هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات تقريرا تحدث فيه عن ظهور جنود مصريين على خط المواجهة مع القوات التركية في سوريا، وذلك وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام التركية.
وقال المركز الروسي، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن وسائل الإعلام التركية نشرت معلومات مهمة تتعلق بوجود جنود مصريين على خط المواجهة مع القوات التركية في محافظة إدلب السورية لا يتجاوز عددهم 150 عنصرا. ولكن تدخل طرف جديد في الصراع السوري سيكون له عواقب وخيمة.
وسبق أن انفردت "عربي21" بنشر تسجيل صوتي يوثق تواجد جنود مصريين في سوريا.
اقرأ أيضا: تفاصيل جديدة لـ"عربي21" عن الجنود المصريين في سوريا
ونقل المركز الروسي عن وكالة "الأناضول" التركية، أن "القوات المصرية وصلت إلى المنطقة عبر قاعدة حماة الجوية وتتمركز في خان العسل".
وبحسب المتحدث باسم الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا، يوسف الحمود، فإن "هذه الخطوة التي اتخذها المصريون، تعتبر تحديا لأردوغان".
وذكر المركز الروسي أن هذا الخبر أثار موجة من الغضب في تركيا، عكسته شبكات التواصل الاجتماعي.
وتدعم مصر والإمارات الجنرال خليفة حفتر في ليبيا، الذي كاد أن يستولي جيشه على طرابلس، ولكن تم صده بدعم من الجيش التركي.
وفي الوقت الحالي، تخشى مصر من تنامي النفوذ التركي في ليبيا، لذلك تبنى البرلمان المصري وثيقة تطرق فيها إلى "التهديدات التي تتعرض لها مصر من الحدود الغربية" مع ليبيا.
غاز المتوسط
وبالنسبة لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، تقوم سياسة بلاده في ليبيا على "الدعم النزيه لزعماء القبائل"، بيد أن القاهرة تحاول في الحقيقة حماية مصالحها الاقتصادية في المنطقة. فقد عملت مصر على تطوير حقول الغاز في حوض الشام (شرق البحر الأبيض المتوسط، بمحاذاة شواطئ شمال أفريقيا وآسيا الصغرى) وتصدير الغاز إلى جنوب أوروبا.
وبين المركز أن حجم إنتاج الغاز بلغ 30 مليار متر مكعب. وفي نهاية عام 2018، وقّعت مصر اتفاقية مع قبرص لبناء خط أنابيب غاز إلى حقل أفروديت قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة قبرص. وتقدر احتياطيات الحقل بنحو 850 مليار متر مكعب من الغاز، وهو محل اهتمام العديد من البلدان، بما في ذلك تركيا.
من جهتها، تأمل مصر استغلال غاز البحر الأبيض المتوسط لإنعاش الاقتصاد، حيث خسرت 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بسبب الأزمة التي طالت قطاع السياحة جراء جائحة كوفيد-19، و10 بالمئة بسبب توقف تحويلات المصريين العاملين في دول الخليج.
اقرأ أيضا: دوافع محتملة لإرسال النظام المصري جنودا إلى شمال سوريا
وأشار المركز الروسي إلى أن تركيا وجهت ضربة لمصر بتوقيع اتفاقية لإعادة ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا وشمال قبرص في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، ما يقطع مسار خط أنابيب الغاز المخطط إلى أفروديت. ونتيجة لذلك، اضطرت القاهرة لاقتراض 2.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي الذي عرض عليها 5.2 مليار دولار، إلا أن السيسي لم يجرؤ على تقبل هذا العرض، نظرا لأن صندوق النقد الدولي يضع شروطا سياسية صارمة ويطالب بزيادة الضرائب على السكان مقابل ذلك.
الصدام عسكريا
عندما ظهر الجنود المصريون في سوريا على الحدود مع تركيا، بدأ الخبراء العسكريون في تقييم الفرص النسبية لحدوث مواجهة عسكرية بين القوتين التركية والمصرية. وفي حين تتفوق مصر على تركيا عدديا، ينفق أردوغان أموالا طائلة على تكوين جيش محترف وإنشاء صناعة عسكرية عصرية.
وحققت القوات التركية انتصارات عدة، ونجحت في مساعدة حكومة الوفاق في طرابلس على صد الهجوم الذي قاده حفتر على العاصمة.
بالنسبة للسيسي، فإن الوضع في مصر خطير، حيث يدعم حوالي نصف السكان الرئيس الراحل محمد مرسي، الذي كان مقربا من أردوغان. وعلى هذا الأساس، قد يتعين على السيسي الاستعداد للحرب على جبهتين داخلية وخارجية، على عكس أردوغان.
الناتو وأمريكا
وأوضح المركز الروسي أن انتماء تركيا إلى الناتو يلعب دورا هاما.
ورغم عدم إظهار الولايات المتحدة دعمها لأردوغان في مواجهة مصر علنا، إلا أنها تدعمها وراء الكواليس، بينما يدعم الاتحاد الأوروبي عبد الفتاح السيسي بحذر على أمل منع موجة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا إذا استمرت الحرب في ليبيا.
ويعتقد معظم الخبراء العسكريين أن احتمال اندلاع أعمال عدائية واسعة النطاق بين الجيش التركي والمصري غير واردة، إلا أنه من غير الممكن تجنب الاشتباكات بين الجنود المصريين وأتباع الأتراك في سوريا بما في ذلك في إدلب.