هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قبل أكثر من ثلاثين سنة خرج
رئيس وزراء السويد أولف بالمه مع زوجته في ليلة الجمعة لحضور فيلم سينمائي لكنه لم
يعد أبدا.
لا يزال مقتل رئيس وزراء السويد، قبل اكثر من
30 عاما، لغزا، لم تصل فيه جهات التحقيق إلى نتيجة حتى الآن، رغم حديثها عن تقديم
معلومات جديدة غدا الأربعاء.
وكان أولف بالمه، مع زوجته ليلة مقتله في 28
شباط/فبراير 1986، بعد حضورهما فيلما سينمائيا، ليفاجئه أحد الأشخاص بطلقة في ظهره
من مسافة قريبة ويرديه قتيلا.
ولم يتم العثور على القاتل أبدا، رغم أن عملية
الاغتيال وقعت في أكثر شوارع السويد ازدحاما، كما أن الجريمة شوهدت من قبل أكثر من
12 شخصا، حيث وصفوا القاتل بأنه رجل طويل القامة، فرَّ هاربا من مكان الحادث بعد
إطلاقه للرصاص.
الآن، بعد أكثر من 34 عاما على الحادث، أعلن
مكتب المدعي العام السويدي أنه سيقدم نتائج تحقيقه الجنائي في مؤتمر صحفي صباح يوم
الأربعاء.
وقال رئيس الادعاء كريستر بيترسون، للتلفزيون
العام السويدي في فبراير/ شباط : "آمل أن اشرح كيف وقعت تلك الجريمة ومن
المسؤول عنها".
ومن غير المعروف ما إذا كان سيتم توجيه
الاتهام لأي شخص، أو سيتم تسمية مشتبه جديد به. ولكن ثمة أمل في أن تكون الشرطة قد
اقتربت أخيرا من حل لغز جريمة قتل طغت على البلاد لعقود من الزمن، وراجت عنها
نظريات مؤامرة لا حصر لها.
وقال مارتن، نجل أولوف بالمه وآخر من رآه على
قيد الحياة، في وقت سابق من هذا العام: "لدى الشرطة أدلة لا تريد الكشف عنها
بعد". ويعتقد مارتن أن الأمر قد يتعلق بالسلاح الذي استخدمه الجاني والذي لم
يعثر عليه مطلقا.
وينحدر أولوف بالمه (مواليد 1927 ) من أسرة
أرستقراطية. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1949 وصعد ليقود الحزب
والبلاد في عام 1969، خلفا تيج إرلاندر الذي تبنى بالمه منذ انضمامه إلى صفوف
الحزب.
اقرأ أيضا: WSJ: عفو أبناء خاشقجي عن القتلة يمهد الطريق للإفراج عنهم
وقالت آنا سندستروم، الأمينة
العامة لمركز أولف بالمه الدولي: "يقال إن بالمه هو أحد أبناء إرلاندر".
"لقد ترعرع نوعا ما كسياسي، على يد إرلاندر، وهو أحد مؤسسي نظام الرعاية
الاجتماعية السويدي.
وأضافت: بالمه تبنى سياسات إرلاندر وطورها.
"فخلال فترة رئاسته للوزراء، زاد بالمه من قوة النقابات العمالية ووسّع إلى
حد كبير الرعاية الصحية ورفاهية الدولة، وأزال جميع السلطات السياسية الرسمية من
النظام الملكي واستثمر بشكل كبير في التعليم".
وعارض بالمه بكل جوارحه غزو الاتحاد السوفياتي
لتشيكو سلوفاكيا في عام 1968. وفي عام 1972 وقارن بين القصف الأمريكي لفيتنام مع
معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى تجميد قصير
الأجل للعلاقات بين واشنطن وستوكهولم.
أكسبته أعماله الكثير من الأعداء والأصدقاء
داخل البلاد وخارجها. وأغضب رجال الأعمال والليبراليين في السويد بسبب إصلاحاته،
كما أغضبت انتقاداته الحادة والمتكررة للحكومات الأجنبية القادة في جميع أنحاء
العالم باستمرار.
في ليلة مقتله كان بالمه قد رفض مسبقا مرافقة
الحراس له، وعندما عاد إلى المنزل واقترحت زوجته أن يحضرا فيلما سينمائيا بشكل
مفاجئ، وتحدثت ليزبت مع ابنهما مارتن، الذي كان قد اشترى تذكرتين لحضور السينما له
ولصديقته لحضور فيلم كوميدي.
غادر بالمه وزوجته منزلهما بدون أي مرافقة،
واستقلوا قطار مترو الأنفاق من البلدة القديمة التي يسكنوها إلى مركز المدينة،
والتقيا بابنهما وصديقته خارج السينما الرئيسية في حوالي الساعة التاسعة مساء. ثم
افترقوا بعد حضور الفيلم، وتوجه بالمه وزوجته نحو "سفيفاغن"، الشارع
الأكثر ازدحاما في السويد.
وعند زاوية الشارع، في تمام الساعة ( 11:20 )،
ظهر رجل طويل القامة خلف بالمه وأطلق رصاصتين، واحدة مباشرة على ظهره من مسافة
قريبة، والأخرى على ليزبت.
وعلى الرغم من العدد الكبير من الشهود، إلا أن
الشرطة لم تمتلك سوى خيوط قليلة للجريمة. وأوضح الدكتور بونديسون أن الرصاصات التي
عُثر عليها، تشير إلى أن القاتل استخدم مسدس Magnum وهو "سلاح
قوي جدا".
وأثار كبير المحققين في القضية، فكرة تورط حزب
العمال الكردستاني الذي كان يخوض حرب عصابات ضد الحكومة في تركيا، بالجريمة لأن
حكومة بالمه أعلنتها في ذلك الوقت جماعة إرهابية.
ويسود اعتقاد آخر أن الجريمة كانت مرتبطة
بصفقات أسلحة مع الهند. فقد عقدت شركة الأسلحة السويدية "بوفورس" صفقة
مع الهند لتزويدها بالمدفعية في الثمانينيات والتسعينيات، ولكن اكتشف لاحقا أن
الشركة قامت برشوة العديد من الوسطاء في الهند من أجل الصفقة، وكانت فضيحة تورط
فيها رئيس الوزراء راجيف غاندي.
وقال: "ربما يكون بالمه قد اكتشف أن شركة
"بوفورز" كانت فاسدة في نفس ليلة مقتله". "وهذا يعطي وسطاء
الصفقة سببا قويا لقتله، وهذا أمر تجاهلته الشرطة منذ البداية."