هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت فصائل فلسطينية، الاثنين، من "خطر" استجابة المملكة العربية السعودية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، عقب ورود أنباء عن لقاء سري أجراه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مدينة نيوم غرب المملكة.
وكان وزير التعليم بحكومة الاحتلال يوآف غالانت قد أكد في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال "صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن عقد نتنياهو لقاء سريا مع ابن سلمان، في السعودية"، وهو ما نفاه وزير الخارجية السعودي.
وفي وقت سابق قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن لقاء ثلاثيا، عُقد الأحد، في السعودية، بمشاركة رئيس الوزراء نتنياهو، وابن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن اثنين من مستشاري الحكومة السعودية، إقرارهما بلقاء نتنياهو وابن سلمان في المملكة أمس الأحد.
اقرأ أيضا: وزير إسرائيلي يؤكد لقاء نتنياهو بابن سلمان والسعودية تنفي
وتعليقا على هذه الأنباء، قال القيادي في حركة "حماس" سامي أبو زهري عبر حسابه بـ"تويتر": "المعلومات حول زيارة نتنياهو للسعودية خطيرة، إن صحت".
ودعا القيادي في حماس السعودية إلى "توضيح ما حدث"، معتبرا أنه يمثل "إهانة للأمة وإهدارا للحقوق الفلسطينية".
— DR. SAMI ABU ZUHRI (@SamiZuhri) November 23, 2020
من جانبه، قال قيس عبد الكريم، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين،
إن "استجابة السعودية للتطبيع مع إسرائيل يقود لتصدع في الموقف العربي".
وقال عبد الكريم: "حتى الآن، الزيارة غير معلنة رسميا من الجانب
السعودي، ولا تأكيدات بشأنها".
اقرأ أيضا: وزير إسرائيلي يؤكد لقاء نتنياهو السري بابن سلمان في السعودية
وأضاف: "نحن نؤكد أن المحاولات جارية لجر السعودية لمواقع التطبيع مع
إٍسرائيل، وهي محاولات ضارة".
وتابع: "الاستجابة لهذه المحاولات يمكن أن تقود إلى تصدع كبير في
الموقف العربي، وتحدث تأثيرا سلبيا أكبر مما كان عليه من خطوتي البحرين
والإمارات".
ودعا عبد الكريم، السعودية لرفض التطبيع مع "إسرائيل"، والالتزام بما أعلنته إزاء ذلك.
بدورها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على لسان القيادي داود شهاب، التقارير التي تحدثت عن زيارة نتنياهو إلى السعودية، وقال: "ندين حركة استقبال المجرم الإرهابي نتنياهو في السعودية".
واعتبر شهاب في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هذه الزيارة السرية التي كشفت عنها وسائل الإعلام الصهيونية، سقوطا سياسيا و ردة عن الثوابت وخيانة للقدس ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وللمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث المسجدين، الذي يخطط نتنياهو و حكومته وجيشه المجرم للاستيلاء عليه وهدم معالمه".
وأضاف شهاب: "إن الواجب والمتوقع من دولة تدعي مسؤوليتها عن أهم الأماكن المقدسة لدى الأمة الإسلامية، أن تحمي المقدسات في القدس وفلسطين، لا أن تشارك في التطبيع الذي سيشجع الاحتلال على الاستمرار في سياساته العدوانية الخبيثة في فلسطين الأرض المقدسة والمباركة".
وحذر القيادي الفلسطيني، من أن "تكون هذه الزيارة مقدمة لعدوان واسع يستهدف شعبنا وأمتنا ويستهدف المقدسات"، منوها أن "هناك مسعى أمريكي إسرائيلي لإنهاء ملفات في المنطقة تتعلق بتكريس الهيمنة".
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكدت على لسان القيادي هاني الثوابتة، أن "هذه الزيارة تؤكد على استمرار قطار التطبيع الذي شرعت فيه بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال، بدعم في الأساس وتأييد من السعودية، واليوم السعودية تسير على ذات المسار والنهج الذي سلكته الإمارات".
ونبه الثوابتة في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "المستفيد من هذه الزيارة والتطبيع هو الاحتلال، وما يجري من تطبيع وزيارات هو تشريع لهذا الكيان الصهيوني في المنطقة، وغطاء لجرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها بحق شعبنا وفي المنطقة، وهو تشريع لاحتلال فلسطين، وتشريع لتهويد القدس والأرض الفلسطينية، وتشريع أيضا لإهدار وشطب حقوق الشعب الفلسطينية المشروعة والعادلة".
وأوضح الثوابتة، أن "ما جرى ويجري هو طعنة في ظهر شعبنا"، منوها أن "زيارة نتنياهو إلى السعودية بكل تأكيد لها أهداف عديدة في سياق السياسية الصهيونية التي تستهدف تسجيل احتراقات تلو الأخرى في الساحة والعواصم العربية، في إطار تمكين هذا الكيان الصهيوني في المنطقة، وتسويغ وجوده بعدما كان يشكل حالة رفض على كل المستويات".
ولفت إلى أن "كل ما يجري مرتبط بالحكومات والأنظمة العربية، أما الشعوب وحركات التحرير لا ولن تقبل بوجود هذا الكيان على الأرض العربية، وما تنتهجه تلك الحكومات والأنظمة لا يمثل إرادة الشعوب ولا نبض الشارع العربي الذي يرفض كل هذا السلوك التطبيعي والهرولة التي تعبر عن العجز والاستسلام والخضوع والخنوع لصالح الإرادة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي".
وعن دلالة هذه الزيارة السرية تجاه كتابة شهادة وفاة المبادرة العربية، قال القيادي: "الزيارة لم تقتل فقط المبادرة، بل قتلت كل القرارات التي كانت تتعلق بمقاطعة الاحتلال واللاءات العربية التي كانت تؤكد على عدم قبول الاحتلال ورفض المفاوضات والاعتراف بهذه الكيان، وهي ذات القرارات التي كانت تؤكد على دعم نضال وحقوق شعبنا الفلسطيني".
وفي الموقف الرسمي، تعلن السعودية التزامها بمبادرة السلام العربية، التي تشترط قيام دولة فلسطينية على حدود حزيران/ يونيو 1967 قبل الانخراط في "السلام مع إسرائيل".