خبير أمريكي: المواجهات المباشرة بين أمريكا والصين ستتصاعد

قال عالم السياسة الأمريكي، روبرت بيانكي، إن "المواجهات المباشرة بين أمريكا والصين ستتصاعد خلال السنوات المقبلة"، مضيفا أنه "إذا أدى ذلك إلى صراع عسكري، فستحاول الصين إبقاءه قصيرا وقريبا من حدودها، بينما ستسعى الولايات المتحدة إلى صراع أطول على البحار والأراضي الأوسع من أجل إلحاق ضرر أكبر بالأصول الدفاعية والاقتصادية الصينية".

ورأى، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "القادة الأمريكيين والصينيين لا يقدرون قيمة تقاسم السلطة مع بقية المجتمع الدولي، ويرون أن أحدهما أو كليهما يمكنه السيطرة على الشؤون العالمية مع استبعاد البلدان الأخرى"، معتبرا أن ذلك "قصر نظر سيقوض جهودهم لمعالجة المشاكل العالمية سواء اختاروا التصرف بشكل منفصل أو سويا".

وأوضح عالم السياسة الأمريكي أن "السياسة الخارجية الأمريكية من المحتمل أن تعود إلى العادات القديمة المُتمثلة في احترام الرئيس للمهنيين وجماعات الضغط في واشنطن، وسوف تستعيد بيروقراطية الأمن القومي التي شجبها ترامب القيادة وتستأنف جهود أوباما المتوقفة للابتعاد عن الشرق الأوسط وتتجه نحو المحيط الهادئ".

وفي ما يأتي نص المقابلة:

هل فوضى الانتخابات الأمريكية نعمة لأعداء الديمقراطية في العالم؟

هناك فوضى أقل مما تراه العين في انتخاباتنا. في الواقع، لم يتغير شيء يذكر. لقد فاز بايدن، لكن لا يوجد اختراق نحو الأغلبية الحاكمة التي يمكنها معالجة المشكلات المتصاعدة التي تشل البلاد. إن ألد أعداء الديمقراطية ليسوا على الأرجح أجانب، ولكن ملايين الأمريكيين الذين يعارضون حكم الأغلبية. إن الولايات المتحدة مُحاصرة بدستورها الخاص، ومجلس شيوخ يهيمن عليه الجمهوريون المتشددون، ودوائر انتخابية تم التلاعب بها، وسلطة قضائية مليئة باليمينيين المعينين مدى الحياة.

برأيك، ما تداعيات الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الصين ومنطقة الشرق الأوسط؟

من المحتمل أن تعود السياسة الخارجية الأمريكية إلى العادات القديمة المُتمثلة في احترام الرئيس للمهنيين وجماعات الضغط في واشنطن. سوف تستعيد بيروقراطية الأمن القومي التي شجبها ترامب القيادة وتستأنف جهود أوباما المتوقفة للابتعاد عن الشرق الأوسط وتتجه نحو منطقة آسيا - المحيط الهادئ. لن يظل بايدن في منصبه لفترة كافية لابتكار نهج جديد للحوكمة العالمية، ما يعني أننا سننتقل من أزمة إلى أخرى في الشرق الأوسط والمحيط الهادئ والعديد من المناطق الأخرى في نفس الوقت.

هل تتوقع مواجهة مباشرة بين أمريكا والصين في أي مرحلة؟

 
إنهم متورطون بالفعل في العديد من المواجهات المباشرة التي ستتصاعد في السنوات القادمة. إذا أدى ذلك إلى صراع عسكري، فستحاول الصين إبقاءه قصيرا وقريبا من حدودها، بينما ستسعى الولايات المتحدة إلى صراع أطول على البحار والأراضي الأوسع من أجل إلحاق ضرر أكبر بالأصول الدفاعية والاقتصادية الصينية.

هل يمكن لأمريكا والصين أن يتحالفا أم إن هذا أمر مستحيل؟ وكيف تنظر لمستقبل العلاقة بينهما؟

يشترك القادة الأمريكيون والصينيون بالفعل في تحالف نفسي غريب. وجهة نظر قصيرة النظر مفادها أن أحدهما أو كليهما يمكنه السيطرة على الشؤون العالمية مع استبعاد البلدان الأخرى. إنهم لا يقدرون قيمة تقاسم السلطة مع بقية المجتمع الدولي، وهذا قصر النظر سيقوض جهودهم لمعالجة المشاكل العالمية مثل تغير المناخ والأوبئة والانتشار النووي وتدفق اللاجئين، سواء اختاروا التصرف بشكل منفصل أو سويا.

كيف ترى التوتر بين العالم الإسلامي وأوروبا في ظل الأحداث الأخيرة؟ وكيف يمكن حل المشكلة بين المسلمين وأوروبا برأيك؟

يحاول الأوروبيون صد هجوم اليمينيين الذين يكرهون الأجانب الذين يستغلون مخاوف الهجرة الجماعية والاختلاط العنصري. يرفض معظم المواطنين الأوروبيين دعاية المتطرفين، لكن السياسيين غير الآمنين وغير المحنكين مثل إيمانويل ماكرون وبوريس جونسون يسعون بلا جدوى لمحاولة الظهور أكثر صرامة وقومية من منافسيهم.

إذا فهم المسلمون الضعف الكامن وراء الإسلاموفوبيا في أوروبا، فمن المحتمل أن يتمكنوا من إدارة العاصفة بحكمة أكبر وضرر أقل على المدى الطويل.