هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت العملية الأمنية
التي استهدفت مليشيات شيعية مقربة من إيران ببغداد، تساؤلات عدة حول تفاصليها
وتداعياتها على المشهد العراقي، كونها تعد -بحسب مراقبين- الخطوة الأجرأ منذ تشكيل
حكومة مصطفى الكاظمي في أيار/ مايو الماضي.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي، الجمعة، أن "جهاز مكافحة الإرهاب ألقى القبض على 14 متهما، وهم عديد كامل المجموعة مع المبرزات الجرمية المتمثلة بقاعدتين للإطلاق على مقرات حكومية بالمنطقة الخضراء وسط بغداد".
"تعامل
انتقامي"
وتعليقا على الموضوع، رأى النائب في البرلمان العراقي عبد الهادي السعداوي في حديث لـ"عربي21" أن "الحشد الشعبي جهاز أمني تابع للدولة العراقية، وأن أي تصرف خارج هذا الإطار يعد تصرفا شخصيا يؤدي إلى زعزعة الأجهزة الأمنية فيما بينها".
وأضاف النائب عن ائتلاف
دولة القانون بزعامة نوري المالكي، أنه "ليس من صلاحية رئيس الوزراء القائد
العام للقوات المسلحة، إصدار أوامر لاعتقال عناصر من حزب الله بدون أوامر قضائية
وسابق إنذار".
وأوضح أن "القائد
العام للقوات المسلحة هو مسؤول عن جميع الأجهزة الأمنية، وعليه أن يتعامل مع
الموضوع كرجل دولة، وليس بتعامل انتقامي يؤدي إلى حدوث زعزعة بين الأجهزة
الأمنية"، مشددا على أن "هذه التصرفات غير مقبولة".
وأكد في الوقت ذاته ضرورة أن "يخضع الجميع للدولة، فإننا لا نقبل بالسلاح المنفلت، والعشائر
لديها سلاح والعصابات الإجرامية أيضا. أما الأجهزة الأمنية الموجودة فلا يتم
التعامل معها كأنها عصابة خارج إطار الدولة".
ونوه السعداوي إلى أنه "كان الأجدر بالقائد العام للقوات المسلحة أن يتعامل مع الموضوع ضمن الإطار
القانوني والإداري، فبإمكانه أن يوبخ ويحاسب أو يعاقب المسيئين ضمن هذه الفصائل
المرتبطة بالحشد الشعبي وفق ذلك".
تفاصيل جديدة
من جهته، كشف الخبير الأمني العراقي مؤيد الجحيشي في حديث لـ"عربي21" عن تفاصيل جديدة للعملية الأمنية، بالقول إن "التحرك الأمني جاء بعد إخبارية مؤكدة من الجانب الأمريكي بوجود عملية لإطلاق صواريخ بعيدة المدى على المنطقة الخضراء".
وأوضح أن "هذه
الصواريخ ليست من نوع كاتيوشا كما يجري في كل مرة، لأن المنطقة التي ألقي فيها القبض
على المجموعة جنوب بغداد، تبعد عن المنطقة الخضراء ومطار بغداد بنحو 10 كيلومترات،
وصواريخ كاتيوشا مداها لا يتجاوز الـ6 كيلومترات".
وتابع الجحيشي قائلا؛ "إن الصواريخ التي كانت هذه المجموعة تنوي إطلاقها هي (أرض أرض) محدثة من نوع لونا الروسية، فالموضوع لم يكن صواريخ كاتيوشا، إضافة إلى أن المجموعة كانت
تنوي شن عملية عسكرية على المنطقة الخضراء بعد إطلاق الصواريخ".
وأشار إلى أن
"القوات الأمريكية التي كشفت المخطط، دعمت العملية الأمنية لوجستيا بطائرات
مسيرة، مع قوات مكافحة الإرهاب والمخابرات العراقية، لإجهاض الهجمات قبل وقوعها
وإلقاء القبض على المجموعة".
وبحسب الجحيشي، فإن
"من ألقي القبض عليهم عددهم 19 عنصرا من ضمنهم جنرال إيراني واثنان من
الفنيين، وقيادات من كتائب في حزب الله، أما من جرى الحديث عن الإفراج عنهم، فهؤلاء
الذين تجمعوا عند المنطقة الخضراء، وتوسط هادي العامري للإفراج عنهم".
هل من تداعيات؟
وبخصوص تداعيات هذه العملية الأمنية على الوضع في العراق، ولا سيما الجهة التي ألقي القبض على عناصرها، تعد من أقوى الفصائل الشيعية القريبة من إيران، استبعد الجحيشي أن يكون لها تداعيات.
وقال الخبير الأمني إن
"هذه العملية لن تتبعها سلسلة عمليات تستهدف المليشيات المسلحة، لأن الحدث
الكبير والإخبارية التي وردت من الأمريكان، هي من كان وراء تنفيذ مثل هذه العملية،
وليست النية مبيتة من الحكومة العراقية".
ورأى الجحيشي أنه
"إذا أقدمت المليشيات الولائية (مولية لإيران) بأعمال استفزازية تهدد قادة
جهاز مكافحة الإرهاب أو غيرها من الأعمال، فإن الأمور ستتطور وتتسلسل بعدها
الأحداث، لكن الأمور حتى الآن هادئة، ولم تحصل أي تطورات".
وعقب العملية الأمنية،
توعد المسؤول الأمني في "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري بالرد على
رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، واصفا إياه بـ"المسخ" الذي أراد أن يخلط
الأوراق ويضيع قضية مشاركته بجريمة قتل سليماني والمهندس ورفاقهما، في إشارة إلى قاسم
سليماني وأبو مهدي المهندس.
وزعم العسكري في تغريدة على "تويتر" أن عناصر الحشد الشعبي تمكنوا في
"صولة حيدرية حسينية" من تحرير المعتقلين، متعهدا بالرد على الحكومة
دائما والتربص بها.
لكن قيادة
العمليات المشتركة نفت الإفراج عن المعتقلين، موضحة في بيان أنه جرى تشكيل
"لجنة تحقيقية خاصة برئاسة وزارة الداخلية وعضوية الأجهزة الأمنية"، وأن
المتهمين أودعوا لدى "الجهة الأمنية المختصة حسب العائدية؛ للتحفظ عليهم إلى
حين إكمال التحقيق والبت بموضوعهم من قِبل القضاء".
اقرأ أيضا: "حزب الله" يقتحم مقرا أمنيا ببغداد بعد اعتقالات طالت عناصره