هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
واصلت الصحف الإسرائيلية الأربعاء، تغطيتها لاتفاقية التطبيع مع الإمارات العربية المحتدة، وتناولت تفاصيل تتعلق بمسار العلاقات بين الجانبين، قبل التتويج والإعلان الرسمي الأسبوع الماضي.
وذكرت صحيفة "هآرتس"
العبرية، في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد 20 عاما من العلاقات
السرية، فقد تم تعيين البعثة الإسرائيلية في أبوظبي للترقية"، مشيرة إلى أن تل
أبيب أقامت علاقات دبلوماسية سرية مع الإمارات، قبل أن تصبح "مرئية".
ولفتت الصحيفة إلى أن البعثة
الإسرائيلية في الإمارات كانت تعمل قبل التطبيع الرسمي، تحت غطاء الوكالة الدولية
للطاقة التابعة للأمم المتحدة، منوهة إلى أن أنشطة الموساد لم تتوقف بالمنطقة، إلى
جانب مساعي وزارة الخارجية الإسرائيلية في الخليج العربي خلال العقدين الماضيين.
وأكدت الصحيفة أن المسؤولين
الإسرائيليين حافظوا على اتصالات مستمرة مع مسؤولين حكوميين إماراتيين، وشخصيات
غير رسمية، وشركات تجارية، مبينة أنه "خلال السنوات الماضية كان هناك ارتفاع
في عدد زيارات الوفود الإسرائيلية الرسمية إلى الدول الخليجية".
اقرأ أيضا: إقالة متحدث سوداني بعد إعلان تأييده للتطبيع مع الاحتلال
وذكرت أن أربعة وفود إسرائيلية قامت
بزيارة دولة الإمارات بين عامي 2016 و2018، بينما قام 15 وفدا إسرائيليا بزيارة
الإمارات خلال عام 2019 وحده، مؤكدة أن "هذه الأرقام لا تشمل أيضا رجال
الأعمال الإسرائيليين الذين سافروا بشكل مستقل".
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة
الخارجية الإسرائيلية ساعدت حوالي 500 شركة من تل أبيب للعمل في أبوظبي، موضحة أن
"حوالي 10 شركات إسرائيلية، كانت تطلب بشكل أسبوعي، المساعدة في الاتصال
بالشركات الإماراتية".
استثمار إسرائيلي
ولفتت إلى أن الوزارة الإسرائيلية
استقبلت أيضا خلال السنوات الماضية، رجال أعمال إماراتيين، وساعدت في ربط شركات
التصدير بنظيراتها الخليجية، مبينة أنها "تدير حاليا 20 مشروعا مشتركا، تقدر
قيمتها بمئات الملايين من الدولارات".
وتطرقت الصحيفة إلى التعاون الأخير
عقب التطبيع الرسمي بين تل أبيب وأبوظبي، وتحديدا في ما يتعلق بإيجاد لقاحات مضادة
لفيروس كورونا المستجد، لافتة إلى وجود اتفاق سابق بين مجموعة أبوظبي42 ورفائيل
الإسرائيلية، لتطوير اللقاحات، إلى جانب ما أعلنته شركة APEX الإماراتية ومجموعة تيرا الإسرائيلية الأسبوع الماضي، عن مشروع
مشترك في مجال البحث والتطوير بشأن فيروس كورونا.
اقرأ أيضا: مثقفون مغاربة يقاطعون الإمارات بعد تطبيعها مع الاحتلال
ولفتت إلى أن تل أبيب تستثمر مبالغ
مالية كبيرة لإنشاء جناح إسرائيلي بمعرض "دبي إكسبو"، والذي تم تأجيله إلى
تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
من جهتها، شددت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" العبرية، في تقرير ترجمته "عربي21"، على أن الاتفاق بين
أبوظبي وتل أبيب، "ليس مفاجئا"، مؤكدة أن "محادثات سرية وعلاقات
هادئة، مهدت الطريق لاتفاق تطبيع العلاقات الأسبوع الماضي".
ونوهت الصحيفة إلى أن "الجهود
المبذولة لتحقيق هذا التطبيع، تسارعت قبل 17 شهرا، حينما انعقد مؤتمر دولي بقيادة الولايات المتحدة في وارسو"، وأن "هذا الاجتماع في شباط/
فبراير 2019، كان ينظر إليه على أنه مناهض لإيران".
وتابعت: "اختارت العديد من
الدول عدم إرسال كبار دبلوماسييها، وتجاهلت الصين وروسيا والفلسطينيون ذلك تماما
(..)، لكن نتنياهو حضر المؤتمر، بوجود وزارء خارجية الدول العربية الرئيسية"،
مشيرة إلى أن "دبلوماسيين من السعودية والإمارات والبحرين تحدثوا بالقمة عن
التهديد الإيراني".
اجتماع سري
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأنه
"بعد أربعة أشهر من هذه القمة، انعقد اجتماع سري بين الإمارات وإسرائيل في 17
حزيران/ يونيو 2019 في واشنطن"، مبينة أنه "ركز على الأمن الإقليمي
والإلكتروني والبحري، إضافة للتنسيق الدبلوماسي وتعطيل تمويل الإرهاب".
وأكدت أنه تلا ذلك اجتماعات أخرى
بالولايات المتحدة وإسرائيل وأبوظبي، وبلغت ذروتها بإعلان ترامب الخميس الماضي،
أن "إدارته توسطت في صفقة بين تل أبيب والإمارات، لإقامة علاقات دبلوماسية وتبادل
السفارات".
اقرأ أيضا: جمعيات بحرينية: نستنكر الهرولة العربية للتطبيع مع المحتل
وذكرت الصحيفة أنه "رغم عدم
تقاتل إسرائيل والإمارات سابقا، إلا أن الاتفاق لاقى ترحيبا إسرائيليا حارا"،
معتقدة أن الاتفاق يمهد مسارا للتطبيع مع بلدان أخرى، مثل المغرب والبحرين وعُمان والسودان.
وبحسب "يديعوت"، فإن
الجهود الإماراتية لتحسين علاقاتها مع إسرائيل، كوسيلة لتحسين مكانتها في واشنطن،
تعود إلى عام 2006، وفقا لـ سيغورد نيوباور، مؤلف كتاب "منطقة الخليج وإسرائيل:
كفاح قديم وتحالفات جديدة".
ولفتت الصحيفة إلى أن عام 2008 شهد أول لقاء بين مسؤول إسرائيلي والسفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة،
وذلك بعد "أزمة" اندلعت، بسبب محاولة موانئ دبي العالمي الفاشلة، لإدارة
الموانئ الرئيسية بأمريكا.
وأشارت إلى أن العلاقة الإماراتية-الإسرائيلية واجهت عقبة عام 2010، عندما اتهمت أبوظبي عملاء الموساد الإسرائيلي
باغتيال القيادي بحركة حماس محمود المبحوح، في أحد فنادق دبي.