هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
* "الإخوان" في حالة "موت سريري" منذ انقلاب 3 يوليو 2013 نتيجة للضربات الأمنية والحصار والعزلة بالداخل والخارج
* أداء الإخوان بعد الانقلاب "كارثي" والجماعة افتقدت "الخيال السياسي" بعد ثورة يناير
* الجماعة تتحمل مسؤولية عدم الانفتاح والمرونة والإصلاح الداخلي بعد الثورة والنظام الحالي يتحمل كل الجرائم بعد الانقلاب
* الأزمة الحالية لم تمر على جماعة الإخوان حتى في أحلك أيامها فترة حكم جمال عبد الناصر
* الإخوان فشلت فشلا ذريعا في توظيف المجازر التي جرت بحق أعضائها لتكوين رأي عام دولي مُساند لها
* لا توجد مراجعات حقيقية للجماعة.. والشرعية في الإخوان مصادرها الثقة والولاء والتضحية
* عسكرة الحياة السياسية والتوسع في القمع ستكون لهما آثار "كارثية" على المدى المتوسط والبعيد
* النظام الحالي ينثر بذور التطرف والكراهية داخل السجون وخارجها.. والمستفيد الوحيد من العنف هو الأنظمة السلطوية
* الإمارات والسعودية أصابهما الجنون والعمى السياسي ويشنان حرب استئصال ضد الجماعة بمصر.. وهذا دور إسرائيل
* الانقلاب حدث ضد "مرسي" بسهولة لأنه لم يكن يحكم أو يتحكم.. والعسكر لم يتركوا السلطة كي يعودوا إليها
* العسكر هم سرطان الحياة السياسية ومن دون استئصالهم من السلطة فلا أمل في حياة ديمقراطية حقيقية ولو بعد نصف قرن
* مستقبل الإخوان "مجهول" ويرتبط بمآلات الأوضاع في مصر والإقليم والعالم
قال أستاذ العلوم السياسية في معهد الدوحة
للدراسات العليا، خليل
العناني، إن "جماعة الإخوان المسلمين في حالة موت سريري منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو
2013، وتراوح مكانها بين الحياة والموت، نتيجة للضربات الأمنية التي تعرضت لها داخليا،
والحصار والعزلة التي تواجهها من الثورة المضادة وحلفائها الدوليين خارجيا".
وشدّد،
في مقابلة خاصة مع "عربي21"، على أن "أداء الجماعة بعد ثورة يناير كان
يفتقد للخيال السياسي والجرأة على اتخاذ مبادرات لإصلاح الأوضاع داخليا، وكانت
القيادة تنظر تحت قدميها. أما بعد الانقلاب فهو أداء كارثي، ولا يزال".
وأرجع
"العناني" سبب التوتر والصدام في العلاقة بين الإخوان والجيش المصري إلى
أن "العسكر لا يقبلون القسمة على اثنين، وهم لم يتركوا السلطة منذ انقلاب
تموز/ يوليو 1952 وحتى الآن"، مؤكدا أن "العسكر هم سرطان الحياة
السياسية في مصر، ومن دون استئصالهم من السلطة فلا أمل في حياة ديمقراطية حقيقية ولو
بعد نصف قرن".
وأشار
الباحث والأكاديمي المصري البارز إلى أن "مستقبل الإخوان مجهول، وهو مرتبط بمآلات الأوضاع في مصر والإقليم والعالم"، مؤكدا أن
"الجماعة ليس لديها ما تخسره أكثر مما خسرته، وهي تراهن على الزمن".
وتاليا نص المقابلة الخاصة بالكامل:
قبل أسابيع توفي القيادي الإخواني البارز عصام العريان داخل محبسه، وتم اعتقال القائم بأعمال المرشد محمود عزت قبل أيام، وسبقهما اعتقال قرابة 85% ووفاة ثلاثة آخرين من أعضاء مكتب الإرشاد.. فهل جماعة الإخوان تأثرت باعتقال ووفاة هؤلاء؟ وكيف انعكس ذلك على أداء الجماعة؟
جماعة
الإخوان في حالة "موت سريري" منذ انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013،
نتيجة للضربات الأمنية التي تعرضت لها الجماعة داخليا، والحصار والعزلة التي
تواجهها من الثورة المضادة وحلفائها الدوليين خارجيا. وبالتالي فلا أعتقد أن هناك
تأثير كبير من وفاة قيادييها على أداء الجماعة. ربما التنظيم لا يزال يعمل بدرجة
ما، ولكنه فاقد للتأثير السياسي والحركي خاصة داخليا.
الجماعة عقب اعتقال "عزت" حرصت على القول إن أعمالها تسير بصورة طبيعية ومؤسسية ولن تتأثر بغيابه.. ما مدى واقعية هذا الأمر؟
يتوقف
الأمر حول ماذا تعني بكلمة "طبيعية". فالشخص الذي هو في حالة "موت
سريري" ربما يعمل قلبه بحالة طبيعية، ولكن عقله فقد الحركة والقدرة على تحريك
أطرافه. حتى لو لم يتم اعتقال د. عزت، فستظل الجماعة تراوح مكانها ما بين الحياة
والموت.
برأيك، مَن هو الشخص الأقرب لهذا منصب القائم بأعمال المرشد؟
جماعة
الإخوان لا يديرها شخص واحد حاليا، وإنما مجموعة أشخاص معظمهم خارج البلاد. كما أن
هناك فارق بين مَن يقود ظاهريا ومَن يقود فعليا. فمثلا الذي يدير التنظيم ظاهريا
هو د. إبراهيم منير في لندن، ولكن مَن يتحكمون في التنظيم فعليا هم مجموعة أفراد
بعضهم غير معروف للإعلام مثل محمود الإبياري المساعد الشخصي لمنير والمُقيم معه في
لندن. وكذلك الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة المُقيم بتركيا.
هل قد تلجأ الجماعة لإخفاء هوية المرشد كما فعلت منتصف السبعينيات مع المهندس حلمي عبد المجيد قبل مبايعة المرشد الثالث للإخوان عمر التلمساني؟
نعم
في أغلب الأحوال. ولكن حتى لو جرت انتخابات وتم اختيار مرشد عام جديد للجماعة فلن
يحدث فارقا كبيرا. أزمة الإخوان ليست انتخابية أو أن يحل شخص محل شخص. وإنما أزمة
بنيوية مركبة تجمع الفكري والسياسي والتنظيمي.
هل من الوارد أن يكون القائم بأعمال المرشد متواجد خارج مصر؟
لن
يكون هناك فارق كبير.
ما تقييمكم لأداء جماعة الإخوان عقب ثورة يناير وبعد حدوث انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013؟
أداء
الجماعة بعد الثورة كان يفتقد للخيال السياسي والجرأة على اتخاذ مبادرات لإصلاح الأوضاع
داخليا، وكانت القيادة تنظر تحت قدميها. أما بعد الانقلاب فهو أداء كارثي ولا يزال.
ما مدى مسؤولية جماعة الإخوان عن استمرار الأزمة الراهنة؟
تتحمل
الجماعة مسؤولية عدم الانفتاح والإصلاح الداخلي، وعدم المرونة قبل الانقلاب. أما
بعده، فيتحمل النظام الحالي كل الجرائم التي حصلت، ولا تزال، للجماعة وللمجتمع ككل.
هل الأزمة التي تمر بها جماعة الإخوان في عهد السيسي ستكون مثل باقي الأزمات الأخرى التي مرت بها في السابق طوال تاريخها أم أن الأزمة الراهنة تختلف عن غيرها؟
الأزمة
الحالية لم تمر على الجماعة حتى في أحلك أيامها أيام عبد الناصر. والاختلاف ليس
فقط في مستوى القمع والاستئصال غير المسبوق الذي تتعرض له الجماعة من نظام الجنرال
السيسي. وإنما أيضا في قدرتها على التكيف معه تنظيميا وفكريا وحركيا. فالجماعة في
عهد عبد الناصر أصدرت عدة مبادرات منها مبادرة حسن الهضيبي المعروفة "دعاة لا
قضاة" التي خالف فيها دعوات البعض للعنف. كما أن الجماعة فشلت فشلا ذريعا في
توظيف المجازر التي جرت بحق أعضائها لتكوين رأي عام دولي مُساند لها، وذلك بسبب
صراعاتها الداخلية، وقصور نظر قيادتها خاصة في الخارج.
قبل نحو 13 عاما أصدرت كتابك الشهير "الإخوان المسلمون في مصر.. شيخوخة تصارع الزمن".. فإلى أين وصلت هذه "الشيخوخة"؟ ولماذا لا يوجد فكرا أو منهجا سياسيا لدى جماعة الإخوان كما تقول؟
كما
هي سنة الله في عباده، فالنهاية الطبيعية للشيخوخة هي الموت. جماعة الإخوان كتنظيم
وحركة كما نعرفها قد تصارع "الموت السريري"، ولو لم تحدث معجزة فسيتم
تشييعها إلى مثواها الأخير. وفي كل الأحوال فالجماعة في حاجة إلى إعادة بعث من
جديد عقليا وفكريا وتنظيميا.
نائب المرشد العام للإخوان، إبراهيم منير، قال سابقا لـ"عربي21" إن شعبية الإخوان تزداد داخل الشارع المصري ومحاولات تشويه الجماعة فشلت.. فما مدى شعبية الإخوان حاليا في ظل ما تصفه بتراجع رأس المال الاجتماعي للحركات الإسلامية؟
لا
يوجد لدينا مقاييس واقعية لقياس مدى صحة كلام الأستاذ إبراهيم منير من عدمه، وذلك
بسبب الأوضاع السياسية في مصر. ولكن أعتقد أن شعبية الإخوان قد تأثرت سلبيا بشكل
كبير، وذلك بسبب حملات التشويه والتخوين التي تتعرض لها على مدار الساعة في كافة
وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، خاصة بين الأجيال الجديدة.
البعض يرى أن جماعة الإخوان تستمد جزءا من شعبيتها من "فقه وأدبيات المحنة والابتلاء".. هل تتفق مع هذا الطرح؟ وهل الاستثمار في فلسفة "المحنة والابتلاء" سيظل أمرا ناجعا بالنسبة لها؟
كان
هذا الطرح صحيحا في فترة حكم عبد الناصر، ومبارك، ولكنه لم يعد كذلك لسبب بسيط،
وهو أن الجماعة وصلت للسلطة بعد ثورة شعبية وفشلت في تحقيق أهدافها، سواء كان ذلك
نتيجة لقلة خبرة أو لتآمر قوى داخلية وخارجية. البعض يُحمّل الجماعة مسؤولية عودة
العسكر للسلطة، وهو طرح له بعض المعقولية، وإن كان يغفل جوانب أخرى مهمة، وهي أن
العسكر لم يتركوا السلطة أصلا كي يعودوا إليها. فالرئيس الراحل محمد مرسي لم يكن
يحكم أو يتحكم لذا تم الانقلاب عليه بسهولة من الدولة العميقة وحلفاءها الإقليميين.
هل يمكن للجماعة إعادة اكتساب ثقة الحواضن الاجتماعية التي كانت تحظى بدعمها في السابق قبل شيطنتها والانقلاب عليها في صيف 2013؟
سيكون
ذلك صعبا جدا والجماعة في حاجة لإعادة بعث وإحياء من جديد. وأي عملية إعادة بعث
لابد لها من شروط ومتطلبات بدءا من تغيير الجماعة اسمها إلى أي اسم أخر لا يكون
مسموما كما هي الحال الآن، إلى تغيير فكرها ولغتها وخطابها وقيادتها.
هل ما تصفه بالصراع بين "تيار الشيوخ" و"تيار الشباب" داخل "إخوان مصر" تراجع وفي سبيله للانتهاء أم أن هذا "الانقسام" و"التصدع" قد يتعزز ويتسع أكثر برأيك؟
باعتقادي،
لم يعد هناك صراع في الجماعة بين الشيوخ والشباب؛ فالجميع ضربه اليأس بسبب الأوضاع
المأساوية الحالية في مصر.
بعض قادة الإخوان يقولون إن ابتعاد بعض منتسبيها عن صفوفها أمر طبيعي في كل محنة وأزمة تمر بها، وأن الجماعة خلال فترة حكم جمال عبد الناصر فقدت نحو 80% من أبنائها، إلا أنها سرعان ما استعادت حيويتها ونشاطها عقب خروجها من السجون خلال فترة حكم أنور السادات.. فهل تتصور استعادة الجماعة لحيويتها ونشاطها وحركتها حال خروجها من السجون؟
الضربة
هذه المرة قوية واستئصالية، ولم تحدث في أحلك فترات الجماعة، ورغم ذلك فلو عادت
الحياة السياسية إلى طبيعتها في مصر، وهذا مُستبعد في الأمد المنظور، قد تتمكن
الجماعة من إعادة بناء نفسها بشكل تدريجي.
وما مدى التماسك والتواصل بين قيادة الجماعة وقواعدها حاليا؟
لا
أدري. لكن يبدو أن الجماعة لا تزال متماسكة تنظيميا وإن كان أداءها ضعيفا بسبب
الحصار والقمع.
البعض يرى أن القيادات الحالية بالجماعة لا تستند إلى أي شرعية.. لا شرعية تأسيس أو شرعية إنجاز أو شرعية اختيار وانتخابات نزيهة لانتهاء المدة.. ما تعقيبكم؟
الشرعية
في الإخوان مصادرها: الثقة، والولاء، والتضحية. ومن توافرت فيه هذه الصفات يتم
تصعيده وترقيته داخل الجماعة.
هل تعتقد أن جماعة الإخوان تسير بشكل صحيح في مسار المراجعات وتصحيح الأوضاع أم لا؟
لا
توجد مراجعات حقيقية للجماعة سواء فكرية أو سياسية أو تنظيمية.
القيادي الإخواني حسين عبد القادر قال سابقا لـ"عربي21" إن الاستراتيجية التي ستتبعها الإخوان عقب كسر الانقلاب هي استراتيجية "جماعة الضغط".. فهل تحوّل "الإخوان" إلى جماعة ضغط قد يكون إعادة تموضع مناسب بالنسبة لها في المستقبل؟
الجماعة
لا تمارس حاليا أي نوع من الضغط باستثناء بعض المشاغبات الإعلامية وعلى مواقع
التواصل الاجتماعي، ومن يقول عكس ذلك فهو واهم.
من وجهة نظركم، ما هي أبرز المراجعات التي يتوجب على جماعة الإخوان أن تُقدم عليها خلال الفترة الحالية؟
من
يطالب الجماعة بمراجعات حاليا كمن يطلب من شخص يواجه الموت أن يلعب مباراة ملاكمة.
الجماعة تواجه معركة بقاء والأولوية لها. وإن كان هذا لا ينفي الحاجة للقيام بمثل
هذه المراجعات على مستوى الفكر والتنظيم والخطاب والاستراتيجية السياسية.
برأيك، هل ستقوم الإخوان بـ "ثورة إصلاحية داخلية" تخلص الجماعة من عيوبها التاريخية أم ستتعرض لنوع من الانفجار الداخلي الذي ربما يكون بداية الاندثار للطبيعة الكلاسيكية للجماعة كما أشرت سابقا في كتاباتك؟
لا
ثورة في ظل القيادات الحالية.
من وقت لآخر، تخرج بعض المبادرات المنسوبة لشباب معتقلين أو أسرهم لخروجهم من محبسهم مع اعترافهم بشرعية النظام وتقديم العديد من التنازلات.. فكيف تقيم تعاطي الإخوان مع ملف المعتقلين؟
تعاطي
فاشل ولا يرقى لمستوى ما يحدث خاصة من إخوان الخارج الذين فشلوا فشلا ذريعا في
توظيف ملف المعتقلين سياسيا من أجل حشد الضغط الدولي للإفراج عنهم.
ما هي الخيارات التي قد لاتزال متاحة أمام جماعة الإخوان الآن؟ وما هي المسارات التي قد تتجه إليها؟
للأسف
المبادرة ليست لدى الإخوان، وإنما لدى النظام، وبالتالي خيارات الجماعة محدودة في
هذه المرحلة.
كيف تنظر لأسباب وأبعاد التوتر والصدام في العلاقة بين جماعة الإخوان والمؤسسة العسكرية أو ما يمكن تسميته بـ "دولة يوليو"؟ وما مستقبل العلاقة بين الطرفين؟
العسكر لا يقبلون
القسمة على اثنين، وهم لم يتركوا السلطة منذ انقلاب تموز/ يوليو 1952 وحتى الآن.
العسكر هم سرطان الحياة السياسية في مصر وبدون استئصالهم من السلطة فلا أمل في
حياة ديمقراطية حقيقية ولو بعد نصف قرن.
وماذا عن علاقة الإخوان ببعض الدول الإقليمية كالإمارات والسعودية؟
هاتين
الدولتين أصابهما الجنون والعمى السياسي، لذا فهما يشنان حرب استئصال ضد الجماعة
في مصر، رغم أنهما يتعاونان مع إخوان اليمن لأسباب براغماتية. وهنا لا يجب أن ننسى
دور إسرائيل في المعادلة وهي التي تدفع البلدين خاصة أبو ظبي لاستئصال الإخوان.
التوسع في اعتقال المعارضين والزجّ بآلاف الأشخاص داخل السجون المصرية يراه البعض مفرخة للإرهاب والتطرف بينما يرى النظام وأجهزته الأمنية العكس.. فما هي تداعيات تلك الاستراتيجية التي يتبعها النظام؟ وهل تراها ناجحة بالنسبة له على الأقل في الوقت الحالي؟
عسكرة
الحياة السياسية والتوسع في القمع الذي لا يميز بين متهم وبرئ سوف تكون له آثار
كارثية على المدى المتوسط والبعيد في مصر. النظام الحالي ينثر بذور التطرف
والكراهية داخل السجون وخارجها، والتي سوف يدفع المجتمع ثمنها لاحقا.
قبل أسابيع قليلة نشرت حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تعرض لأول مرة لعملية اغتيال النائب العام المصري الأسبق هشام بركات، وتوعد أصحاب مقطع الفيديو بتنفيذ المزيد من العمليات في المستقبل.. كيف تقرأ هذا الفيديو؟ وهل تتوقع حدوث المزيد من العمليات المماثلة مستقبلا أم لا؟
لم
أشاهد الفيديو. لكن بشكل عام المستفيد الوحيد من العنف هو الأنظمة السلطوية التي تستثمر
فيه من خلال رفع فزاعة الحرب على الإرهاب وتعطيل الديمقراطية والاستمرار في
انتهاكات حقوق الإنسان. لذا فكل عملية إرهابية تقع، تعطل الديمقراطية أعواما.
بعد مرور أكثر من 7 سنوات على انقلاب 3 تموز/ يوليو.. ما هي المكاسب والخسائر بالنسبة لجماعة الإخوان ونظام السيسي؟
الإخوان
خسروا السلطة. والسيسي يتحكم في مصر. والمجتمع خسر الثورة والديمقراطية.
هل الإخوان بداخلها "دولة عميقة" كما يقول البعض؟
الإخوان
لديهم بنية تنظيمية مُعقدة، وهناك مراكز قوى لديها مصالح ورؤى تحاول من خلالها
احتكار الجماعة لصالحها.
الكاتب الصحفي فهمي هويدي دعا الإخوان في نهاية عام 2013 إلى "تجرع السم" وأنت قبل سنوات طالبت الجماعة باتخاذ خطوات للخلف لكن الجماعة أصرت على المضي قدما في طريقها.. فهل تعتقد أن الجماعة الآن لازال مُطالبة بـ "تجرع السم" أو "اتخاذ خطوات للخلف"؟
كما
قلت قبل قليل. الجماعة بحاجة لإعادة بعث جديد وكل بعث له آلام وثمن.
ماذا لو استمرت الأزمة الراهنة بشكلها الحالي لعامين جديدين؟ هل الجماعة ومنتسبيها قادرون على تحمل كل هذه الضغوط والملاحقات؟
الجماعة ليس لديها
ما تخسره أكثر مما خسرته، وهي تراهن على الزمن.
إلى أين يسير تنظيم الإخوان؟ وكيف ترى مستقبله في ضوء التحديات المختلفة والأزمات الكبيرة التي تواجهها؟
مستقبل
مجهول، وهو مرتبط بمآلات الأوضاع في مصر والإقليم
والعالم بشكل عام.
"خليل العناني في سطور"
هو
أستاذ العلوم السياسية المشارك، ورئيس برنامج العلوم السياسية بمعهد الدوحة
للدراسات العليا. قام بالتدريس سابقا في عدد من الجامعات المرموقة منها جامعة
جورجتاون، وجامعة جونز هوبكنز، وجامعة جورج واشنطن، وجامعة جورج مايسون بالولايات
المتحدة، وجامعة دورهام ببريطانيا. عمل أيضا ككبير باحثين في معهد بروكينجز
للأبحاث، ومعهد الشرق الأوسط بواشنطن.
وله
العديد من الكتب والدراسات والأوراق البحثية المنشورة في عدد من الدوريات العالمية
والعربية المحكمة. ومن أهم
كتبه – كما يرى البعض - "الإخوان المسلمون في مصر.. شيخوخة تصارع
الزمن".
أخر
إصداراته كتاب "الإسلاميون في مصر: تحولات الفكر والممارسة" الصادر عام 2019
عن دار جسور للترجمة والنشر. وكتاب "داخل الإخوان المسلمين: الدين والهوية
والسياسية" الصادر عن دار نشر جامعة "أوكسفورد" عام 2016، وصدرت
ترجمته العربية عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" عام 2018.
و"العناني"
حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم السياسية من جامعة دورهام ببريطانيا،
وعلى درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة القاهرة.