هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعربت أنقرة، الخميس، عن استيائها مما تضمنه كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، بشأن قضايا بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقال رئيس دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، إنه من غير المقبول أن يقوم مسؤولون سابقون بالولايات المتحدة باستخدام مباحثات دبلوماسية جادة، ومساع لحل عدد من القضايا بين أنقرة وواشنطن كمادة ضمن الأجندة السياسية الداخلية.
وأكد ألتون في تغريدات على "تويتر"، أن ما تضمنه كتاب بولتون يوضح أن المباحثات التي أجراها الرئيس التركي، مع نظيره الأمريكي تم نقلها بشكل خاطئ أحادي الجانب، بعد التلاعب فيها، مشيرا إلى أن الهدف من هذا "التزوير" هو تحقيق مكاسب سياسية داخلية ومنافع شخصية.
وتابع، أن أردوغان، "في كل مناسبة يتحدث علانية عن أولويات تركيا، ويدافع باستماتة عن مصالحنا، ومواقفه بخصوص عدد من القضايا مع الولايات المتحدة سواء بشأن منظمة فتح الله غولن الإرهابية، وتنظيم (ي ب ك/بي كا كا) الإرهابي، هي نفس المواقف في السر والعلن".
وأشار إلى أن "القضايا القائمة بين تركيا والولايات المتحدة حاليًا تعود لفترة حكم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما"، مشيرا إلى أن أردوغان عمل مع عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين سواء وهو رئيس للوزراء أو رئيس للدولة.
ونشرت صحيفة "وانشطن بوست"، تقريرا أشارت فيه إلى "قصة تركيا" في كتاب بولتون، والعلاقة بين أردوغان وترامب في قضايا عدة.
اقرأ أيضا: "عربي21" تطلع على نسخة من كتاب بولتون.. ماذا عن أردوغان؟
قصة تركيا بكتاب بولتون
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن القصة التركية والتي ظهر فيها ترامب وهو يطمئن أردوغان أنه "سيتولى الأمر" في تحقيق جنائي، تؤكد سوء تصرف الرئيس الأمريكي.
وأشارت إلى أنه عندما أعلن عن برج ترامب في إسطنبول في نيسان/ أبريل 2012 غردت ابنته إيفانكا تشكر أردوغان، الذي كان رئيس وزراء في حينه والذي حضر الافتتاح. وكان رجل الأعمال التركي محمد علي يالكيندانغ، الذي وصفه دونالد ترامب بـ”صديق” إيفانكا وزوجها جارد كوشنر حاضر بالافتتاح. وكان الحماس لأردوغان واضحا لدى عدد من مستشاري ترامب.
وزعمت الصحيفة، أنه في حملة 2016 تلقت شركة استشارات لمايكل فلين (مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق)، أكثر من 500 ألف دولارر من رجل أعمال تركي كان يدير فدرالية تجارية تابعة للدولة. وفي يوم الاتتخابات نشر فلين مقالا دعم فيه حملة أردوغان ضد رجل الدين فتح الله غولن الذي يعيش منفيا في الولايات المتحدة والذي ربط فلين منظمته بـ “شبكة خلايا إرهابية نائمة”.
وأضافت أن أردوغان كان يطالب بترحيل غولن، ونظر إلى مقال فلين على أنه رأي يعبر الطريق أمام ترحيله.
وأشارت إلى أنه ووفقا لكتاب بولتون، فإن أردوغان كان مشغولا في قضية أخرى وهي التحقيق الذي كان يجريه مكتب النائب العام بالمنطقة الجنوبية في نيويورك في تعاملات مصرف خلق التركي ورجل الأعمال التركي- الإيراني رضا زراب.
وتذكر الصحيفة، أنها كشفت بتقرير في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 عن لقاءات غريبة جرت في 21 أيلول/ سبتمبر 2016 حيث دعا أردوغان وزوجته للإفراج عن زراب في زيارة منفصلة إلى نائب الرئيس جو بايدن وزوجته جيل.
أردوغان وبنك خلق.. موقف ترامب
وأضافت أن انتخاب ترامب، وفر فرصة لأردوغان، وتم عزل فلين كمستشار للأمن القومي في شباط/فبراير 2017 ولكن أنقرة كان لها خط جديد في علاقة إيفانكا ترامب مع يالكيندانغ، الذي عين مديرا لمجموعة تجارية "لعلاقته القريبة مع رئيس الولايات المتحدة".
ولفتت إلى أن الحملة زادت لإنهاء عملية محاكمة بنك خلق وترحيل فتح الله غولن. وفي 24 شباط/ فبراير 2017 اتصل جولياني مع النائب العام الأمريكي بريت برارا ليقول إنه مسافر إلى أنقرة لكي يمثل زراب. وبحسب بيان جولياني المقدم للمحكمة الفدرالية فإنه كان يضغط على وزارة العدل “للتوصل إلى نوع من الإتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا” لتقوية “مصالح الأمن القومي الأمريكية”.
وعزل ترامب برارا في آذار/مارس 2017 إلا أن التحقيق في بنك خلق استمر تحت إشراف نائب عام جديد وهو جيفري بيرمان، وهو ما أغضب الرئيس الأمريكي. وظل القس برنسون الذي اعتقلته تركيا بالسجن في حينها.
القس برنسون والمفاوضات بين ترامب وأردوغان
وأضافت أن ترامب أراد الإفراج عن القس برنسون، لكن أردوغان اتصل به في تموز/يوليو 2018 متهما غولن بأنه هو الذي يقف وراء التحقيق في بنك خلق أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون كتب أن أردوغان يريد إلغاء التحقيق في بنك خلق، لكن ذلك لم يكن ممكنا، فيما أراد ترامب إطلاق سراح برنسون ولم يحب فكرة تهديده ولهذا أعلن عن نيته معاقبة تركيا.
اقرأ أيضا: ترامب يجدد هجومه على بولتون.. وبومبيو يصفه بالخائن
وذكرت أن كوشنر تدخل مباشرة، وبحسب بولتون فقد اقترح نائب الرئيس مايك بنس، أن يقوم صهر ترامب بالحديث مع وزير المالية براءات ألبيرق.
وفي كتابه زعم بولتون، أنه أخبر وزير الخارجية مايك بومبيو، وزير الخزانة ستيفن منوشين عن قناة "الأصهار الجديدة" فانفجر كلاهما.
وأفرج عن برنسون في تشرين الأول/أكتوبر 2018 ووصل إلى واشنطن حيث عقد لقاء مع ترامب، ووفقا للصحيفة، فإن الأخير كان عازما على عرقلة تحقيقات بنك خلق عندما التقى أردوغان في 1 كانون الاول/ديسمبر 2018 في قمة العشرين ببيونس أيرس.
ويذكر بولتون، أن أردوغان، أخبر ترامب أن البنك بريء تماما، والذي بدوره أكد أنه سيتولى الأمر، قائلا "إن المحققين في المنطقة الجنوبية ليسوا جماعته، بل جماعة أوباما، وسيتم حل المشكلة بعد استبدالهم".