هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعهد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بمحاسبة الجهات التي تقف وراء الضربة الجوية الأخيرة على قاعدة "الوطية" في ليبيا.
وقال
تشاووش أغلو خلال مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، وترجمتها
"عربي21" إن "حكومة الوفاق الليبية، التي تدعمها تركيا، مصممة على
استئناف هجومها ضد قوات حفتر، بحال لم تنسحب الأخيرة من ميناء سرت الاستراتيجي
وقاعدة الجفرة، التي تضم أكبر نظام دفاع جوي بالبلاد".
وأشار
إلى أن "هناك تحقيقا لتحديد المسؤول عن هجوم قاعدة الوطية (..)، التي يتواجد
فيها طاقم فني تركي للتدريب، ولكنه لم يصب أيا منهم بأذى"، متعهدا في الوقت
ذاته بـ"دفع الثمن، مهما كان الفاعل".
وألمح
الوزير التركي إلى أن بلاده "قد تدعم أي هجوم تقوم به حكومة الوفاق الليبية،
طالما كان شرعيا ومنطقيا"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن روسيا تقدمت بخطة لوقف
إطلاق النار، خلال محادثات بإسطنبول الشهر الماضي، لكن حكومة طرابلس طالبت بضرورة
انسحاب حفتر من سرت والجفرة.
ولفت
تشاووش أوغلو إلى أن مطالبة حكومة الوفاق الليبية تستند لأهمية العودة إلى اتفاق
عام 2015، معتقدا أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، يعتمد على تلبية الطرفين لهذه
الشروط المسبقة.
اقرأ أيضا: رئيس الأركان الليبي: تركيا ساندتنا بتحرير طرابلس (شاهد)
وأجاب
وزير الخارجية التركي على سؤال حول تدهور الأزمة الليبية بسبب تدخل أنقرة، قائلا:
"نحن لا نريد أي تصعيد أو حرب بالمنطقة، لكن حلفاء حفتر يتورطون مع
انقلابه".
ونقلت
صحيفة "فايننشال تايمز"، عن المختص الأمني التركي شان قصب أوغلو، قوله:
"استراتيجية أنقرة النهائية قائمة على هزيمة حفتر، لكي تحظى بموقف قوي في المفاوضات المستقبلية"، مؤكدا أن "هذه مهمة دفاعية محفوفة بالمخاطر،
لكن يمكن إنجازها"، وفق تقديره.
من
جهته، رأى الباحث الألماني ولفرام لاتشر، أن "وقف إطلاق النار يصطدم بالمصالح
المتنافسة بليبيا"، منوها إلى أن "هناك حشدا عسكريا من كل طرف، ولكن ليس
بالضرورة يمهد للتصعيد، نظرا لرغبة روسيا وتركيا في تجنب المواجهة المباشرة".
وتابع
لاتشر: "حتى لو اتفقت روسيا وتركيا على خطوط فاصلة، فالسؤل يتمحور حول مدى
قبول حفتر بهذا الاتفاق، في ظل امتلاكه مساحة مناورة بدعم مصري وإماراتي".
وفي
سياق متصل، أكدت الصحيفة أن "دبلوماسيين يحذرون من مواجهة مباشرة بين الدول
الأجنبية، سواء التي تدعم حفتر، أو تساند حكومة الوفاق الليبية"، معربين عن
أملهم في أن يؤدي تغيير موازين المعركة الأخيرة، لإحياء العملية السياسية التي
ترعاها الأمم المتحدة.