هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تداول المشاركون في ملتقى الحوار الليبي مقترحا حول الإبقاء على رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج في منصبه رئيسا للمجلس الرئاسي وتسميته لرئيس حكومة تكون منفصلة عنه وتغيير نائبيه فقط، وسط تساؤلات عن مدى قبول باقي الأعضاء لهذه الخطوة وقبول السراج نفسه للبقاء.
وكشف عضو مشارك في ملتقى تونس
للحوار الليبي، فضل عدم ذكر اسمه لمنعهم من التصريحات، لـ"عربي21" أن
"هذا المقترح متداول فعلا بين المشاركين وأنه في بداية الاجتماعات كانت هناك مجموعة
صغيرة من نواب الغرب الليبي تفضل بقاء السراج، مع تغيير نوابه إلى نائبين فقط وتشكيل
حكومة منفصلة عن المجلس الرئاسي".
واستدرك العضو في تصريحات خاصة:
"لكن بعد أن شعر أغلب أعضاء الملتقى بأن البعثة تحاول أن تمرر صفقة (عقيلة صالح
"للرئاسي"- باشاغا "لرئاسة الحكومة") اتجه عدد كبير من أعضاء الغرب
ومعهم بعض أعضاء الجنوب والشرق لفكرة الإبقاء على السراج، كون هناك رفض لـ"عقيلة
صالح" وهناك شعور من عدم الثقة في البعثة الأممية وخطواتها المفاجئة"، وفق
تصريحاته.
ووسط التأكد من تداول هذا المقترح
وطرحه للنقاش في الجلسة المقبلة: هل سيلقى قبولا خاصة من ممثلي الشرق الليبي؟ أم سيتم
مقايضة ذلك بترشيح "عقيلة صالح" رئيسا للحكومة؟.
تحركات السراج للبقاء
من جهته، قال وزير التخطيط الليبي
السابق، عيسى التويجر لـ"عربي21" إن "السراج شخصيا يقوم بعدة تحركات
لبقائه في منصبه، وذلك عبر ممثليه في ملتقى تونس وعبر بعض النشاطات التي يحاول بها
عرقلة الملتقى في تسمية رئيس حكومة ورئيس مجلس رئاسي، لذا رحب بموعد الانتخابات المقبلة
كون المدة ستخدم بقائه".
ورأى خلال تصريحاته أن
"ما يفعله السراج هدفه تحقيق مصالح شخصية له ولحزبه، ولا علاقة له بالتخوف من
تداعيات تنصيب عقيلة صالح رئيس للمجلس الرئاسي المصغر، والتي يعتبرها كثيرون كارثة
حقيقية قد تؤدي إلى حرب جديدة على طرابلس لكنها شرعية هذه المرة"، كما توقع.
وتابع: "والأرجح وتحت إصرار
البعثة وكنتيجة لتفاهمات الدول المؤثرة في ليبيا يبدو أن تقاسما للسلطة سيحدث بين باشاغا
وبين ممثل من الشرق الليبي، يرجح أن يكون عقيلة، تباركه وتفرضه هذه الدول من خلال البعثة،
بالرغم من العراقيل التي يضعها أتباع حفتر ضد تنصيب الأول الذي قدم تنازلات بزيارته
لفرنسا ربما لحل هذه المعضلة"، وفق رأيه.
في حين، أشار رئيس الكونغرس التباوي الليبي عيسى عبد المجيد إلى أنه "لا توجد ثقة في البعثة الأممية ومخططاتها، لكن لا مشكلة أن يبقى السراج على رأس المجلس الرئاسي، ويسمي هو رئيس حكومة جديد منفصلة عنه وتكون معبرة فعلا عن الثورة الليبية شريطة أن يتم بعدها إجراء انتخابات مبكرة بقاعدة دستورية دون الدخول في مراحل انتقالية".
اقرأ أيضا: ما التأثيرات المتوقعة لتعيين "ميلادينوف" على الأزمة الليبية؟
وتابع في تصريحات لـ"عربي21":
"يكون مهمة الحكومة أيضا وبرعاية المجتمع الدولي محاكمة الجناة خاصة المتسببين
في القتل والتهجير سواء في الشرق الليبي أو في الجنوب، وضمان الحكومة لعودة المهجرين
من المنطقة الشرقية إلى بيوتهم واسترجاع كامل ممتلكاتهم وحل المختنقات التي يعاني منها
المواطن"، بحسب تقديره.
واستدرك قائلا: "الحقيقة
حوار تونس لم يحقق أي نتائج كبيرة كون المشاركين لا يملكون قوة سياسية أو مناطقية على
الأرض، في حين تم استبعاد الفاعلين الحقيقيين على الأرض ومنهم قوات بركان الغضب مثلا،
كما تم فيها استبعاد أغلب المكونات الاجتماعية ومنهم مكون التبو"، كما صرح.
الأمينة العامة لحزب الجبهة الوطنية الليبي فيروز النعاس أوضحت أن "المعلومات الرائجة الآن تتحدث أن البعثة تحاول فرض عقيلة صالح كرئيس للمجلس الرئاسي الجديد، وهذا كان من أهم أسباب محاولة تمرير المادة التي تستبعد كل من تقلد من منصب منذ عام 2014".
وتابعت: "زد على ذلك أن
تحديد موعد الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 قصّر مدة الرئاسي والحكومة القادمة، وهذا
ما جعل البعض يدفع باتجاه بقاء السراج مع إجراء تعديل وزاري، أما هل يلقى هذا التوجه
قبولا أم لا! فهذا يعود إلى مدى رغبة المشاركين على وضع حل ولو جزئي وبما يسمح للمضي
قدما ولتحقيق ولو استقرار نسبي يطمئن الشارع الليبي"، كما قالت لـ"عربي21".
تعاون تركي مع الجيش
وفي سياق آخر، قال وزير
الدفاع الليبي صلاح الدين النمروش إننا "نحتفل اليوم بافتتاح مركز تدريب عمر
المختار، وتخريج الدفعة الأولى منه"، مؤكدا أنه "ثمرة التعاون المشترك الليبي
التركي، والخطوة الأولى في مسيرة بناء جيل جديد للجيش الليبي، متسلح بالعلم
والمعرفة والتقنية".
وتابع النمروش خلال كلمة له
في افتتاح المركز: "سنوظف طاقات شبابنا المهدورة، مجددين الثقة فيهم، عاقدين
على عزائمهم الآمال".
— Salahedin Al namroush (@Namroush) November 21, 2020
وعلى صعيد آخر، دعت رئيسة البعثة
الأممية إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، السبت، المسؤولين في ليبيا والشعب، إلى
"عدم السماح لمن يحاربون بجميع الوسائل"، إبقاء وضع البلاد كما هو عليه.
وأكدت ويليامز، في حوار مع موقع
أخبار الأمم المتحدة، أنها تحذر الليبيين ممن "يضللونهم بالأخبار والحملات الملفقة،
ومن يريدون أن يسرقوا منهم فرصة إقرار السلام وتغيير وضع البلاد إلى الأفضل".
ولفتت إلى دور وفدا اللجنة
العسكرية المشتركة الليبية (5+5)، اللذان وقعا على اتفاق وقف إطلاق النار نيابة عن
حكومة الوفاق وقوات القيادة العامة، وأثنت على عملهما قائلة: "ما أنجزتموه هنا
يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة، لقد اجتمعتم من أَجل ليبيا، من أجل شعبكم، لتتخذوا خطوات
ملموسة لإنهاء معاناتهم".
وشددت على ضرورة "الإحساس
بالمسؤولية، والوطنية، والالتزام بروح التفاوض لدى أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة،
ولدى المشاركين في الملتقى السياسي"، منوهة إلى دور الكتلة النسائية
التي شاركت في الملتقى، وأهمية دور المرأة في بناء وصنع السلام.
وتابعت: "إنهن يستحققن
بالفعل وزنهن ذهبا، عندما يتعلق الأمر بوجودهن على طاولة المفاوضات"، وذلك بعد
أن شاركت 17 امرأة من بين 75 شخصية ليبية، في الملتقى السياسي الليبي بتونس.