حول العالم

تصوير القفازات المتروكة.. هواية جديدة في زمن كورونا

ينزل إيشي من الحافلة أحيانا لتصوير قفاز حتى قبل أن يصل إلى وجهته - أ ف ب
ينزل إيشي من الحافلة أحيانا لتصوير قفاز حتى قبل أن يصل إلى وجهته - أ ف ب

عندما يرى قفازا مرميا في الشارع في مدينته طوكيو، لا يستطيع كوجي إيشي أن يقاوم... فيقف ويلتقط صورا لتوثيق وجوده.

 

وخلال أكثر من 15 عاما، صوّر إيشي عددا كبيرا من القفازات المفردة المرمية في شوارع طوكيو وخارجها وحرص على توثيق التواريخ وكل التفاصيل المتعلقة بها بدقة.

ويعتبر إيشي البالغ من العمر 39 عاما أن هذا الأمر هو شغف لكنه يقول إنه "لعنة" أيضا. ويوضح لوكالة فرانس برس "أعيش مع خوف دائم من احتمال وجود قفاز في الجوار. لا يمكنني وصف الأمر سوى باللعنة".

وهو ليس الوحيد الذي يملك هذا الشغف. ففي أنحاء العالم، ظهرت ثقافة مزدهرة لتوثيق القفازات المفردة المرمية مع العديد من حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مخصصة لهؤلاء مثل "لونغ لوست غلوفز" و"لوست غلوف سايتنغز".

وقد شارك النجم توم هانكس محبيه صورا لإكسسوارات متروكة حتى إنه شارك أخيرا صورة لقفاز مستشفى مهمل عند إعلانه عن إصابته بكوفيد-19. لكن إيشي هو الأبرز في تصوير القفازات المهملة.

بدأ هوسه في العام 2004 عندما رأى قفاز عامل أصفر اللون مرميا قرب منزله وقرر التقاط صورة له بهاتفه الجديد القابل للطي. ويقول عن تلك التجربة "شعرت بصدمة مشابهة للإصابة بصاعقة". ومنذ ذلك الوقت، صوّر أكثر من خمسة آلاف قفاز موثّقا المعلومات الخاصة بها.

اضافة خبر متعلق


 وكان يعثر عليها مرمية في الشوارع وفي قنوات المياه أو معلقة على المخاريط المرورية أو حتى شواطئ البحر. وإيشي الذي يعمل في مطعم، لا يلمس تلك القفازات. بل يقوم ببساطة بتصوير كل واحد منها ويسجل تفاصيل عن الموقع الذي عثر عليه فيه.

"ظاهرة ديناميكية"

يقول إيشي إن عامل الجذب يكمن في تخيل كيف وصل القفاز إلى هذا المكان ومن كان يضعه. ويضيف "أتخيل الناس الذين كانوا هنا، شخص ما استخدمه للعمل أو شخص آخر كان لطيفا والتقطه من الأرض".

وأدت جائحة كوفيد-19 إلى وضع العديد من الأشخاص القفازات عندما يكونون موجودين في الخارج من أجل السلامة الشخصية، وهو أمر يعتبر الجائزة الكبرى لإيشي.

ويتابع "في صيف 2020، قد نرى الكمية نفسها من القفازات المرمية كما في الشتاء". يشير إيشي إلى قفاز جلدي على سياج إلى جانب الطريق.

ويقول "القفازات المرمية ظاهرة ديناميكية" مضيفا أنه غالبا ما يزور المكان نفسه مرات عدة لمراقبة أي تغيرات، وفي إحدى المرات صوّر القفاز نفسه أقلّه في ثمانية مواقع مختلفة لكن متجاورة.

ويروي إيشي "أدركت أن عدم تسجيل موقع قفاز ما اختفى حاليا يعني أنني فقدت قطعة مهمة". منذ ذلك الحين، عاد إلى حوالى مئة موقع لا يوجد فيها أي قفاز وغالبا ما يلاحظ فيها تغير المشهد بما في ذلك مبان مهدمة أو أعشاب أطول.

وافتتان إيشي بتصوير القفازات يدفعه أحيانا إلى النزول من الحافلة قبل وصوله إلى وجهته لأنه رأى قفازا. لكنه يشير إلى أن ذلك غالبا ما يشكل فرصة لرؤية بعض اللطف في مدينة ضخمة يعتبر سكانها أحيانا باردين.

وتتقبل زوجة إيشي وابنته هوسه وتشاركانه أحيانا مواقع قفازات متروكة لكنه مقتنع بأن هناك أشخاصا آخرين يشبهونه في التفكير.

ويتابع "من المفترض أن يكون هناك أشخاص في أنحاء العالم لديهم مشاعر تجاه شيء انفصل عن نصفه الآخر... أريد أن أجتمع مع هؤلاء الأشخاص في يوم من الأيام، وأطلق على اللقاء "غلوف 7".

التعليقات (0)