هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف شاب فلسطيني تفاصيل إنقاذه حياة ضابط في الشرطة النمساوية، بعد أن أصيب بالرصاص خلال الهجوم المسلح بالعاصمة فيينا الاثنين.
وفي التفاصيل، قال أسامة أبو الحسنى (20 عاما)، في حديث خاص لـ"عربي21"، إنه كان ذاهبا إلى مقر عمله بأحد مطاعم الوجبات السريعة، وسط العاصمة فيينا حينما فوجئ بالهجوم المسلح.
وأضاف أبو الحسنى: "كنت خارجا من مرآب السيارات برفقة زميلي بهدف الالتحاق بالعمل في نفس المبنى حين سمعت صوت إطلاق للنار في المكان، وعندما خرجت لمعرفة ما يجري في المكان، فاجأني منفذ الهجوم بإطلاق النار صوبي وكان يبعد عني حوالي 30 مترا لكنه لم يصبني، وفي هذه اللحظة ركضت للاحتماء من إطلاق النار".
اقرأ أيضا: قتلى بهجمات في فيينا والشرطة تتحدث عن هوية المنفذ (شاهد)
وأردف: "احتميت بشجرة في المكان لكن المسلح توجه نحوي وأطلق ما يقارب 10 رصاصات، لم أصب بأي منها، وفي هذه اللحظة حضرت قوة من الشرطة إلى المكان وجاءت نحوي وسألتني عن شكل المهاجم، وطبيعة السلاح الذي بحوزته، وبعد وقت قليل يقدر بـ5 دقائق اشتبكت هذه القوة مع المسلح في نفس المكان، فسقط أحد الضباط جريحا".
إنقاذ الضابط الجريح
وتابع: "ذهبت وسحبت الضابط الجريح وأبعدته عن مسرح إطلاق النار، واحتمينا معا خلف شجرة بالمكان،(..) كان الضابط قد أصيب بقدمه وكان ينزف بغزارة حاولت وقف النزيف وتقديم الإسعاف الأولي له، فيما واصلت الشرطة الاشتباك مع المهاجم".
وأردف: "بعد وقت قليل جاءت سيارات الإسعاف لانتشال الجرحى لكنها لم تستطع التقدم، بسبب غزارة النيران في المكان، فما كان مني إلا أن حملت الضابط الجريح وتوجهت به إلى مكان سيارات الإسعاف تحت غطاء من شرطي كان متواجدا في المكان، وفي هذه اللحظة ساعدنا شخصان في حمل الضابط إلى سيارة الإسعاف".
بدوره، قال خالد أبو الحسنى والد أسامة في حديث خاص لـ"عربي21، إن حياة ابنه كانت في خطر شديد جراء هذا الحدث المفاجئ الذي شكل صدمة لعائلته وللمجتمع النمساوي.
وأضاف: "عاد أسامة إلى البيت بعد انتهاء الهجوم وملابسه ملطخة بالدماء، وكان هذا الموقف عصيبا علينا، والمشهد كان فظيعا خاصة على والدته".
وأشار إلى أن ما فعله "أسامة، يعكس حالة الشهامة والنبل التي يتمتع بها أبناء المسلمين والعرب سواء في البلاد أو في المهجر".
وشدد أبو الحسنى قائلا: "نحن فلسطينيون وبالأساس عرب ومسلمون، نفتخر بإسلامنا ونحترم كل الديانات وكل الأيديولوجيات، ورسالتنا التسامح النابع من ديننا الحنيف، ورغم أن بلادنا محتلة واضطررنا إلى مغادرتها مرغمين مهجرين، إلا أننا نحمل رسالة إنسانية محبة وتسامح وتقبل الآخرين في أي مكان بالعالم".
تكريم الشرطة
وحول تفاصيل تكريم أسامة من الشرطة، قال والده إنه بعد قتل المسلح جرى تمشيط المنطقة واستدعاء شهود العيان على الفور لأخذ إفادتهم وكان من بينهم أسامة، وعند حضوره إلى مركز الشرطة في المنطقة تعرف عليه رجال الشرطة وأشادوا بموقفه وشجاعته في إنقاذ زميلهم من الموت، وأعجبوا بموقفه وقرروا تكريمه، حيث جرى منحه الوسام الذهبي للشرطة في فيينا".
يذكر أن أسامة الذي ينحدر وعائلته من قطاع غزة، التحق بوالده قبل نحو عامين في فيينا وتمكن من دراسة دبلوم الكهرباء في أحد معاهد العاصمة، قبل أن يلتحق بالعمل بأحد فروع مطاعم الوجبات السريعة، لينال ترقية فيما بعد أوصلته لأن يكون مساعدا لمدير الفرع.
وكانت وزارة الداخلية النمساوية أعلنت الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا حادث إطلاق النار وسط العاصمة فيينا، الذي وقع مساء الاثنين، إلى 5 قتلى.
وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر، إن "القتلى الخمسة بينهم منفذ الهجوم، ولقي مصرعه برصاص الشرطة"، مضيفا أنه من بين القتلى رجلان وسيدتان، ماتوا جميعا متأثرين بإصاباتهم.