هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبّر
عدد من نجوم موسيقى البوب في إثيوبيا عن دعمهم ومساندتهم لبلادهم في موقفها من
قضية سد النهضة، حيث قاموا بأداء بعض الأغاني التي تناصر هذا الموقف، وتشيد بما
يصفونه بالنصر الذي نجحوا في تحقيقه في
المعركة مع مصر بشأن من يمتلك الحق في مياه النهر.
وحملت
إحدى الأغاني عنوان "ديمو لي أباي" باللغة الأمهرية، وتعني بنوع من
التحدي: "إذا جربونا على النيل"، وتنتقد الأغنية ما تسميه "الوقاحة
المصرية"، وتلمح الأغنية ضمنيا إلى أن مصر، الدولة الشمال أفريقية، لم تعد هي
التي تتحكم في هذه القضية.
وأطلق
أشهر نجوم موسيقى البوب في إثيوبيا، تيدي أفرو، أغنية فُسرت على أنها تحذير لمصر
بأن عليها أن تتعلم كيف تتشارك في مياه نهر النيل.
وتمثل
أغنية أفرو مزيجا من موسيقى الريغي وأغاني المعارك الحماسية باللغة الأمهرية،
اللغة الأوسع انتشار في إثيوبيا.
بيد
أن أفرو حاول أيضا أن يجعل رسالته تصل إلى العالم الأوسع؛ فوضع ترجمات لكلمات
الأغنية بالإنجليزية والفرنسية والعربية على صفحته على فيسبوك.
بعض
عباراتها تقول: "أنا امتلك مياه النيل"، و"أظهرت لطفي وكرمي، لكن
صبري الآن بدأ ينفد".
وقد
حققت أغنية أفرو ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وشاهدها ما يقرب من مليون
على موقع يوتيوب خلال 24 ساعة بعد إطلاقها، على الرغم من أنه لم يكن هناك فيديو
رسمي للأغنية.
ويبدو
أن هذه الإثارة والتحفيز نجحا في تشجيع الناس فعليا على زيادة تبرعاتهم، ودعمهم
المالي لبناء السد. إذ تشير الإحصاءات الحكومية إلى أنه قد جُمع من الناس مبلغ 116
مليون بير (3.2 مليون دولار)، وهو أكثر بكثير من الأشهر الماضية.
وثمة
أغنية أخرى، لكن بلهجة مواجهة أقل حدة، للمغني وكاتب الأغاني الشاب الصاعد،
زربابل مُلا، حملت اسم "إثيوبيا".
وعلى
الرغم من أن الإشارة إلى السد لم ترد بشكل مباشر في كلمات الأغنية، إلا أن صور
بناء السد رافقت الأغنية في نسخة الفيديو التي أطلقت أواخر شهر حزيران/ يونيو.
وعلى
أنغام بهيجة، ترد في الأغنية عبارات مثل: "باتت السماء صافية الآن، ويمكن
للعالم كله أن يرى"، في تلميح إلى أن السد سيدفع إثيوبيا قدما في المشهد
العالمي.
وتشير
أخرى إلى أن زمن إثيوبيا قد حان، قائلة: "تستطيع الخيول أن تقودك إلى ساحة
المعركة، لكن النصر من الأعلى (من السماء)".
وهذه
تلميحات إلى ما تطمح إثيوبيا لإنجازه عندما يعمل السد الكبير بكامل طاقته، ليصبح
أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في أفريقيا.
فهي
تسعى إلى توليد 6000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية عند اكتمال السد، لتجهز
الكهرباء للملايين من مواطنيها الذين لا يتمتعون بإمداد مستقر ومنتظم من الطاقة
الكهربائية.
وتأمل
إثيوبيا أيضا في أن تلبي احتياجات الطاقة الكهربائية لاقتصادها، الذي يعد الأسرع
نموا في عموم القارة الأفريقية.
ويبدو
هذا الشعور بتحقيق إنجاز غالبا في العديد من الأغاني الفردية التي أطلقت مؤخرا.
كما
تعلن أغنية "يا تيتبيت كال" التي تعني بالأمهرية "النيل: كلمة
النبوة" لميكادس أبيبي وتاديسي ميكاتي أباي عن "بدء يوم جديد"
وتدعو الناس إلى التبرع من أجل إكمال بناء السد.
وبات
العديد من هذه الأغاني شائعا ومفضلا في محطات الراديو في العاصمة، أديس أبابا،
ويبث في أوقات منتظمة.
ولا
شك في أن الحكومة فرحة لمساهمة هؤلاء الموسيقيين، الذين لم يعرف عنهم في العادة
إبداء وجهات نظر مؤيدة للحكومة، في هذه الحماسة الوطنية.
وسبق
للموسيقيين المساعدة في تحشيد الدعم للمشروع وبشكل خاص في مراحله الأولية.
إلى
ذلك، نشرت وكالة الأنباء الإثيوبية تقريرا مطولا، اتهمت فيه مصر باستخدام معلومات
مضللة حول سد النهضة والمشاريع التي تقام في دول المنبع، وذلك من أجل احتكار
الاستفادة من نهر النيل، كما أرفقته برسم كاريكاتوري لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي.
ويظهر
رسم كاريكاتوري وهو يستحم بمياه نهر النيل، بينما يقول في مكبر صوت: "نحن
لا نجد المياه، ولا توجد أمطار".
وذكرت
الوكالة الإثيوبية: "يقول العلماء إن مصر، على مدى قرون، تستخدم المعلومات
المضللة كقنوات نقل مفتوحة وسرية؛ لتلطيف احتكارها لنهر النيل؛ وتشويه أي محاولة من
دول المنبع للاستفادة من الموارد المشتركة".
وأضافت:
"تلجأ القاهرة -بحسب العلماء- إلى الدعاية سيئة النية، والروايات المضللة؛ لإدامة إساءة استخدامها، واستغلال نهر النيل. ويعتقدون أن هذه التقنيات قصيرة
النظر، لكنها جيدة، وخدمت البلاد للاستفادة المفرطة من النهر".
وتابعت:
"نظرا لكون سد النهضة بؤرة هجماتها، فقد انخرطت مصر منذ فترة طويلة في إصدار
تصريحات خادعة بغرض التشهير تجاه مشاريع المنبع، في محاولة لإنكار حق الدول
المشاطئة في الاستفادة من مواردها المشتركة"، مشيرة إلى أن "الأسباب
المنطقية وراء أفعال مصر هي أنهم يعتقدون بأن النيل لا يمكن المساس به من قبل
الآخرين، وأنه ملك لهم فقط".
واعتبرت
أنه في تناقض حاد مع ادعاءات مصر، فإن بناء سد النهضة الإثيوبي يقضي على سنوات من
الخطاب غير المكتمل. ويظهر المشروع أن النيل في الواقع يمكن أن يخدم جميع البلدان
المشاطئة، دون الإضرار بمصالح مصر.