هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استقبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، مساء الاثنين، في قصر الرئاسة في
نواكشوط، وزير الخارجية في حكومة جبهة البوليساريو، محمد سالم ولد السالك.
وبحسب مراسل "عربي21"، فقد سلم القيادي في جبهة البوليساريو الرئيس
الموريتاني رسالة من الأمين العام للجبهة إبراهيم غالي، تتعلق بتطورات قضية الصحراء
المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو.
ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية (رسمية) عن ولد السالك قوله: "إن
البوليساريو تعتقد أن الاستقرار والأمن في المنطقة مرتبطان باحترام الحدود".
وأضاف: "ستعمل البوليساريو في هذا الاتجاه، وعلى أساس أن العلاقات تكون
مبنية على الاحترام المتبادل وعلى المصالح المشتركة".
وتابع: "الشعب الصحراوي، الذي يعمل من أجل السلام ويكافح من أجل حقوقه،
سيبقى دائما من أجل أن يكون السلام مبنيا على العدالة، وعلى احترام الحدود، والوحدة
الترابية لكل مكونات المنطقة".
ويأتي استقبال الرئيس الموريتاني للقيادي في جبهة البوليساريو، وتسلمه
رسالة من الأمين العام للجبهة، بعد يومين من تلقيه مكالمة من العاهل المغربي محمد
السادس، اتفقا في ختامها على تبادل الزيارات.
اقرأ أيضا: الأردن ينوي فتح قنصلية بـ"الصحراء" وهجمات جديدة للبوليساريو
وتأتي التحركات السياسية، في ظل التصعيد الذي تشهده قضية الصحراء، إثر
إغلاق جبهة البوليساريو معبر "الكركرات" الحدودي بين موريتانيا
والمغرب، قبل أن يتدخل الجيش المغربي ويؤمن المعبر.
ولا يستبعد مراقبون أن تستغل موريتانيا التحسن الحاصل في العلاقة بين نواكشوط
والرباط منذ وصول الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني للسلطة، وكذلك العلاقات التي
تربط البوليساريو بموريتانيا، للقيام بوساطة للتهدئة، والعمل من أجل إيجاد حلول
لقضية الصحراء.
وكانت الخارجية الموريتانية قالت، في بيان سابق، إنها أجرت العديد من
الاتصالات، في مسعى حثيث لنزع فتيل الأزمة، وحثت أطراف الصراع على ضرورة السعي
للحفاظ على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل توافقي عاجل للأزمة وفق آليات الأمم
المتحدة، بما يحفظ مصالح الأطراف، ويجنب المنطقة مزيدا من التوتر.
وقبل أيام، دعا وزير الخارجية الموريتاني الأسبق، محمد فال ولد بلال، إلى
"وساطة داخلية" لحل أزمة إقليم الصحراء.
وقال ولد بلال في تدوينة عبر حسابه على "فيسبوك"، إنه يقصد بالوساطة الداخلية
"وساطة سرية وطوعية ومدنية غير مصنفة تقوم بها شخصيات اعتبارية محترمة وزكية
وجديرة بالثقة من كل الأطراف المعنية والمهتمة".
وأضاف: "الوساطة الداخلية ستكون أجدى وأنفع، وأكثر قدرة على تقريب
وجهات النظر من لقاءات مفتوحة برعاية الأمم المتحدة، غير ملزِمة ولا ملزَمة
بانضباط أو سرية أو تحقيق نتائج".
واعتبر ولد بلال أن الأمم المتحدة وحدها "لن تكون قادرة على إيجاد حل
شامل ونهائي بطريقة العمل المتبعة منذ عقود".