هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال
كاتب إسرائيلي إنه "على خلفية الادعاءات بأن اتفاقيات السلام الإسرائيلية
الجديدة تستند على مصالح اقتصادية وجيوسياسية متعلقة بتجارة الأسلحة بشكل عام، لأن
تغييرا تاريخيا يحدث الآن في السودان، والغريب أنها معجزة حقيقية عدم حدوث ثورة
مضادة في السودان عقب اتفاقية التطبيع الأخيرة مع إسرائيل".
وأضاف
أمير بن دافيد في مقاله على موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته
"عربي21" أن "السودان ثالث أكبر دولة في أفريقيا، حتى 2011 كانت
أكبر دولة في القارة، لكن الجزء الجنوبي منها، الذي عاش حروبا أهلية لسنوات، كان
معزولا عنها، ثم ظهرت دولة جنوب السودان، حيث قامت إسرائيل بتسليح وتدريب قوات
المتمردين فيها، وتولى جهاز الموساد المسؤولية عن ذلك لعقود".
وكشف
أنه "في الثمانينيات، تم تنفيذ عملية لإحضار يهود إثيوبيين عبر السودان، كانت
عملية سرية، لكنها متوافقة مع السلطات السودانية، تضمنت تسليم أسلحة وأموال إلى
ديكتاتوريين هناك، وهكذا وقفت إسرائيل والولايات المتحدة في رعاية لجنوب السودان،
وبشكل استثنائي أطلقت إسرائيل مشاريع مدنية هناك، رغم أنها لا تقدم أي شيء
بالمجان، حيث تم تشكيل تحالف طويل الأمد هناك، حظي بدعم حقيقي".
وأوضح
أن "التدخل الإسرائيلي في جنوب السودان لم يكن أقل دراماتيكية، فعندما تم
إنشاء هذه الدولة، وقدم سفيرها أوراق
اعتماده للرئيس رؤوفين ريفلين، اعترف أمامه بأن جنوب السودان تم إنشاؤه بفضل
إسرائيل، من خلال الجنرال "جون"، وهو لقب رجل الموساد دافيد بن عوزيئيل،
المسمى "طرزان"، وصل للموساد بعد أن خدم في الوحدة 101 بزعامة أريئيل
شارون".
اقرأ أيضا: رئيس "الإصلاح" السوداني لعربي21: قرار التطبيع فاقد للشرعية
وأكد
أنه "قبل خمس سنوات، سمحت الرقابة العسكرية لـ"طرزان" بنشر كتابه
"يوميات مهمة الموساد إلى جنوب السودان 1969- 1971"، الذي كشف كيف أسس
الموساد جيش المتمردين في جنوب السودان، بالتزامن مع عقد التسعينيات الذي شهد حربا
باردة بين إسرائيل وإيران في السودان وجنوبه، حيث دعمت طهران الخرطوم، ودعمت تل
أبيب متمردي الجنوب، حيث شكلت الأراضي السودانية طريقا لتهريب الأسلحة لقطاع
غزة".
ونقل
عن المحامي إيتاي ماك، الذي يقود الجهود للحد من تجارة الأسلحة الإسرائيلية في
السودان وجنوبه، أن "أسلحة إسرائيلية شاركت في مذبحة كبيرة جدًا في جوبا،
عاصمة الجنوب، في 15 كانون أول/ ديسمبر 2013، ونفذت هذه المجزرة بشحنة من بنادق
غاليلو التي وصلت قبل وقت قصير من إسرائيل في صفقة توسط فيها رئيس جهاز الأمن
العام بجنوب السودان، ونفذوا مجزرة بحق أعضاء قبيلة نوير، ما يذكرنا بمجزرة صبرا
وشاتيلا".
وأشار إلى أنه "في وقت مبكر من 2015، أدرك السودان أن تحالفه مع إيران لا يسير على ما
يرام، لأنهم لا يستطيعون إعالة أنفسهم ماليا، ولذلك اتخذوا قرارا استراتيجيا
بالتخلي عن هذا التحالف، والانتقال للتحالف مع السعودية، وأرسلوا جنودهم للقتال في
اليمن، وشكلوا مشاة للقوات السعودية".
وأكد
أنه "منذ 2015 توقف السودان عن السماح بمرور شحنات الأسلحة إلى غزة، وبدأت
جميع أنواع الإشارات في وسائل الإعلام السودانية بأنهم يريدون تغيير علاقاتهم مع
إسرائيل، واليوم من الواضح أنه من السابق لأوانه في الوقت الحالي معرفة الغرض من
الاتفاقية بين إسرائيل والسودان، سواء في قصة اللاجئين الموجودين في إسرائيل، أو
في قصة بيع الأسلحة".