"الرئيس يكذب".. عبارة لافتة قرأتها على شريط الأخبار الخاص بشبكة سي إن إن الأمريكية بعد لحظات من بدء دونالد
ترامب خطابه منذ أيام، كرد فعل مباشر على
ادعاءات ترامب بتزوير الانتخابات ورفضه الاعتراف بخسارته أمام الرئيس الأمريكي المنتخب جو
بايدن.
مذيع سي إن إن قال إن دونالد ترامب مستمر بالكذب مرة أخرى، وقد تعودنا على ذلك، فقد تم إحصاء أكثر من عشرين ألف كذبة قالها ترامب أثناء السنوات الأربع الماضية، سواء في تغريدات عبر حسابه الرسمي في موقع تويتر أو أثناء خطابات رسمية من داخل البيت الأبيض، وحتى في مقابلات تلفزيونية أجراها ترامب.
كذبة وراء كذبة، كان أشهرها أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حي يرزق ولم يُقتل، ثم كذبته بخصوص الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حين قال إنه ولد في كينيا وأنا يعتنق الإسلام.. كذبات ترامب الكثيرة وصلت إلى حد اتهام عائلة تيد كروز، منافسه السابق، بأنها وراء مقتل الرئيس الأمريكي السابق جون كنيدي، ووصل به الأمر أن قال إن فيروس كورونا ليس موجودا وأنه مجرد فيروس صيني تتم المبالغة بخصوصه، وانتهى به المطاف في أكبر وأشهر كذباته بشأن فوزه في الانتخابات الأمريكية وعدم قبول الخسارة أمام بايدن.
عشرون ألف كذبة في أربع سنوات كانت هي الأسوأ ليست على الولايات المتحدة الامريكية فقط، وإنما امتدت آثارها المدمرة إلى العالم أجمع.. بات الكذب والادعاء واختلاق الروايات المزيفة هي السياسة الحاكمة لدكتاتوريات العالم العربي طالما ظل ترامب يكذب في البيت الأبيض..
قتل محمد بن سلمان جمال خاشقجي ومثّل بجثته وقطعها وحرقها، ولكن ترامب خرج ليكذب ويغطي على تلك الجريمة ويحمي السيد منشار العظم..
أفرط السيسي في انتهاكات حقوق الإنسان وخرجت ضده تظاهرات شعبية ساخطة في أيلول/ سبتمبر 2019 وكادت تطيح به، فخرج ترامب يكذب برفقة
السيسي في البيت الأبيض ليتحدث عن الأدوار العظيمة التي أداها السيسي لينقذه من السقوط أمام تلك التظاهرات.
خسر ترامب وذهب إلى الجحيم برفقة كذباته العشرين ألفا، وترك أيتامه في القاهرة والرياض وأبو ظبي لا يعلمون ما يصنعون، تركهم ترامب في حالة من التخبط الشديد، فقد راهنوا عليه ووضعوا جميع البيض في سلة كذباته كي تبقيهم فوق عروشهم، ولكن جو بايدن ومعه أكثر من خمسة وسبعين مليون مواطن أمريكي قد رفضوا ذلك وقررو وضع حد لهذا القدر الكبير من الهراء.
انتقل فيروس الكذب سريعا من لسان دونالد ترامب إلى قصور الاتحادية والرياض وأبو ظبي، وقرر السيسي في
مصر أن يطلق أذرعه الإعلامية ولجانه الالكترونية على الفور لشن حملة إعلامية ضد جو بايدن. تابعت عددا كبيرا من القنوات الفضائية المصرية والصحف الصادرة في الساعات الأخيرة، لأجد مجموعة من الرسائل المكررة بشكل متعمد في محاولة لرسم صورة واحدة لدى المواطن المصري عن طبيعة الأيام المقبلة بعد فوز بايدن بالرئاسة، وكيف سيكون شكل العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها الديمقراطية وبين مصر ونظامها العسكري الفاشي. وأستعرض هنا بعضا من تلك الكذبات:
مصر 2020 ليست مصر 2013، تلك أولى الرسائل التي
يحاول السيسي طمأنة نفسه بها، رسالة تكررت على لسان عمرو أديب ولميس الحديدي وغيرهما من مذيعين وصحفيين وسياسيين أيضا، يدّعي هؤلاء أن السيسي قد جعل من مصر دولة قوية لا تعبأ كثيرا بمن يحكم الولايات المتحدة.
في 2013 كان العالم كله ضد مصر، ولكن النظام الحالي قد صنع شبكة علاقات جيوسياسية قوية تجعل الضغط عليه من قبل إدارة بايدن أمرا صعبا.
جو بايدن رجل عجوز سيموت في خلال عامين، وستحكم كامالا هاريس بدلا منه، وهذا يعني أن هيلاري كلينتون وباراك أوباما ومن ورائهما جماعة الإخوان المسلمين سيكونون هم الحاكم الفعلي للولايات المتحدة.
قطر وجماعة الإخوان المسلمين ستدعمان جو بايدن من أجل عودة ثورات الربيع العربي مرة أخرى ومحاولة إسقاط النظام في مصر.
هذه عيّنة بسيطة من كذبات النظام المصري في الساعات الاخيرة، وكلها تشير إلى حقيقة واحدة، وهي أن
حالة من القلق غير الطبيعية يعيشها السيسي ونظامه منذ فوز جو بايدن، وأن ترقبا شديدا في أوساط الحكم العسكري في مصر من الطريقة التي سيتعامل بها الرئيس الامريكي المنتخب مع انتهاكات حقوق الإنسان وانسداد الحياة السياسية في مصر.
twitter.com/osgaweesh