ملفات وتقارير

الاتفاق الخليجي المحتمل.. مصالحة كاملة أم هدنة مؤقتة؟

قاطعت السعودية قطر منتصف 2017 وأغلقت حدودها البرية ومنعت طائراتها من دخول مجالهم الجوي- واس
قاطعت السعودية قطر منتصف 2017 وأغلقت حدودها البرية ومنعت طائراتها من دخول مجالهم الجوي- واس

زادت خلال الأيام الماضية مؤشرات التوصل إلى اتفاق خليجي ينهي قطيعة دامت قرابة العامين والنصف، بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى.

 

صحيفة "فايننشال تايمز"، نقلت عن مستشار للسعودية والإمارات، قوله إن ولي العهد محمد بن سلمان يتجه نحو التصالح مع قطر، كهدية يقدمها للرئيس الأمريكي القادم جو بايدن.

 

فسر المستشار هذه الخطوة من ابن سلمان، بأنها محاولة من الأمير الشاب لكسب ود الإدارة الديمقراطية الجديدة، التي دانت مرارا سلوك الرياض الحقوقي، قبل فوز بايدن رسميا.

 

التطور المفاجئ الذي قد يؤثر إما سلبا أو إيجابا على جهود المصالحة الخليجية، هو الزيارة التي أعلن عنها مستشار الرئيس الخاسر دونالد ترامب، وصهره، جاريد كوشنر إلى كل من السعودية وقطر خلال الأيام المقبلة.

 

مكسب أخير

الخبير في الشؤون الأمريكية، الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي، قال إن ترامب في وضع مهزوم داخليا، مع تبقي أقل من شهرين على مغادرته البيت الأبيض رسميا.

 

وأوضح في تصريحات لقناة "الجزيرة"، أن ترامب يسعى خلال مدته المتبقية إلى تحقيق أي إنجاز بأي ملف، ليحرم بايدن منه، ومن هذه الملفات، الأزمة الخليجية.

 

قال الشايجي؛ إنه غير متفائل بإتمام المصالحة قبيل وصول بايدن، إذ إن السعودية والإمارات ستحاولان منح بطاقة هذا الاتفاق إلى الإدارة الجديدة بقيادن بايدن، ومن ثم لن تثمر جهود كوشنر عن شيء، بحسب ما توقّع.

 

وذكر الشايجي أن ترامب كان جزءا من المشكلة الخليجية، ولم تتبن إدارته بشكل جاد أي مبادرة كويتية قدمها الأمير الراحل صباح الأحمد الصباح لإنهاء الخلاف بين الأشقاء الخليجيين طيلة الفترة الماضية.

 

تصحيح مسار
الأكاديمي السعودي محمد العمري، مدير مركز "الجزيرة العربية للإعلام" في لندن، قال لـ"عربي21"؛إن السياسة السعودية ستشهد خلال الشهرين القادمين تصحيح مسار بما يتناسب مع بايدن.

 

وألمح العمري إلى أن الرياض قد توقف حرب اليمن، وتحسن من وضع الملف الحقوقي الداخلي، إضافة إلى إنهاء حصار قطر، وهي الأمور الثلاثة التي أوردها بايدن خلال حملته الانتخابية.


وذكر العمري أن "وصول بايدن سيفكك التحالف الرباعي (الدول الثلاث إضافة لمصر)، والمتابع للإعلام السعودي يلحظ أنه بدأ من الآن في نقد السياسات الإماراتية في عدة ملفات، ومتوقع أن يصل لدرجة التوتر، خاصة مع تمتع الإمارات بعلاقات طبيعية مع إيران". 

وبحسب العمري، فإن "الملفات العبثية التي افتعلتها السعودية خلال الخمسة سنوات الماضية، ممكن حلحلتها والتنازل وحتى الاعتذار عنها، باستثناء الملف الإيراني الذي يعدّ قضية وجود للكيان والدولة السعودية، فهي مقابله ستغلق الكثير من الملفات المزعجة التي لم تستفد منها المملكة".

 

وتوقع العمري أن فترة تصحيح المسار هذه تحتاج لشهرين مقبلين، إلا أنه أوضح أن هذا التصحيح لن يحدث دون الاعتذار لتركيا، وتشكيل لجان تحقيق ومحكمة مشتركة، وتقاسم سجن المدانين في مقتل جمال خاشقجي، وحلول متطابقة مع القضاء التركي".


حاجة سعودية
قال العمري؛ إن السعودية هي التي تحتاج المصالحة مع قطر الآن، وذلك جراء سقوط منظومتها الإعلامية، التي لم تعد تؤثر على المشاهد السعودي والعربي.

 

وأوضح أن الشروط الثلاثة عشر التي كانت السعودية ودول الحصار قد وضعتها عقبة أمام المصالحة مع قطر، ستختزل قريبا إلى شرط واحد فقط، هو "إيقاف مدفع قناة الجزيرة".

 

وقال العمري؛ إن السعودية في وضع ضعيف، "والدليل على ذلك تسريب متعمد لمقطع للملك أفقده الهيبة، ولقاء ولي العهد مع نتنياهو؛ التسريبات تقول إن الملك لا يعلم عنه، ويوجد خلل كبير في رأس القيادة، فكل شيء متوقع مع قيادة تفتقر للخبرة".

 

فيما ذكر الشايجي بتغريدات عبر "تويتر" أن الحديث عن المصالحة يأتي بالتزامن مع التقارب بين الرياض وأنقرة، الذي تمثل في تلقي الأخيرة مساعدات سعودية لضحايا الزلزال.

 

 

اقرأ أيضاFT: السعودية ترغب بحل النزاع مع قطر كهدية لبايدن



 

"مصالحة باردة"

لم يستبعد الشايجي أن تقتصر المصالحة الخليجية في المستقبل القريب على حلحلة بعض الأمور، مثل رفع دول الحصار الحظر عن الطيران القادم، والمغادر إلى قطر.

 

"عربي21" بدورها رصدت أبرز الحسابات السعودية والقطرية التي نشطت في الأزمة بين البلدين، إذ لم تخفف من لهجتها تجاه الطرف الآخر.

 

واصلت الحسابات السعودية رمي قطر بتهم منها دعم الإرهاب، والعمالة لإيران وتركيا، مع توجيه سيل من الشتائم لأميرها وعائلته، زاعمين أن الدوحة هي من طلبت الوساطة الأمريكية لإنهاء مقاطتها.

 

فيما تقول حسابات قطرية؛ إن الرياض باتت في خطر مع وصول بايدن إلى السلطة، ومن ثم تنازلت عن شروطها الـ13 للدوحة، وستجبر على المصالحة دون أي شرط، مع احتمالية وجود اتفاق شفوي لتخفيف حدة الخطاب الإعلامي بين الجانبين.

 

 العمري قال إن المصالحة ستكون "هدنة للمعركة الفضائية، وقد يتبعها هدنة لإيقاف الذباب الإلكتروني".

 

ولفت إلى أن "فتح الحدود والمجال الجوي يحتاج إلى وقت، حتى ينسى الشعب أكاذيب الديوان الملكي لمشاريع مكب النفايات وقناة سلوى ومشاريع الترفية، على ضفتيها بحسب الخرائط والمجسمات المنشورة".

 

وكانت أحدث الجدالات بين السعوديين والقطريين عبر "تويتر" تمحورت حول كتاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إذ ذكر مغردون سعوديون أنه وجه انتقادات لاذعة لأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فيما الحقيقة كانت أنه لم ينتقد قطر، بل انتقد السعودية في الكتاب عدة مرات، بحسب ناشطين.

 

يشار إلى أن جهود المصالحة الخليجية وصلت إلى أعلى مستوياتها في مثل هذه الأيام من العام الماضي، بوساطة كويتية وعمانية (قبل رحيل صباح الأحمد والسلطان قابوس)، إذ شاركت دول الحصار بكأس الخليج في قطر بعد قرار مسبق بمقاطعتها، وخفت حدة التراشق الإعلامي، مقارنة بتزايد حضور الطرفين لاجتماعات مشتركة.

 

إلا أن تلك الجهود سرعان ما تبددت مع مطلع العام الحالي 2020، وعاد التراشق الإعلامي بين الطرفين إلى ما كان عليه بالسابق.

 

وكان رئيس "البيت الخليجي للدراسات والنشر"، عادل مرزوق، رأى أن الحديث عن مصالحة خليجية شاملة يبدو "ضربا من الخيال"، مضيفا أنه لا يعتقد أن إعادة بناء الثقة بين الدوحة والرياض وأبوظبي ستحدث بضغطة "زر"، على حد قوله.

وقال مرزوق في تصريحات سابقة لـ"عربي21"؛ إن الوساطة الكويتية وحتى العواصم الخليجية المتصارعة تسعى إلى "تبريد الأزمة" والحد من توحشها على المنصات الإعلامية، مضيفا أن "مثل هذا الإنجاز يمكن أن يبنى عليه لاحقا".

ورأى عادل مرزوق أن حد تعقيدات الأزمة في محور "الدوحة-أبو ظبي"، أثّر سلبا على "الهدنة الإعلامية"، وترشيد الخطاب وضبطه بين الدوحة والرياض، خلال الفترة الماضية.

 

التعليقات (3)
حسبنا الله ونعم الوكيل
الإثنين، 30-11-2020 02:05 م
هو رغبة حقيقية للتصالح من المنبوذين عالميا دون تقديم أي اعتذار للشعب القطري فردا فردا ودون اعتذار للأمة جمعاء ودون اعتذار للعالم ..كذلك دون دفع كل التعويضات المتعلقة بكل الخسائر في كل المجالات..كذلك سعي للتصالح دون تقديم ضمانات باحترام سيادة البلد وحرية قراراته..كذلك لهث وراء الصلح دون توقيع التزام باحترام الجوار وعدم العودة لأفعال الصبيان وكيد النسوان.. هذه نقط ان تحققت قد ترضي قطر حكومة وشعبا. لكن لن ترضي الشعوب العربية ولو لبس الثلاثة ملابس رقص وقدموا عروض بكل شارع حي أو زنقة بالوطن العربي فقط ببساطة لأن هؤلاء والجهل والعدم والموت سواء
امازيغي
الإثنين، 30-11-2020 01:45 م
السعودية توظف الاسلام تحت غطاء الفكر الوهابي المدخلي الجامي المتصهين لمارب خاصة وهو ضرب الاسلام بالاسلام
انا
الإثنين، 30-11-2020 03:51 ص
لا هاي ولا هاي طعنة في الظهر