هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار خطاب اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر وسط جمع من مسلحي التيار السلفي "المداخلة" ووصفهم بجنود الله المؤمنين وأنهم مؤيدون من الله، كثيرا من التساؤلات حول أهداف الجنرال العسكري من هذه المغازلة، وما إذا كان يخطب بها ود "السعودية" ودعمها.
وقال حفتر، خلال زيارته مقر كتيبة "طارق بن زياد" التابعة لتيار "المداخلة" في مدينة بنغازي إن "كل التقدير والاحترام للتيار السلفي" وأنه يرفض أي إهانة أو اتهام لهم، واصفا إياهم بأنهم قمة في الثبات والعطاء وأن النصر دائما حليف وداعم لهم في معاركهم ضد "العدو"، وفق زعمه.
"تحريض ومغازلة"
وأشار حفتر خلال خطابه، الذي غلب عليه البعد الديني والعاطفي، إلى أن "السلفيين ظُلموا ولم يقدروا بما ينبغي رغم أنهم وطنيون من الدرجة الأولى، خاتما كلامه بأن "المداخلة" هم أمل الأمة الليبية في التخلص من المعتدين"، كما قال.
مراقبون للخطاب رأوا أنها "محاولة لاستعطاف واسترضاء مسلحي "المداخلة" بعدما قويت شوكتهم وظهر في بعض أوساطهم التململ من هزائم حفتر في الغرب الليبي"، وأنه يسعى من وراء هذه المغازلات إلى كسب ود ودعم "الرياض"، كما توقعوا.
وطرح هذه الخطاب الآن بعض التسالاؤت من قبيل: ما أهداف حفتر من "مغازلة" المداخلة المتورط أغلبهم في جرائم قتل وخطف؟ وهل أصبحوا ورقته الأخيرة في شرق البلاد؟ وما علاقة السعودية بالأمر؟
اقرأ أيضا: حفتر يهاجم أردوغان ويعترف بالتقصير أمام "المداخلة" (شاهد)
"حشد لمعركة أخيرة"
من جهته، أكد الضابط الليبي ومساعد الحاكم العسكري في بنغازي سابقا، عقيد طيار سعيد الفارسي أن "هذا الخطاب في هذا التوقيت وبهذه اللغة محاولة ومغازلة لكسب ود ودعم السعودية وضمان عدم تخليهم عنه وعن مشروعه سياسيا بعدما فقد بعض الداعمين الإقليميين".
وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "هذه الكتيبة السلفية التي زارها وألقى فيها خطابه تعتبر بمثابة الذراع اليمنى له في شرق البلاد وتنفذ كل تعليماته بل وجرائمه هناك، لكني أتوقع أن حفتر في أيامه الأخيرة الآن وسوف يتمترس خلف المداخلة حتى النهاية وقد يحشدهم في معركته الأخيرة التي أراها قريبة جدا"، وفق قوله.
"إثبات قوة وولاء"
الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد رأى أن "زيارة حفتر للكتيبة المدخلية المعروفة باسم "طارق بن زياد" لها عدة دلالات، أبرزها أنه يريد أن يظهر أمام حاضنته الشعبية في مظهر القوة، خاصة بعد حالة العزلة المفروضة عليه وتجنب كثير من الأطراف التواصل معه والتواصل مع عقيلة صالح بدلاً منه".
وفي حديثه لـ"عربي21" أضاف: "أيضا فإن المداخلة السلفيين يوالون حفتر بشكل مطلق، وتعويل الأخير عليهم في هذه المرحلة أمر مهم لأن المليشيات القبلية التي كانت تقاتل معه في حالة تفكك وتوجس من مصيرها في المعركة القادمة بعد الهزيمة الموجعة في جنوبي طرابلس"، بحسب كلامه.
اقرأ أيضا: مظاهرات قبلية ضد مداخلة "حفتر" بالشرق الليبي.. ما نتائجها؟
وتابع: "كذلك فإن مدح حفتر لتيار السلفية المداخلة يأتي في وقت تشهد فيه الدبلوماسية السعودية حراكا نشطا مع دول المغرب العربي، وهو ما يمكن أن يفهم منه أن حفتر يريد الدعم السعودي المالي والسياسي في ظل تضييق أمريكي واضح ضده"، كما رأى.
في حين قال المحلل السياسي الليبي، إسماعيل المحيشي في حديث لـ"عربي21"، إن "حفتر يريد الحفاظ على التيار المدخلي كونهم مقربين منه وينفذون تعليماته حتى لو تأكد له أن هذا التيار بعيد جدا عن مفهوم السلف الصالح، ورغم ما يقوم به هؤلاء المسلحون من مخالفات وعلى رأسهم محمود الورفلي المقرب من حفتر إلا أن الأخير يصر على بقائهم حوله".