هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية الضوء على ما قالت إنها مساعٍ من أركان نظام معمر القذافي للعودة إلى حكم ليبيا.
وفي تقرير ترجمته "عربي21"، اعتبر التقرير أن الحرب الأهلية الليبية التي دخلت هدنة غير مستقرة حولت مدينة تقف على خطوط القتال إلى مركز حركة لإعادة إنتاج نظام القذافي.
وأشار التقرير إلى أن "سرت"، التي ولد وقتل فيها القذافي، شهدت في 20 آب/أغسطس خروج مئات من المؤيدين له وهم يحملون رايته الخضراء المفضلة.
وتشير التظاهرة إلى أنه وبعد تسعة أعوام من الحرب الأهلية التي تركت البلاد الممزقة لا يزال بعض الليبيين يحنون للفترة المستقرة نسبيا، وفق التقرير.
وعلى الهامش، يتحين "سيف الإسلام" فرصته، وهو نجل القذافي الناجي، الملاحق من الجنائية الدولية، والذي كان يستعد لخلافة أبيه قبل انتفاضة عام 2011.
ويقول مساعدون لسيف الإسلام، وفق "بلومبيرغ"، إنه ينشط للتحضير للعودة، ويركز على أولوية الإفراج عن إخوته والمسؤولين في العهد السابق.
ومن هؤلاء شقيقه "الساعدي"، القابع في السجن رغم نيله البراءة قبل عامين من قتل مدرب كرة قدم.
اقرأ أيضا: الإعلان عن مسيرات في ليبيا دعما لترشيح نجل القذافي للرئاسة
ويشير الموقع إلى أن القذافي يمكنه الاعتماد على الدعم في سرت وبقية المدن حيث القبائل الكبيرة، وأبرزها قبيلته "القذاذفة".
ويرى محمد الجارح، مؤسس "ليبيا أوتلوك"، أن الفوضى التي نشأت عن الحروب الأهلية قادت للحنين إلى النظام السابق وسط شعور بخيبة الأمل.
وفي ليبيا تتنازع حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة وتدعمها تركيا في غرب البلاد مع "الإمارة"، كما وصفها التقرير، التي أقامها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يحظى بدعم من مصر والمرتزقة الروس والإمارات.
وتقع سرت في وسط البلاد على شاطئ البحر المتوسط ويسيطر عليها حفتر، ولكنها محاصرة من القوات التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، وتعتبر أيضا البوابة لحقول النفط الليبية.
وتعاملت قوات حفتر مع التظاهرات بعنف، وفي الوقت الذي تعاون فيه مع عناصر من النظام السابق إلا أن اندفاعة من سيف الإسلام ستؤدي إلى هز المشهد السياسي المتشرذم.
وحكم على سيف الإسلام بالإعدام للاشتباه بدوره بقتل محتجين أثناء الثورة، وأفرج عنه عام 2015 بعد صدور عفو برلماني.
وأرسل رئيس شركة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، في العام الماضي، مستشارين للعمل إلى جانب القذافي الابن، وتم اعتقال اثنان منهما، ولا يزالان في السجن.
وجاء في التقرير أن بعض الدبلوماسيين باتوا يرون دورا لرموز النظام الماضي في مستقبل ليبيا. وقال أحدهم إن استبعادهم من المحاولات الدولية لجمع الأطراف معا كان خطأ، وفق "بلومبيرغ"، ما ينبئ بتحولات جديدة في هذا السياق قريبا.