هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الحراك الدبلوماسي الجاري بشأن النزاع التركي- اليوناني في شرق المتوسط، مشيرة إلى الموقف الأمريكي منه.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن دفعة دبلوماسية قوية من الولايات المتحدة وألمانيا أدت بتركيا واليونان لاستئناف المفاوضات التي توقفت منذ وقت لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها في شرق المتوسط، بعد أربعة أعوام من التعليق.
وأشارت إلى أن البلدين اللذين سيلتقيان نهاية الشهر الجاري للتفاوض بينهما، يأملان في إحالة النزاع بينهما لطرف ثالث من أجل التحكيم بينهما.
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، فإن الإنجاز المحتمل جاء بعد "شهر من التوتر العالي" مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال: "نرى أن تركيا أخذت خطوة للوراء ونراها خطوة إيجابية ونأمل في أن تكون نهجا جديدا".
وكان أردوغان يدفع باتجاه تأكيد الحقوق التركية في المياه التي تقول اليونان وقبرص اليونانية، إنها تابعة لها في شرق المتوسط. وأرسلت تركيا سفنا للتنقيب مرفقة ببوارج حربية. وردت اليونان بمناورة عسكرية بحرية وجوية شاركت فيها فرنسا والإمارات.
اقرأ أيضا: تركيا تطالب أمريكا بالحياد في قبرص بعد زيارة بومبيو لنيقوسيا
ووصلت الأزمة إلى نقطة الانفجار الشهر الجاري، من خلال الخطاب الداعي للحرب والقادم من تركيا واليونان.
وقالت الصحيفة، إن زيادة التوتر أدى لتعبئة القوى الكبرى التي راقبت تقدم أردوغان نحو الهيمنة الإقليمية بنوع من القلق، مشيرة إلى موقف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي زار قبرص في 12 أيلول/سبتمبر وحذر قائلا: "نعبر عن قلقنا المستمر من الطموحات التركية للبحث عن المصادر الطبيعية في منطقة شرق المتوسط".
وكانت واشنطن، قبل زيارة بومبيو للجزيرة بأسبوعين، رفعت جزئيا حظرا على تصدير الأسلحة المفروض عليها منذ عام 1973.
وأضافت الصحيفة، أن بومبيو سيؤكد الرسالة في زيارته لأثينا في 27 و28 أيلول/ سبتمبر الجاري، وسيقوم بزيارة البحرية اليونانية في خليج سودا برفقة رئيس الوزراء ومناقشة التعاون العسكري الأمريكي – اليوناني.
ونوهت إلى أن بومبيو لن يزور أنقرة بسبب انزعاج المسؤولين الأمريكيين من الرئيس التركي، مشيرة إلى تصريحات لنائب وزير الخارجية الأمريكية ستيفن بيغان، انتقد فيها تركيا في خطاب ألقاه بالمجلس الأمريكي- التركي بواشنطن.
وقال المسؤول الأمريكي: "هناك قلق في الولايات المتحدة من عدة سياسات تركية (..) ونحث تركيا على التوقف عن استفزازاتها البحرية والخطوات التي تزيد التوتر في المنطقة".
وأضافت الصحيفة أن "تصريحات بيغان وزيارة بومبيو تعكس القلق الأمريكي من أردوغان الذي تجاوز الحدود في إظهار القوة وأغضب حتى المدافع الأقوى عنه ترامب".
ورأت أن التحول في الموقف الأمريكي الداعم لليونان مرتبط بالحملات الانتخابية واقتراب موعد التصويت حيث تركز الإدارة عينها على أصوات الأمريكيين اليونانيين خاصة في الولايات المتأرجحة.
وأشارت إلى أن الملف لن يحال لجهة ثالثة بدون تنازلات تقدمها تركيا واليونان وهو ما لا يمكن لأردوغان أو ميتسوتاكيس تحمله من الناحية السياسية، لكن يجب على الطرفين الاتفاق على "الشروط المرجعية" لتحديد الموضوعات التي تحتاج إلى تحكيم.