هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن وزير الحرب بيني غانتس موجود في واشنطن لتشجيع الإدارة الأمريكية على المضي قدمًا في تحركها لفرض عقوبات إضافية على إيران، غير مستبعد إمكانية تنازل الرئيس الأمريكي عن بعض الشروط لعقد صفقة مع طهران في اللحظات الأخيرة.
وأضاف بن كاسبيت، مقدم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وثيق الصلة بدوائر صنع القرار الأمني والسياسي الإسرائيلي، في مقاله على "المونيتور"، ترجمته "عربي21" أن "هذه الخطوة المثيرة للجدل هي المرحلة الأخيرة من الجهد الأمريكي الهائل لتوطيد تحالف بين إسرائيل ودول الخليج في ضوء استئناف إيران المتوقع لصفقات الأسلحة التقليدية الكبرى، معظمها مع روسيا والصين، بعد أن أوشكت العقوبات على الانتهاء".
ونقل عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير أن "دول الخليج مرعوبة من هذا الاحتمال، لأن إيران ستكون قادرة الآن على تجديد ترساناتها التقليدية، وشراء قطع الصواريخ، والطائرات المقاتلة، والصواريخ، وغيرها من الأسلحة من أجل زيادة ضغطها على دول المنطقة، مما يتسبب بليال من الأرق للكثيرين فيها".
وزعم أن "الولايات المتحدة تعهدت للدول التي وافقت على فتح علاقاتها السرية مع إسرائيل على الملأ بفعل كل ما بوسعها لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران منذ 13 عامًا، ومن المقرر أن تنتهي في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، ومن الواضح أن واشنطن تدعم خيار تشديد هذه العقوبات، الذي يرفضه معظم أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خاصة روسيا والصين، بالنظر في انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق النووي".
وأشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تفترض أن الإيرانيين يستعدون لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة حول اتفاقية نووية جديدة، ويستعدون لهذا الاحتمال سواء في حالة فوز جو بايدن أو ترامب، لأنهم يدركون أن الوضع الحالي لا يمكن تحمله، صحيح أنهم يفضلون فوز بايدن، وفي هذه الحالة سيسعون لتجديد الاتفاقية السابقة، ولكن في كلتا الحالتين، من الواضح أن المفاوضات ستحدث".
وأكد أن "إسرائيل تفضل أن ترى ترامب يواصل اتباع ذات السياسة تجاه إيران، ولكن لا يمكن لأي إسرائيلي، ولا حتى رؤساء وكالات الاستخبارات المختلفة، التنبؤ بنتائج المحادثات بين ترامب والإيرانيين، فالرئيس الأمريكي يحب ظهوره في صورة صانع الصفقات، التي تم تزيينها الآن من خلال علامته التجارية لصانع السلام، وعرضه على جائزة نوبل للسلام".
اقرأ أيضا: بينها عقوبات إيران.. هذه أبرز ملفات التجاذب بين أمريكا وأوروبا
وأوضح أن "ترامب قد يستعد للنظر في تنازلات بعيدة المدى في المفاوضات المستقبلية مع إيران، بينما يواصل شن الحملة الطموحة التي أطلقها في الأسابيع الأخيرة، ولا تعلق إسرائيل آمالاً كبيرة على قيام ترامب بنشر قوة عسكرية لتدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، بينما يواصل البعض في دائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإيمان بمثل هذا الخيار، فإن معظم مساعدي غانتس.
وأشار إلى أن "إسرائيل تعتمد على الأوروبيين للتعاون على خطوة تشديد العقوبات على إيران، والحديث عن ألمانيا وبريطانيا، اللتين تتفهمان عبثية رفع الحظر المفروض على إيران بهذه المرحلة".
أما عن الفرنسيين فقال: "لا نعتمد عليهم، وتراقب إسرائيل عن كثب الاتصالات الأمريكية الأوروبية بشأن هذه القضية، وهي مدركة تمامًا لموقف مايك بومبيو المتصلب، عندما حذر من أن عدم الانضمام للجهود الأمريكية سيكون بمثابة خيانة".
ولفت إلى أن "غانتس في محادثاته في واشنطن سيناقش سبل الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في سباق التسلح في الشرق الأوسط في أعقاب النية الأمريكية المعلنة لبيع مقاتلات الشبح إف35 إلى الإمارات العربية المتحدة، رغم أن هذه الصفقات تهدف لتخفيف المخاوف في عواصم الخليج، والحفاظ على قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد إيران".
وختم بالقول إنه "بالتزامن مع اتفاق الولايات المتحدة على تحديث ترسانات دول الخليج مرتبط مباشرة بحقيقة أنه ابتداءً من 18 تشرين الأول/ أكتوبر، سيتمكن الإيرانيون من الوصول لأنظمة أسلحة موازية، وبالتالي فإن ما يحدث هنا في الواقع هو سباق تسلح متسارع بين القوى وحرب الأعصاب في مواجهة إيران، حيث يكون الجميع في حالة قلق شديد قبل 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، موعد الانتخابات الأمريكية".