قضايا وآراء

جائحة 30 يونيو.. ويوليو الانقلابات (1-3)

أحمد عبد الجواد
1300x600
1300x600
تعود ذكرى جائحة 30 حزيران/ يونيو لتطل برأسها من جديد، وتقفز للذاكرة أحداث مجازر ارتكبها عسكر السيسي، وجيش كامب ديفيد، ومليشيا الانقلابات. مجازر لم ولن تغيب عن الذاكرة، وستبقى شاهدة على المستنقع القذر الذي أسست له جائحة 30 حزيران/ يونيو، ووضعت الأساس للقتل الممنهج خارج سياق القانون. وستبقى جائحة 30 حزيران/ يونيو وصمة عار وجريمة لا تسقط بالتقادم.

ونعيد هنا بعض الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب المصري عقب تلك الجائحة.

في الثامن من تموز/ يوليو 2013 قُتل وأُصيب المئات أمام دار الحرس الجمهوري بمدينة نصر، بعد هجوم عناصر من الجيش على المعتصمين في أثناء تأديتهم صلاة الفجر. وفي العشرين من تموز/ يوليو 2013 ارتقت أربع فتيات في عمر الزهور بالمنصورة، بعد هجوم نفذه بلطجية مدعومون من الشرطة المصرية. وشهد السابع والعشرين من شهر تموز/ يوليو 2013 مقتل تسعين مواطنا، في هجوم لأفراد الشرطة والجيش في محيط ميدان رابعة العدوية (مجزرة المنصة).

وفي 14 آب/ أغسطس 2013 حدثت أكبر المذابح في ما عُرفت بمجزرتي فض اعتصام رابعة والنهضة، حيث قامت قوات الأمن والجيش بقتل الآلاف من المعتصمين. وفي السادس عشر من آب/ أغسطس الدموي 2013 قامت قوات الأمن والجيش بإطلاق النار بطريقة عشوائية على المتظاهرين المعترضين على فض اعتصامي رابعة والنهضة، في مناطق عديدة بمصر (في سموحة والقائد إبراهيم بالإسكندرية، ومسجد حمزة بالسويس، وكذلك ميدان رمسيس بالقاهرة)، في ما عرفت بجمعة الغضب الثانية.

واستمرارا للمجازر التي ارتكبتها مليشيات الانقلاب، ففي الثامن عشر من آب/ أغسطس 2013، ارتكبت جريمة بشعة، حيث شهد هذا اليوم مقتل أكثر من ثلاثين معتقلا حرقا وخنقا داخل سيارة ترحيلات كانت متجهة لسجن أبو زعبل.

وفي السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 2013، حيث ذكرى حرب أكتوبر 1973، تم قتل ما يقارب من 53 مواطنا على يد قوات جيش كامب ديفيد، ومليشيات الشرطة، في ذكرى انتصارات أكتوبر!

واستمرت المجازر بلا توقف ولا هوادة. ففي الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2014، تم قتل تسعين مواطنا في أعمال بلطجة نفذتها قوات السيسي ومحمد إبراهيم، وزير الداخلية المنقلب آنذاك، في الذكرى الثالثة لثورة يناير التي أطاحت بالكنز الاستراتيجي للكيان الصهيوني، حسني مبارك.

وفي شهر أيار/ مايو 2014 أيضا، شهد مقتل عشرات المواطنين في منطقتي حلوان والمطرية على يد قوات الأمن.

وتأبى المنظومة الانقلابية السيساوية الصهيونية إلا تحويل ذكرى ثورة يناير لذكريات مريرة وأليمة، حيث شهد يوم الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2015 مقتل 25 متظاهرا في المطرية.

وشهد الثامن من شباط/ فبراير 2015 أيضا، مقتل ما يقارب 40 من رابطة مشجعي نادي الزمالك (وايت نايتس)، بعد محاصرتهم في أقفاص حديدية خارج ملعب الدفاع الجوي، وذلك على غرار مقتل 74 من مشجعي النادي الأهلي، في ما عُرفت بمجزرة إستاد بور سعيد.

ولم تتوقف المجازر التي ارتكبها ويرتكبها عسكر السيسي وجيش كامب ديفيد على ميادين الاعتصام والتظاهر، بل تطور الأمر للإخفاء القسري والقتل خارج إطار القانون، والقتل البطيء داخل مقار الاحتجاز والسجون.

ولم يتوقف الأمر على المتظاهرين ورافضي الانقلاب فقط، بل وصل الأمر لشن حرب عسكرية شاملة في سيناء بحجة مكافحة الإرهاب، المستمرة حتى الآن دون نهاية واضحة، أثمرت عن هدم المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد، وتهجير الآلاف من أهالي سيناء. كذلك شهدت مصر مقتل عشرات إن لم يكن مئات الأطباء في أثناء تصديهم لجائحة كورونا، بعد أن تخلت عنهم المنظومة الانقلابية لتتركهم فريسة سهلة للجائحة، مع عدم توفير التجهيزات الطبية اللازمة.

الخلاصة تؤكد أن جائحة 30 حزيران/ يونيو بكل ما ترتب عليها، أشد خطرا على المصريين، وأكثر فتكا بهم من كورونا.
التعليقات (1)
الكاتب المقدام
السبت، 04-07-2020 02:05 ص
... الحاكم المستبد قديماً أو حديثاً هنا أو هناك، ليس له إلا أسلوب واحد وطريق واحد لايتغير، وبداية ونهاية تبدوا وكأنها قدر يساق إليه، ومصير مكتوب على شعبه الذي صدق أمانيه الباطلة ووعوده الكاذبة، سواءً ممن دعموه وشاركوه وزينوا له دجله، أو ممن أيدوه وشجعوه وصفقوا له وتغنوا بأمجاده المزورة وحكمته المغشوشة، وبرروا جرائمه في حق من انقلب عليهم وخان وعوده لهم، وجنرالات الانقلابات العسكرية يشتركون في صفة كونهم من ذوي الفكر المشوه والعقائد الخاوية، وهم مرتزقة يسهل على العدو الأجنبي أن يجندهم لتحقيق مصالحه، وجنرالات الانقلابات يضحون بشعوبهم في سبيل تأمين بقائهم على عروشهم، فالمأفون ناصر كان يستعرض جيشه أمام المغيبين من شعبه الذين يهللون له، ويتغنى بطائراته المقاتلة وصواريخه البعيدة المدى التي أعدها لإلقاء اسرائيل في البحر، وظن هؤلاء الدهماء الذين صدقوا دجلهم أنهم سيقضون صيف 1967 على شاطئ البحر في حيفا ويافا، فاستيقظوا وهم يرون ناصرهم وعصابته، وقد ألقوا بأبناءهم من المجندين بنظام السخرة دون إعداد أو قيادة أو تسليح في صحراء سيناء ليقدمهم قرباناً لآلهة بني صهيون استرضاء لهم وحفاظاً على عرشه، ولكن الله أخذه أخذ عزيز مقتدر، ليلحق بفرعونهم الذي عظموه وتسموا باسمه واتبعوا خطاه، والسيسي دجال جديد من الدجالين الذين حُذرنا منهم في السنة الشريفة، وسيقود شعبه من المغيبين الذين صدقوا دجله واتبعوا خطاه إلى مصير محتوم، إلا أن يفيقوا من غيهم، ويستغفروا ربهم ويواجهوا عدو الله وعدوهم، ويقفون أمام الغزوة الصهيونية الصليبية الجديدة واتباعها من حكامنا الذين يستهدفون تغيير عقيدتنا وتشويه هويتنا.