جمهرة علماء أزهر السيسي!!

نشرت مكتبة الإسكندرية بمصر، موسوعة تحمل عنوان: (جمهرة علماء الأزهر الشريف)، وتحمل اسم المؤلف: أسامة الأزهري، وهو المستشار الديني للسيسي، وكتب تصدير الموسوعة: د. مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، وسكرتير مبارك للمعلومات سابقا.

وقد قرأت الموسوعة في مجلداتها العشرة، وهي يصدق عليها أن نسميها: جمهرة علماء أزهر السيسي، لأن المعايير التي وضعها أسامة الأزهري لمن يعتمدهم كأزهريين، لا تنطبق إلا على عالم في رأسه هو فقط، وليس وفق معيار منهجي معتبر، كما رأينا في كل كتب الترجمة قديما وحديثا، فالذي يكتب في تراجم الأعلام، يترجم دون تحيز، بل يضع معيارا علميا معتبرا، وليس كما رأينا في موسوعة الأزهري.

هذا إن سلمنا أن الموسوعة له، وليست جهدا جماعيا لا فضل له فيه، سوى المراجعة والتنقيح، والحذف لمن لا يروق له من العلماء، أو لا يتفق مع الحكم العسكري، فالمؤكد أنها جهد جماعي سطا عليه أسامة الأزهري، ولم ينسب لمن عملوا فيها ما قام به، فالواضح من الجهد والجمع والكتابة، أن الموسوعة ليست خالصة لمستشار السيسي، وإن ادعى ذلك، والدلائل واضحة.

ومن العجب أن تلاحظ: تضخم الأنا عند مستشار السيسي في الموسوعة، وأنه جاب الأرض شرقا وغربا، وأنه كلف فلان بقراءة كتاب كذا عن الأزهر، وطلب من فلان، والسفارة الفلانية في الدولة الفلانية جاءت له بكذا، وهو جهد وإن دل على أنه جهد جماعي، كان الأولى بالكاتب أن يبرزه على الجماعية في العمل، فإذ به ينسبه لنفسه كعناء قام به.

ومن أهم ما تلاحظه: أن الموسوعة عن علماء الأزهر، ومن الطبيعي أن يقوم كاتب بكتاب عن مؤسسة، أن يلتقي بمسؤول هذه المؤسسة، ويطلب وثائقها من إدارة الأزهر مثلا، فلا نجد لذلك ذكرا، ولذلك خلت الموسوعة من ذكر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهو أمر عجيب جدا، إذ كيف لموسوعة عن الأزهر لا ذكر فيها من قريب أو بعيد للمؤسسة الحالية، سواء بالتعاون، أو برفض التعاون مثلا، بل كأنها هواء لا وجود لها، أو أنها أصبحت في ذمة التاريخ، ولم يذكر اسم الطيب إلا عرضا في ترجمة الدكتور سليمان دنيا، وتم ذكر أن من تلامذته شيخ الأزهر أحمد الطيب، ولا أدري هل سقط ذلك منه سهوا، أم لا؟!

قرأت الموسوعة في مجلداتها العشرة، وهي يصدق عليها أن نسميها: جمهرة علماء أزهر السيسي، لأن المعايير التي وضعها أسامة الأزهري لمن يعتمدهم كأزهريين، لا تنطبق إلا على عالم في رأسه هو فقط، وليس وفق معيار منهجي معتبر، كما رأينا في كل كتب الترجمة قديما وحديثا

 
الموسوعة لم تكتب بمعايير علمية، بل الحقيقة إنها كتبت بمعايير أمنية عسكرية، فموسوعة عن الأزهر، لا بد أن يكون معيارها: كل من درس أو تعلم في الأزهر، وله جهد علمي، ولكنه استثنى من ذلك كل من كان معارضا لحكم العسكر، أو لحكم السيسي تحديدا.

وقد أوقعه تعصبه للحكم العسكري في أن ترجم وكتب لعلماء ليسوا من معارضي حكم العسكر فقط، أو أفرادا عاديين في جماعة الإخوان، وقد تعمد حذف أي اسم ينتمي للإخوان من العلماء، بل وقع في خطأ قاتل يدينه عند العسكر، فقد ترجم لقيادات كبرى في الإخوان، فقد كتب عن العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وأبو غدة لم يكن مجرد فرد في الإخوان، بل كان المراقب العام للإخوان في سوريا، وترجم لآخرين من كبار مؤسسي الجماعة مثل: الشيخ طنطاوي جوهري، فقد كان أحد أهم المؤسسين للجماعة مع حسن البنا في القاهرة، ومات وهو من قياداتها الكبرى.
 
أما عن العلماء الكبار المحرومين من جنة أزهر السيسي التي وضعها الأزهري في موسوعته، فستتعجب حين نذكرهم، وهم مثلا: محمد فرغلي، عبد الغفار عزيز، مناع القطان، عبد المنعم تعيلب، محمد عبد المنعم البري، أمين خطاب السبكي، يوسف خطاب السبكي، فؤاد مخيمر، محمد المختار المهدي، أحمد العسال، مصطفى السباعي، السيد نوح، عبد الحي الفرماوي، نوح الغزالي، عبد اللطيف مشتهري، عبد الصبور شاهين، محمد عبد الله الخطيب.

ولا تخلو الموسوعة من ملاحظات أخرى منهجية، كالتدليس العلمي، والتناقض الناتج عن الجهل والتعصب، ووضع معيار غريب في الموسوعة، وهو طلب المؤلف من القراء، أن من يلحظ أنه سها فذكر اسم أحد من العلماء له علاقة بالإخوان، أو الجماعات الإسلامية، التي تعارض العسكر، أن ينبهه ليحذفه في الطبعات القادمة، أي أنها موسوعة تقبل الحذف، ولا تقبل الإضافة، وهو مطلب غريب وعجيب، ينم عن عقلية مشايخ العسكر، ممثلا في تلميذ علي جمعة النجيب: أسامة الأزهري مستشار السيسي، ومؤلف موسوعة: جمهرة علماء أزهر السيسي!! 

[email protected]