طب وصحة

أطباء: الغاز المدمع يؤدي لتفاقم أعراض كورونا بين المتظاهرين

طبيبة: الغاز المسيل للدموع عامل مُهيج للجهاز التنفسي يُسبب سيلان الدموع، والعطاس، والسعال، والشعور بضيق التنفس- جيتي
طبيبة: الغاز المسيل للدموع عامل مُهيج للجهاز التنفسي يُسبب سيلان الدموع، والعطاس، والسعال، والشعور بضيق التنفس- جيتي

نشرت مجلة "سالون" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن إمكانية تسبب الغاز المسيل للدموع في نشر فيروس كورونا بين صفوف المتظاهرين، أو مفاقمة الأعراض لدى المصابين.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مئات المتظاهرين الذين توجهوا إلى الشوارع احتجاجا على العنصرية وعنف الشرطة تجاه الأمريكيين السود، قُوبلوا بأسلحة كيمياوية وصفت بأنها خطيرة للغاية حتى أثناء الحرب. ويمكن للغاز المسيل للدموع -الذي يعد نوعا من الأسلحة الكيميائية- أن يتسبب في تلف العين الشديد، والعمى، وحروق كيميائية، وتلف الأعصاب، والسعال، وحتى فشل الجهاز التنفسي، خاصة لدى أولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية. وترتفع شدة الضرر حسب درجة التعرض لهذا الغاز والمكان الذي يتسرب فيه.

في الظروف العادية، يُعدّ الغاز المسيل للدموع في المظاهرات والاحتجاجات شكلا شديدا وعنيفا من أشكال القمع. وفي خضم جائحة سببها مرض نفسي، فإن اللجوء إلى هذه الوسيلة لتفرقة المحتجين صدم الأطباء.

نقلت المجلة عن الدكتورة جين نوبل، وهي أستاذة مساعدة في طب الطوارئ ومديرة برنامج الاستجابة لكوفيد-19 في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قولها إنه "توقيت سيئ لاستخدام الغاز المسيل للدموع في وسط جائحة سببها مرض تنفسي"، مشيرة إلى أن "الغاز المسيل للدموع عامل مُهيج للجهاز التنفسي يُسبب سيلان الدموع، والعطاس، والسعال، والشعور بضيق التنفس".

وأكدت المجلة أن قوات الشرطة استعملت الغاز المسيل للدموع بصفة يومية في مختلف المدن الأمريكية، من أوكلاند في ولاية كاليفورنيا وواشنطن العاصمة، إلى سياتل وفيلادلفيا وشيكاغو. وقد أشار الأستاذ المساعد في قسم التخدير في كلية الطب بجامعة ديوك، ساتيا أشانتا، إلى أن التركيبة البيولوجية للغاز المسيل للدموع تُوضح أنه ليس غازا، وإنما يتكون من جزئيات دقيقة عندما تنفجر في الهواء تلتصق بمستقبلات الألم والأعصاب السطحية للجسم.

وفي هذا الإطار، قال أشانتا إنه "عندما يبدأ الأشخاص في الشعور بالألم أو الإحساس بالحرقان، فهذا مؤشر أولي على أن شيئا ما يحدث... وعند التعرض لكمية كبيرة من الغازات المسيلة للدموع لمدة أطول، يمكن أن ينتج عن ذلك تفاعلات التهابية قصيرة المدى أو طويلة المدى أو سامة".

 

وفي حديثه عن استخدام الغاز المسيل للدموع وسط جائحة، أعرب أشانتا عن قلقه، "خاصة أن هذه أوقات غير مستقرة، ناهيك عن أن فيروس كورونا ما زال منتشرا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك في جميع أنحاء العالم".

وأوردت المجلة، نقلا عن أشانتا، أنه إذا كان أحد المتظاهرين مصابا بفيروس كورونا ولم تظهر عليه أعراض، فإن هذا الشخص سيساهم في نشر الفيروس بين المحتجين عندما يسعل نتيجة التعرض للغاز المسيل للدموع. ومن المرجح أن يواجه الأشخاص الذين يتعرضون للغاز المسيل للدموع "تأثيرات سامة متسارعة"، حيث "سيكون هناك تأثير تراكمي؛ لأن الرئتين مصابتان بالفعل، لذلك سيعاني من أعراض أشد. بعبارة أخرى، حتى لو كان المحتج في حالة صحية جيدة، فإن هذا لا يبعد عنه خطر الإصابة بالفيروس"، وذلك حسب ما أكده أشانتا.

كما أوضحت الدكتورة نوبل أن السعال والعطس الذي يحدث فور التعرض للغاز المسيل للدموع يمثل وسيلة مثالية لنشر الفيروس. وبينت الدكتورة نوبل أنه "عندما يتعرض شخص ما للغاز المسيل للدموع، فإنه سيقوم بإزالة قناعه على الفور، هذا إذا كان يرتدي واحدا في المقام الأول، ثم سيسعل ويعطس، وهي طريقة فعالة للغاية لنشر فيروس كورونا... إذا كان أي من المتظاهرين حاملا أو غير حامل للأعراض، فإن تعريضهم للغاز المسيل للدموع سيؤدي إلى نشرهم الفيروس من حولهم".

وفي الختام، أكدت المجلة أن الاحتجاج يزيد من خطر تفشي الوباء، ولكن يمكن تخفيف هذا الخطر من خلال ارتداء الجميع قناعا، والتقيد بمعايير التباعد الاجتماعي.

 

اقرأ أيضا: تظاهرات جديدة في أمريكا احتجاجا على العنصرية (شاهد)

0
التعليقات (0)