هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجمع محللون وسياسيون، على أن رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح، يعد أبرز الخاسرين من مساعي توحيد البرلمان الليبي، وذلك على ضوء اللقاء النيابي المرتقب في مدينة غدامس.
ورأى هؤلاء أن عودة البرلمان والتئامه يضعف موقف عقيلة ويفقده ورقته الأساسية التي جعلته لاعبا رئيسيا في المشهد باعتباره "رئيسا لبرلمان طبرق"، في حين رآى آخرون أن صالح سيسعى إلى إفشال الجلسة القادمة، كونها ستبحث تغيير رئاسة البرلمان.
وستعقد في مدينة غدامس الليبية الأربعاء جلسة لأعضاء البرلمان الليبي، بهدف بحث توحيد المجلس، في أعقاب مؤشرات إيجابية نتجت عن لقاءات طنجة المغربية التي انتهت أمس الأول.
وانتهت لقاءات طنجة السبت، بالتأكيد على المضي في العمل على إنهاء الانقسام الحاصل في ليبيا، حيث قال المجتمعون في بيان ختامي صدر عنهم، إن البرلمان سيعقد الأربعاء لقاءات في مدينة غدامس الليبية القريبة من الحدود الجزائرية، وستقر كل ما من شأنه إنهاء الانقسام في مجلس النواب.
اقرأ أيضا: بيان ختامي لاجتماع نواب ليبيا في طنجة حول إنهاء الانقسام
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير أن عودة البرلمان والتئامه تضعف موقف عقيلة صالح وتفقده ورقته الأساسية التي جعلته لاعبا رئيسيا في المشهد، متوقعا أن يحاول الأخير إفشال جلسة غدامس أو على الأقل محاولة التأثير عليها من خلال بعض النواب، للحيلولة دون الإطاحة به من رئاسة البرلمان.
صالح وروسيا
وشدد الكبير في حديث لـ"عربي21" أن تعثر حوار البعثة الأممية وعودة البرلمان مجددا ستحدث تغييرا واضحا في المشهد. فالفعالية الأكبر ستكون للبرلمان إذا ما مضى بالفعل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في طنجة.
ولفت إلى أن عقيلة صالح سيلجأ إلى حلفائه التقليديين كروسيا ومصر لإنقاذ وضعه إذا أدرك أن مفاتيح اللعبة بدأت تفلت من يديه. ولكنه سيكون حذرا لكي لا يقع تحت طائلة العقوبات الدولية، مشيرا إلى أن الخطة الأممية تقضي بإزاحة الطبقة السياسية الحاكمة حاليا "ويبدو أن هذا الهدف البعيد المدى بات قابلا للتحقق أكثر من أي وقت مضى". بحسب الكبير.
إفشال لقاء غدامس
من جهته، بدا المحلل السياسي، عبد السلام الراجحي، غير متفائل من نجاح ملف توحيد البرلمان، مؤكدا أن مساعي عقيلة صالح لإفشال حوار طنجة ظهرت خلال الأيام الأخيرة من جلسات الحوار في طنجة.
وشدد الراجحي في حديث لـ"عربي21" على أن صالح أرسل أحد البرلمانيين المقربين منه إلى حوار طنجة، بهدف التأثير على نواب المنطقة الشرقية، ودفعهم إلى تعطيل خطط توحيد البرلمان. مرجحا أن يكون تأجيل حوار غدامس من السبت، إلى الأحد، ثم أخيرا إلى يوم الأربعاء القادم، دليل واضح على وجود مساع حثيثة لعقيلة صالح بهدف إفشال اجتماع غدامس، وضرب مسار توحيد المجلس.
إلى ذلك، قال النائب محمد الرعيض في حديث سابق لـ"عربي21"، إن الترجيحات تشير إلى أن اللقاء القادم سيفضي إلى إعلان توحيد البرلمان، ليلتئم مجددا في جسم واحد، يمثل كل الليبيين، مستبعدا في الوقت ذاته أن يحضر هذه اللقاءات رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح، "كونه الخاسر الأكبر من توحيد البرلمان"، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: ما هدف رئيس برلمان طبرق من مهاجمة "توحيد البرلمان"؟
والبرلمان الليبي جرى انتخابه في آب/ أغسطس 2014، وكان مفترضا أن يضم 200 عضو، لكن تم انتخاب 188 عضوا فقط بعدما تعذر انتخاب 12 عضوا في مناطق كانت تشهد تدهورا أمنيا آنذاك.
وجراء الخلافات السياسية المتواصلة في البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، انقسم البرلمان إلى مجلسين، الأول يضم أعضاء داعمين للواء المتقاعد خليفة حفتر، ويعقد جلساته في طبرق (شرق) والثاني يضم نوابا داعمين للحكومة المعترف بها دوليا ويعقد جلساته في طرابلس.
ومنتصف الشهر الجاري، اختتمت أعمال الجولة الأولى لملتقى الحوار الليبي في تونس بإعلان 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021 تاريخا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، فيما عقدت جولة ثانية من ملتقى الحوار، الاثنين، عبر الإنترنت، على أن تعقد الثالثة، الأربعاء.
وتوافق المجتمعون آنذاك على تحديد صلاحيات المجلس الرئاسي والحكومة، لكن هناك ملفات لا تزال عالقة، أبرزها تحديد شروط الترشح للمناصب السيادية.