصمة طرابلس. في الواقع، تطورت كل هذه الأحداث في
إطار الحرب الأهلية في ليبيا منذ سنة 2014 بين مختلف الجهات الفاعلة التي لعبت دورًا
رائدًا في سقوط ديكتاتورية معمر القذافي.
وأردفت
الصحيفة أن القرار الأمريكي من شأنه أن يضع تونس في وضع توافقي، نظرا إلى الموقف الذي
يمكن أن تستمر في تبنيه الدولة التونسية أمام بعض الفصائل الليبية إذا سمحت للوجود
العسكري الأمريكي كقائد محتمل للتدخل في الأراضي الليبية المجاورة ضد الجانب الذي يمثله
حفتر وروسيا.
وفقا
لما أعلنته بعض المصادر العسكرية، أرسلت الحكومة الروسية دفعة ثانية من مقاتلات ميكويان
ميج-29 الروسية. وقد سُلمت أيضا هذه المقاتلات
خلال الساعات الأخيرة إلى سوريا بشكل رمزي في قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة
اللاذقية. وتعتبر هذه الأسلحة جاهزة للاستعمال في الوقت الحالي في أوائل حزيران/ يونيو
لصالح قوات اللواء المتقاعد حفتر.
وذكرت
الصحيفة أن الصراع الليبي أصبح دوليًا في الأشهر الأخيرة. وتحظى حكومة الوفاق الوطني
بدعم تركيا وقطر وإيطاليا بينما تتلقى قوات اللواء المتقاعد حفتر الدعم من روسيا والمملكة
العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى مصر وفرنسا. وقد يعود هذا الاهتمام العالمي بالملف الليبي إلى الموقع
الاستراتيجي لهذا البلد في البحر المتوسط والاحتياطات النفطية الهامة التي يملكها،
الأمر الذي يعزز الاهتمام بالحرب الأهلية الليبية التي استمرت لسنوات قليلة.
وقّع
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفاقية مع رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فايز السراج،
حصل بمقتضاها على الدعم العسكري لجيشه وللميليشيات السورية الموالية لتركيا القادمة
من الحرب في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، عملت هذه الاتفاقية أيضًا على توزيع المناطق
الاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط، مفتاح التنقيب عن الغاز وهو ما أثار احتجاجًا
دوليًا من قبل قبرص واليونان. في الواقع، نددت
الدولة اليونانية أمام المجتمع الدولي بانتهاك الحدود البحرية للجزر اليونانية.
وأوضحت
الصحيفة أن تونس عزّزت مؤخرا علاقاتها مع تركيا في القضايا الدفاعية. في هذا الإطار،
تحدث موقع البوابة الإلكترونية "دوفونس. كوم" في نهاية نيسان/ أبريل عن بيع
شركة أسلسان التركية عددا كبيرا من أنظمة محمولة لتشويش التردد إلى تونس. كما يمكن تركيب
هذه الأنظمة في مركبات نقل القوات للحماية من الهجمات. في الأشهر الأخيرة، أصبحت الدولة
التركية من أهم الموردين لتونس، وهو أمر لا يروق لبعض بلدان البحر الأبيض المتوسط مثل
فرنسا أو اليونان.
وأكّدت
الصحيفة أن موقع "أفريكا إنتلجنس" أفاد في شهر شباط/ فبراير الماضي بأن
الجيش التونسي كان يخطط لبدء تشغيل طائرات دون طيار مسلحة من صناعة الشركة التركية
لصناعات الفضاء. وفقًا لهذه المعلومات، وقعت الدولة التركية أول عقد تصدير للطائرة
دون طيار من طراز "تي إيه أي أنكا" في كانون
الثاني/ يناير.
ختاما،
أوضحت الصحيفة أن هذا العقد وُقع بعد شهر واحد فقط من زيارة الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان بشكل غير متوقع إلى تونس، حيث تحدث مع نظيره التونسي قيس سعيد حول الصراع في
ليبيا والتوترات الإقليمية الناجمة عن التقارب الأخير بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني.
في الأثناء، ترى الولايات المتحدة أن عليها تعزيز موقعها في منطقة شمال أفريقيا الإستراتيجية
للدفاع عن مصالحها وتجنب تنامي نفوذ خصم سياسي مثل روسيا.
اقرأ أيضا: بعد تصاعد التحرك الروسي.. هل غيّرت أمريكا سياستها في ليبيا؟