هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية إن "انتظار الفلسطينيين لإنهاء الصراع مع إسرائيل قد يستمر طويلا، لأنهم منذ اتفاقيات أوسلو، اعتقدوا أنه كلما طال الانتظار، فسوف يكسبون المزيد، لكن الاتفاق مع الإمارات يثبت أن الوقت لا يخدمهم، ورغم التساؤلات المفتوحة حول بيع أسلحة متطورة للإمارات، إلا أن هناك إجماعا على أن الاتفاقية مفيدة لإسرائيل".
وأضافت ليلاخ سيغان في مقالها بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21"، أن "شعار "السلام مقابل السلام" الذي قام على أساسه اتفاق إسرائيل والإمارات ليس دقيقا، فلم يكن لديهما صراع على الأرض والحرب، والاتفاق يعني أن الإمارات وضعت القضية الفلسطينية جانبا لتعتني بنفسها، ما يؤكد أن الوقت ليس بالضرورة لصالح الفلسطينيين، فقد بات متاحا لإسرائيل أن تستفيد من علاقاتها بالدول العربية المعتدلة، ومن دونهم".
وأشارت إلى أن "اتفاق إسرائيل مع الإمارات يحمل العديد من المضامين، من أهمها أنه بعد 25 عاما من القيادة الفلسطينية التي فشلت في بناء دولة، حصل الفلسطينيون على انخفاض كبير في مكانتهم الدولية، فهل سيبدأون في استيعاب أنهم إذا رفضوا أي صفقة، فسيفقدون كل شيء في النهاية؟ ربما، لكن لست متأكدة حقا من ذلك".
وأوضحت أن "اتفاق إسرائيل مع الإمارات يثبت مقدار ما يمكننا كسبه من تحسين العلاقات مع الدول المعتدلة في المنطقة إذا تخلينا عن خيال أرض إسرائيل الكبرى، لأنه على أي حال سيكون من الصعب تحقيقه طالما أن 4.5 مليون فلسطيني لا يتبخرون مع تحويل القضية عن جدول الأعمال، لكنهم يواصلون العيش هنا، وفي النهاية سيتعين علينا أن نتوصل إلى حل يتم التوافق عليه، أو على الأقل إجماع واسع بين الإسرائيليين".
اقرأ أيضا: صحيفة لبنانية تكشف كيف تعمل الإمارات ضد المقاومة الفلسطينية
وأكدت أن "المشهد الأقل جمالا في الاتفاق مع الإمارات ليس بالضرورة صفقة طائرات إف35، ولكن الطريقة التي تم بها ذلك، فلا يمكن أن تكون الاتفاقيات التاريخية من عمل رجل واحد، حرصا على نجوميته، بل هي مهمة تقع على عاتق شخص آخر، وليس على كتفيه، علاوة على ذلك، نحن أمام رجل مثير للجدل ليس لديه تفويض من غالبية الجمهور الإسرائيلي للقيام بخطوات بمفرده".
واستدركت بالقول إن "الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات يتطلب وزارة دفاع تدعم الاتفاقات الأمنية والعسكرية الحساسة، ووزارة خارجية محترفة ستقوي العلاقات وتطورها، لكن يبدو أن العمل الجماعي الإسرائيلي قد تآكل، والقدرة على التوصل لتوافق نتيجة الحملات الانتخابية الجامحة لا تنتهي أبدا، وهكذا عندما تكون الحملة الانتخابية بلا نهاية، يكون الفضل في ظهور كل شيء لشخص واحد، والحياة تركز فقط على التنافس".
وأضافت أن "إسرائيل رغم الاتفاق مع الإمارات لم تخرج في الحقيقة من ورطتها السياسية الداخلية، وبدلا من التعامل مع حل الكنيست كسيناريو متطرف، هناك من يتعامل معه على أنه لعبة افتراضية يومية، وهذا أيضا سبب عدم قدرتنا على السيطرة على أزمة كورونا، ففي أي لحظة يتم تلاعب آخر، أو محاولة ابتزاز شيء آخر غير مكتوب في اتفاق التحالف بين حزبي الليكود وأزرق-أبيض".
وأشارت إلى أن "إسرائيل تدار مثل سفينة تمر في اضطرابات شديدة من قبل من يفترض أن يبحروا بها، وقد أصيب الإسرائيليون بالفعل بالاشمئزاز من هذه الاضطرابات، خاصة في أوقات الأزمات، فهي لا تؤدي للشعور بالغثيان فقط، بل أسوأ من ذلك، لأنه ليس من الممكن أنه بعد ثلاث انتخابات، ووباء كورونا وحشي، لم ندرك بعد أن ما يحتاجه الإسرائيليون أكثر من أي شيء هو فترة زمنية أكثر هدوءا".
وختمت بالقول إن "الاتفاق الإسرائيلي مع دولة الإمارات رائع، لكنه سيكون أقل قيمة بكثير إذا لم تكن إسرائيل قوية بما يكفي لتحقيق إمكاناتها، لأنه بعد كل شيء، فإن السفينة الإسرائيلية التي تبحر مع اهتزازات قوية كطريقة للحياة لا تسمح فقط برحلة ممتعة، كما أنها لا تذهب بعيدا".