هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسبب قرار
السلطات السعودية بمنع الحج الخارجي لعام 1441 هـ، واقتصاره على عدد من المقيمين
بالمملكة، صدمة كبيرة للمصريين وخسارة فادحة لشركات السياحة الدينية بالبلاد.
وحتى أيام
قليلة، كان يراود شركات السياحة بمصر حلم تعويض خسائرها على مدار الأشهر الخمسة الماضية، منذ تفجر أزمة كورونا، ووقف رحلات العمرة والسفر والسياحة.
وفي الوقت
الذي تتصدر فيه مصر أعداد الحجاج العرب بنحو 87 ألف حاج الموسم الماضي، أعرب بعض
المصريين الذين كانوا يعزمون الحج لـ"عربي21"، أن "الأمل كان
يحدوهم بانتهاء الأزمة وأداء مناسك الحج".
واعتبر
الأزهر الشريف قرار السعودية حكيما وجائزا شرعا، ويراعي عدم تعطيل فريضة الحج، والحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، فيما دعا وزير الأوقاف مختار جمعة، من نوى
الحج إلى التصدق بنفقته لعلاج المرضى ومساعدة المحتاجين.
أول منع
للسعودية
ولأول مرة
منذ تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932، يتم منع أداء الحج من خارج البلاد،
فيما كان قد تم منعه بسبب أوبئة وأمراض مثل تفشي "داء الماشري" بمكة عام
357 هـ.، و"وباء الهند" عام 1246هـ، و"وباء الحجاز" عام (
1858م- 1279 هـ.)، والكوليرا والتيفود عام 1930م.
"صدمة
وخسائر حادة"
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، باسل السيسي، لفضائية "On E"، مساء الاثنين، أن
شركات السياحة المصرية ستلتزم برد مستحقات المتقدمين لرحلات الحج لديها، لافتا إلى
أن غرفة شركات السياحة تدرس شكل ونظام ردها.
ورغم أن
عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة المهندس علاء الغمري، أشاد بالقرار السعودي
كونه يحمي ملايين الحجاج، إلا أنه اعتبره "صدمة لشركات السياحة التي تعاني
كثيرا منذ بداية أزمة كورونا، ومنع العمرة قبل أشهر ليأتي القرار ليزيد من
خسائرها".
وأكد
الخبير السياحي لـ"عربي21" أن "القرار يضغط بشدة على شركات السياحة
المصرية التي سددت نحو ٢٠٠ ألف ريـال كمقدمات حجز للفنادق والطيران والخدمات
المخصصة للحجاج بالمملكة، منذ 2019".
ولفت إلى
أن شركات السياحة المصرية لم تحصل حتى الآن على مستحقاتها التي دفعتها للوكلاء
والفنادق والخطوط السعودية مقابل رحلات العمرة التي ألغيت بسبب كورونا، ثم أضيف
إليها مقدمات حجز الحج"، مطالبا السلطات السعودية بـ"الإفراج عن تلك
المستحقات".
وأشار إلى
أن "خسائر شركات السياحة لم تقتصر فقط على الحج والعمرة، بل طالت جميع الأنشطة
السياحية"، مشيرا إلى أن "الحكومة قدمت بعض الدعم للشركات من صناديق
خاصة بغرفة السياحة، كما أنها وافقت على إقراض الشركات من البنوك بفائدة نحو 5
بالمئة فقط".
"2800 شركة مهددة
بالإفلاس"
من جانبه، قال مدير شركة التنعيم للسياحة بمدينة المحلة الكبرى، محمود أمين، إن "قطاع
السياحة الدينية تعرض لخسائر لم يشهدها طوال تاريخه، وإن نحو 2800 شركة مسجلة
وتعمل من الباطن بالسياحة الدينية مهددة بالإفلاس".
وأكد
لـ"عربي21" أنهم "رغم توقعهم للقرار السعودي إلا أنه كان لديهم أمل
أن يتم تقليص الأعداد لا منعها تماما"، مشيرا إلى أن لكل شركة نحو 100 ألف
ريال سعودي لدى الفنادق وشركات الطيران مقدمات حجز للعمرة لم تتمكن من استعادتها
حتى الآن".
وأوضح أن
"الدعم الذي تقدمه الدولة بالفعل جاء في وقته، لكنه غير كاف إلا لتغطية جزء
صغير من بند الأجور التي يتم احتسابها على الأجر الأساسي".
وحول
مستقبل المهنة في ظل كورونا وإلغاء الحج والعمرة، قال إن "لديهم أملا في
انتهاء الجائحة نهاية العام واللحاق بموسم العمرة في مولد النبي صلى الله عليه
وسلم، التي ينتظرونها كثيرا لعلها تعوض بعض خسارتهم"، لافتا لاستعداد الشركات
"لاتخاذ الإجراءات الوقائية لو عادت العمرة مجددا".
"خسائر بـ 4 مليارات جنيه"
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي والأكاديمي المصري الدكتور علي عبد العزيز، أن "حجم
خسائر الشركات المصرية المسجلة في نشاط السياحة الدينية، والبالغ عددها 1833 شركة، وصل لـ 4 مليار جنيه بسبب توقف العمرة الأشهر السابقة، وقد يتضاعف الرقم مع اقتصار
الحج على المواطنين والمقيمين بالمملكة".
وقال في
حديثه لـ"عربي21": "من المؤكد أن خسائر هذه الشركات ستنعكس على
التزاماتها وأجور العاملين بها، وأيضا على عدد العاملين بها، وهو عدد ليس بالقليل
خصوصا وأن 90 بالمئة من شركات السياحة تعمل بأنشطة السياحة الدينية الحج
والعمرة".
وأوضح
الأستاذ المساعد بكلية التجارة بجامعة الأزهر أن "الحكومة المصرية دعمت بعض
هذه الشركات بقروض بلغت 50 مليار جنيه، لمواجهة التزاماتها في ظل أزمة انتشار
فيروس كورونا".
ولفت إلى
أن "الشركات ستحتاج قروضا أخرى ميسرة ودعما مشروطا بالحفاظ على العمالة،
خصوصا وأن توقف الحج والعمرة وفر على الحكومة المصرية نحو 4 مليار دولار كانت
ستذهب مقابل سفر ما يقارب 600 ألف مصري للحج والعمرة هذا الموسم".
وختم
عبدالعزيز بالقول: "يحتاج التعامل مع أزمة كورونا وهي خارجة عن إرادة الجميع
لمرونة عالية مع شركات السياحة بشكل عام حتى تستمر، وإلا فالمشهد السياحي بمصر
سيزداد سوءا خصوصا مع خسارة أكثر من 10 مليار دولار هذا العام مع توقف
النشاط".
اقرأ أيضا: هكذا علقت إيران على القرار السعودي بإلغاء الحج للدول الإسلامية