هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "صباح" التركية"، إن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، سيواجه مصاعب جمة، وإن الولايات المتحدة التي تتآكل هيمنتها من الداخل والخارج، ينتظرها مستقبل صعب.
وأضافت الصحيفة التركية في تقرير ترجمته "عربي21"، أن واحدة من أكبر مشاكل بايدن، في ظل أن فرص نجاحه ضد قوة الصين وتحالف روسيا وتركيا -التي ترمز إلى العالم الجديد- ضئيلة للغاية، هي إدارة أمريكا الترامبية، لأن أمريكا الجديدة لترامب، والتي تشكل "الأقليات العاملة البيضاء" المحرك فيها، ترمز إلى تمرد متجذر ضد النظام المؤسساتي، والرأسمالية، وحضارة السوق التي تفرضها الليبرالية الجديدة، والدولة العميقة التي يحكم فيها المعينون المنتخبون.
وأوضحت أن الولايات المتحدة، بعد عهد ترامب، التي كان من معالمها الاتجاه للاقتصاد القومي والعنف العنصري والوباء، تتجه هذه المرة إلى موجة من "الإرهاب الليبرالي والديمقراطي" في عهد بايدن، لاسيما في السياسة الخارجية.
ولفتت إلى أن هنري كيسنجر الذي وصفه السياسي البريطاني جورج غالوي، بأنه "أعظم مجرم حرب، والشخص الذي تلطخ الدماء يديه، بعد هتلر"، قدم دعمه الكامل لبايدن واصفا إياه بـ"المعتدل".
وأضافت، أن بايدن يعلم جيدا أن كيسنجر دعم الحروب الأهلية والانقلابات والجرائم ضد الإنسانية في عشرات البلدان، وسار على دربه عندما كان نائبا للرئيس في عهد أوباما، بإعطاء الضوء الأخضر لمحاولة الانقلاب في تركيا، وإثارة الفوضى والحروب في ليبيا ومصر واليمن وسوريا والعراق وأفغانستان ولبنان.
وتابعت، بأن بايدن وأوباما في عام 2008، أبديا الرغبة بالانسحاب من الشرق الأوسط، وتشكيل لعبة جديدة في آسيا، وأن أولويتهما كانت تطويق الصين في المحيط الهندي والهادئ.
اقرأ أيضا: صحيفة: حراك تركي روسي بقضايا عدة استباقا لعهد بايدن
وأكدت أن ما حدث هو العكس، فالثنائي الذي خنق الربيع العربي الذي يمثل حنين الشعوب الإسلامية للديمقراطية والعدالة والحرية، ومهدا الطريق لتنظيم الدولة، حولا العالم الإسلامي إلى أرض تسودها الفوضى والعنف والقتل.
ولفتت إلى أنه على ما يبدو، فإن أوباما وهيلاري كلينتون التي ستكون مبعوثة بايدن، في الأمم المتحدة، سيكونان عنوان محركي الاستراتيجية الجديدة "القذرة" للولايات المتحدة.
وأضافت أن كلينتون التي كانت وزيرة الخارجية خلال الفترة الأولى للثنائي أوباما وبايدن، كانت واحدة من المسؤولين الأوائل عن الحروب الأهلية في ليبيا ومصر وسوريا، حيث قتل الأطفال والنساء على الرغم من خطابها الليبرالي حول الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.
وشددت الصحيفة على أن فرص "مثلث الشر القديم"، الذي يتكون من بايدن وأوباما وكلينتون، ومحاولتهم فرض نظامهم الفوضوي على العالم الجديد بقيادة الصين وروسيا وتركيا، تكاد تكون مستحيلة.
وأوضحت أن التحالفات بين الصين وروسيا وتركيا، تزداد قوة كل يوم، وتتجه نحو نظام منهجي، وعليه فالخيار الأفضل لبايدن وإدارته هو الإندماج مع العالم الجديد، وإلا فقد تكون مهمته فاشلة.