ملفات وتقارير

حراك دبلوماسي وعسكري وحقوقي كثيف بليبيا (ملخص)

دخول أمريكي قوي على خط الأزمة إلى جانب طرابلس وقرار أممي طال انتظاره وتصعيد فرنسي غير مسبوق ضد تركيا- جيتي
دخول أمريكي قوي على خط الأزمة إلى جانب طرابلس وقرار أممي طال انتظاره وتصعيد فرنسي غير مسبوق ضد تركيا- جيتي

شهد الملف الليبي، الاثنين، حراكا كثيفا على مستويات مختلفة، على وقع توتر بين طرابلس والنظام في القاهرة، الذي هدد مؤخرا بتحرك عسكري لدعم حليفه، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ضد الحكومة الشرعية.

 

واجتذبت مدينة "زوارة"، شمال غرب ليبيا، الأنظار باستضافتها لقاء مغلقا جمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، وقائد القوات الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، الجنرال ستيفن تاونسند، سفير واشنطن لدى طرابلس، ريتشارد نورلاند، ومسؤولين آخرين من الجانبين.

 

وطغى الجانب العسكري على المباحثات بحسب ما ورد "عربي21" من مصدر خاص، كاشفا عن عقد الغرفة المشتركة لقيادة الجيش الليبي اجتماعا طارئا لبحث مخرجاته.

 

ولفت المصدر العسكري، طالبا عدم الكشف عن هويته، عن مشاركة خبراء أتراك في الاجتماع.

 

وكانت واشنطن قد دعت جميع الأطراف إلى تجنب اتخاذ أي خطوات تصعيدية في المنطقة.

 

اجتماع الجامعة العربية
 

دبلوماسيا، جمعت مباحثات هاتفية وزير الخارجية الليبي، محمد الطاهر سيالة، بنظيره السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود.

 

وبحث الجانبان "رفض ليبيا لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري حول الوضع في ليبيا المزمع عقده يوم غدٍ الثلاثاء عبر تقنية الفيديو"، بحسب بيان للخارجية الليبية، اطلعت عليه "عربي21".

 

وإثر تأجيل الجامعة العربية اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية من الاثنين إلى الثلاثاء، دعت إليه مصر وترفضه ليبيا، أطلق المتحدث باسم قوات حفتر، تصريحات حرض فيها القاهرة ضد الحكومة الشرعية في طرابلس، زاعما أنها "تريد الوصول إلى الأهرامات".

 

ويدعم السيسي حفتر ضد الحكومة الشرعية في ليبيا منذ سنوات، وقد تلقى الأخير هزائم قاسية في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن كان على أبواب العاصمة، وحاصرها لأكثر من عام.

 

اقرأ أيضا: هكذا تناول محللون أتراك تهديدات السيسي في ليبيا

 

قرار أممي وتحرك في "الجنائية الدولية"

 

وفي جنيف السويسرية، تبنى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قرارا بإرسال بعثة تحقيق إلى ليبيا لتوثيق التجاوزات المرتكبة منذ عام 2016.

وسيكلف الخبراء في هذه اللجنة لمدة عام "بتوثيق مزاعم وقوع تجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وانتهاكات لهذه الحقوق، ارتكبها جميع الأطراف في ليبيا منذ مطلع عام 2016".

ويطلب القرار من الخبراء أن يقدموا تقريرا شفويا عن عملهم خلال الدورة الخامسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التي يفترض أن تعقد في أيلول/سبتمبر، يليه تقرير كامل خلال الدورة التالية المقررة في آذار/مارس المقبل.

وكانت طرابلس قد طالبت بإنشاء لجنة تقصي حقائق أممية بانتهاكات قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لا سيما بعد العثور على العديد من المقابر الجماعية في مناطق محررة، أبرزها "ترهونة"، فضلا عن جثث متحللة لمدنيين.

 

وبدورها حذرت مدعية المحكمة الجنائية الدولية من أنها "لن تتردد" في توسيع تحقيقاتها لتشمل جرائم جديدة بعد العثور مؤخرا على مقابر جماعية في مدينة ترهونة غرب ليبيا.


وأعلنت فاتو بنسودا تلقي مكتبها من "مصدر موثوق به (معلومات) بوجود 11 مقبرة جماعية مفترضة تضم جثث رجال ونساء وأطفال" معربة عن "قلقها العميق".


وقالت، في بيان: "قد يتعلق الأمر بأدلة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

 

ولحاجات تتعلق بـ"تحقيقات مستقبلية"، طلبت بنسودا من السلطات الليبية "مباشرة العمل على حماية مواقع المقابر الجماعية من العبث"، علما بانه تم العثور على معظمها في ترهونة على بعد 65 كلم جنوب شرق طرابلس.


وأضافت: "لن أتردد في توسيع تحقيقاتي وإطلاق ملاحقات تتعلق بجرائم جديدة" مذكرة ب"قلقها من التصعيد الخطير" للعنف في ليبيا. 

 

وفي 11 حزيران/يونيو أعربت الأمم المتحدة عن "صدمتها" إثر معلومات عن العثور على مقابر جماعية في منطقة سقطت بأيدي قوات موالية لحكومة الوفاق التي تخوض حربا منذ أكثر من عام مع قوات المشير خليفة حفتر في ليبيا. وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

 

تصعيد فرنسي ضد الدور التركي

 

ومساء الاثنين، اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تركيا بتبني سياسات "تناقض كل الالتزامات التي اعلنتها في مؤتمر برلين" بشأن ليبيا، قائلا إن أنقرة تمارس "لعبة خطيرة"، ومعتبرا أن "بواعث قلق مصر مشروعة".

واعتبر ماكرون، في تصريح من الإليزيه، أن خطوات أنقرة، التي تدعم الحكومة المعترف بها أمميا، "تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة واوروبا".

 

اقرأ أيضا: أنقرة: دعم باريس لحفتر يعرض الناتو للخطر.. وشرط للهدنة بليبيا



وقال: "أتيحت لي الفرصة بالفعل لأقول بوضوح شديد للرئيس (رجب طيب) أردوغان إنني أعتبر أن تركيا تمارس لعبة خطيرة في ليبيا اليوم تتعارض مع جميع التزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر برلين".


وأضاف أنه تحدث في وقت سابق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة الأزمة في ليبيا. 

وتابع بأن حادثا بين بحريتي البلدين "يثبت الموت السريري لحلف الأطلسي (الناتو)".

وكانت باريس قد اتهمت البحرية التركية بمضايقة فرقاطة فرنسية بالمتوسط، وهو ما نفته أنقرة.

وتتهم طرابلس باريس، وأطرافا إقليمية وعربية ودولية أخرى، بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يحارب الحكومة المعترف بها أمميا، رغم انتهاكاته المتكررة لجميع الاتفاقيات والقرارات.

التعليقات (1)
وديع
الإثنين، 22-06-2020 07:07 م
بعثة التوثيق والتحقيق شيء مهم جدا ويجب عدم اغفال أي صغيرة أو كبيرة والعناية الكاملة بالأدلة والبراهين حتى تعرض على العالم وتعود لليبيا حتى تبقى شاهدا على الهمجية والظلم والعدوان الدولي على الشعب الليبي